للمرة الأولى... عرض أزياء في السعودية على شاطئ البحر الأحمر

بطاقم محلي ومستوى عالمي و16 عارضة من المملكة

تصاميم شابة من سماح خاشقجي خلال عرض الأزياء على شاطئ جزيرة الراس الأبيض
تصاميم شابة من سماح خاشقجي خلال عرض الأزياء على شاطئ جزيرة الراس الأبيض
TT

للمرة الأولى... عرض أزياء في السعودية على شاطئ البحر الأحمر

تصاميم شابة من سماح خاشقجي خلال عرض الأزياء على شاطئ جزيرة الراس الأبيض
تصاميم شابة من سماح خاشقجي خلال عرض الأزياء على شاطئ جزيرة الراس الأبيض

في شهر أبريل (نيسان) من عام 2018 شهدت الرياض أول «أسبوع موضة» في المملكة العربية السعودية. غني عن القول إن الحدث أثار كثيراً من الاهتمام العالمي؛ لأنه كان بمثابة ثورة في وقت تعوّد فيه الغرب على النظر إلى المرأة السعودية على أنها مجرد مستهلكة جيدة لمنتجاته.
بيد أن الحدث حينها كان بالنسبة لمصممات سعوديات تحدياً لإعادة الاعتبار إليهن. وبالفعل حققن من خلاله أحلامهن في استعراض إمكاناتهن ومواهبهن على مستوى رفيع. ورغم أن الأسبوع كان مخصصاً للسيدات فقط، ومنع نشر الصور على وسائل التواصل الاجتماعي للحفاظ على خصوصية الحضور، فإنه حصل على تغطيات مهمة في أغلب وسائل الإعلام العالمية. مر نحو سنتين على هذا الحدث التاريخي تعرض فيهما العالم لتغيرات عدة، كما شهدت فيهما الموضة السعودية تطورات كثيرة، أهمها أن الشهية انفتحت على المزيد، كما زادت الثقة بالمنتج المحلي. فهناك جيل صاعد يؤمن بأن التصاميم المحلية لا تقل جمالاً وأناقة عن التصاميم العالمية، وتحتاج فقط إلى منبر أو فرصة لإثبات ذلك. هذه الفرصة توفرت منذ أيام قليلة في جزيرة الراس الأبيض بمحافظة ينبع، أو بالأحرى على شواطئها؛ فقد شهدت أول عرض أزياء على البحر الأحمر بحضور 300 شخصية.
أهمية الحدث لا تكمن فقط في أنه كان على البحر، بل لأنه نُظم في ذروة جائحة «كورونا» وفي وقت تعاني فيه الموضة العالمية عموماً من مشكلات عدة. تشرح مريم مصلي، مؤسسة شركة «نيش أرابيا» المنظمة هذه الفعالية، بأن جائحة «كورونا» بكل ما حملته معها من محاذير ومحظورات على السفر وغيره، «لم تزد هذا الجيل المتحمس لإثبات الذات، سوى إيمان بضرورة الاستمرار وتوظيف الأمر لصالحه». بدورها لم تقف مريم مصلي مكتوفة اليد؛ فقد كانت هذه فرصة مواتية لتنظيم فعالية على مستوى عالمي بطاقم سعودي بالكامل. تشرح بأن «كل العارضات وكل المصممات إضافة إلى خبيرات الماكياج والمصورين والمشرفين على الإخراج والموسيقى كانوا من أبناء البلد».
ولأن العرض كان على شاطئ البحر الأحمر، فكان من الطبيعي أن تعكس التصاميم روح السفر والانطلاق؛ فهي، كما تشرح مريم، أقرب إلى خط «الكروز» منها إلى أي خط آخر من حيث ألوانها ونقشاتها وتصاميمها. المصممة سماح خاشقجي، مؤسسة «عبايا سماح» مثلاً قدمت 22 تصميماً مستوحى من أجواء شواطئ جدة وينبع، وتقول إنها استعملت فيها «تقنيات تقليدية من منطقة الحجاز دمجتها مع موتيفات عصرية». وتتابع: «كان مهماً بالنسبة لي أن تكون التشكيلة رسالة حب للبحر الأحمر بكل ما يتضمنه من غموض وسحر، وهو ما اجتهدت في تجسيده من خلال ألوان تتدرج بين الأزرق والتركواز والأبيض والنقشات المرجانية... وغيرها».
تقول مريم مصلي إن الكل كان متحمساً للمشاركة في هذا الحدث، «إلى حد أن الأمر كان بالنسبة لهم أشبه بعملية عسكرية لتبديد الصورة النمطية التقليدية للغرب، وإثبات أننا يمكن أن نُنتج ونُبدع على مستوى عال. لهذا كان مهماً بالنسبة لي من البداية أن تتم العملية، من الألف إلى الياء، بجهود سعودية، بدءاً من 16 عارضة، إلى جنود الكواليس الذين أشرفوا على إخراج العرض في أحسن صورة».
يذكر أن الأمر لم يقتصر على العارضات والمصممات؛ بل أيضاً كان هناك فريق من خبيرات الماكياج السعوديات اللاتي حرصن على أن يكون الماكياج طبيعياً بعيداً عن التكلف والمبالغة. وتشرح صفاء علي رضا، التي أشرفت على الماكياج: «طبعاً كان لا بد من استعمال درجات هادئة مع لمسات برونزية أو ذهبية تناسب مكان العرض وأجوائه الشاطئية». وتوافقها الرأي ريهام أبو الفرج، مستشاره مظهر و ستايلست العرض التي حرصت على أن تكون الإكسسوارات أيضاً «مستوحاة من البحر وكائناته، إلى جانب اللؤلؤ والمرجان»، قائلة إنه «كان من المهم أن تكون كل التفاصيل دقيقة وراقية على مستوى عالمي حتى تكتمل الصورة وتصل الرسالة بوضوح».



إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».