بدء تجربة لقاح إسرائيلي ضد الفيروس

إذا نجح سيعطى أيضاً للفلسطينيين

بدء تجربة لقاح إسرائيلي ضد الفيروس
TT

بدء تجربة لقاح إسرائيلي ضد الفيروس

بدء تجربة لقاح إسرائيلي ضد الفيروس

أعلنت وزارة الأمن الإسرائيلية، بشكل احتفالي، أمس (الاثنين)، أن المعهد البيولوجي التابع لها في مدينة نس تسيونا (جنوب شرقي تل أبيب)، اكتشف لقاحاً ضد «كورونا» تمت تجربته على الحيوانات، وابتداءً من الأسبوع المقبل، سيباشر في إجراء تجارب على البشر، مشيرة إلى أن المعهد أعد حتى الآن أكثر من 25 ألف جرعة تطعيم، ويواصل إعداد المزيد.
وسمي هذا اللقاح «بريلايف» (Brilife)، وهو مختصر لعدة كلمات تعني بالعبرية «حياة صحية في إسرائيل». وقالت الوزارة، إن المرحلة الأولى من تطبيق التجربة على البشر ستتم عبر 80 متطوعاً من المتعافين صحياً الخالين من أي أمراض، وبعد ثلاثة أسابيع سيتم فحص ما إذا نشأت لديهم أجسام مضادة للفيروس. ومن المرتقب أن تمتد التجربة على نحو ستة أشهر، وفي ختامها سيتقرر ما إذا كان بالإمكان تطعيم جميع المواطنين بصورة آمنة. وأكدت الوزارة أن الخطة هي توفير 15 مليون جرعة تطعيم، لأنها تأخذ في الاعتبار منح التطعيم إلى الفلسطينيين.
واعتبر وزير الأمن بيني غانتس، الأمر «بشرى أمل لمواطني الدولة»، شاكراً عشرات الباحثين الذين عملوا عليه، ومشيداً بعملهم الدؤوب بالتعاون مع وزارة الصحة على تطوير اللقاح. وتعهد بتقديم المعهد كافة الوسائل والدعم المطلوب للتوصل إلى تطعيم آمن وناجع ضد الوباء.
وجاء من المعهد البيولوجي أنه حصل على كافة التراخيص اللازمة من وزارة الصحة الإسرائيلية للشروع في اختبار اللقاح على بني البشر، وأنه حصل على مصادقة وزارة الصحة الأميركية على هذه التجربة.
ولكن من الجهة الأخرى، نشرت «القناة 12» للتلفزيون الإسرائيلي، أمس (الاثنين)، تقريراً قالت فيه إن جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي «الموساد» أحضر هذا اللقاح ضد فيروس كورونا من الصين في الأسابيع الأخيرة لدراسته والتعلّم منه. وقالت صحيفة «جيروزاليم بوست»، الصادرة في القدس باللغة الإنجليزية، إن إسرائيل تحاول التوصل إلى اتفاقيات لشراء لقاحات فيروس كورونا من عدة مطورين محتملين آخرين، وفقاً لمسؤول كبير في وزارة الصحة مطلع على الأمر. وقال المسؤول: «هناك العديد من الجهود الدبلوماسية التي تجري خلف الكواليس. نحن نحاول كل ما بوسعنا لضمان حصول المواطنين الإسرائيليين على لقاح في أسرع وقت ممكن».
وصرح البروفسور عاموس بنيت، عضو اللجنة القطرية في وزارة الصحة المسؤولة عن مكافحة «كورونا»، بأن هناك 100 شركة تعمل بشكل جاد ومهني عالٍ على إيجاد لقاح ضد «كورونا»، وكلها لم تتوصل إلى حلول كاملة. وأعرب عن تفاؤله بإمكانية نجاح اللقاح في إسرائيل. لكنه ظل حذراً، وقال: «المسألة مركبة. والحديث فقط عن تجارب أولية. هناك عدة دول أوقفت العمل في إعداد لقاح، لأن عوارض سلبية ظهرت على المتطوعين. ما يعني أن خطر الفشل ما زال ماثلاً».
الجدير ذكره أن المجلس الحكومي لمكافحة «كورونا» برئاسة بنيامين نتنياهو، اجتمع طيلة يومي أمس وأول من أمس، ولم يتوصل إلى حلول جذرية لقضايا جوهرية يطرحها الجمهور تتعلق بالإغلاق الجزئي القائم حالياً، ومتى سيتم التحرر منه والتغلب عليه. وتقرر فتح الجهاز التعليمي من جديد، ولكن بالتدريج، مع تشديد الغرامات المالية التي تفرض على مخالفي تعليمات وزارة الصحة (150 دولاراً لمن لا يرتدي كمامة، و10 آلاف لمن يفتح متجره من دون قرار من الوزارة).



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.