إطلاق أول برنامج تدريبي مكثف في الصحافة والإعلام الاستثماري في السعودية

تدشنه أكاديمية «أحمد بن سلمان» بمشاركة 8 خبراء و30 صحافيا وإعلاميا

إطلاق أول برنامج تدريبي مكثف في الصحافة والإعلام الاستثماري في السعودية
TT

إطلاق أول برنامج تدريبي مكثف في الصحافة والإعلام الاستثماري في السعودية

إطلاق أول برنامج تدريبي مكثف في الصحافة والإعلام الاستثماري في السعودية

30 صحافيا وإعلاميا، من مختلف الصحف والمؤسسات الإعلامية، و8 متحدثين متخصصين، يحضرون غدا في العاصمة السعودية الرياض، تدشين أول برنامج تدريبي من نوعه في الصحافة والإعلام الاستثماري، بعنوان «إعلام التنافسية والاستثمار»، لتغطية جوانب البرنامج المختلفة الاقتصادية والاستثمارية والصحافية.
ويهدف البرنامج التدريبي إلى تطوير المستوى والأدوات الاحترافية للصحافيين والإعلاميين في قطاع الإعلام الاقتصادي والاستثماري في السوق المحلية، والتأكيد على أهمية المصداقية في الطرح والتناول الاقتصادي وتدعيمه بالأرقام والمصادر التي تعزز صدقية المضمون، ما يرفع من ثراء المادة الصحافية للباحث والمتابع المحلي والعالمي.
كما يهدف برنامج «إعلام التنافسية والاستثمار» الذي تقدمه أكاديمية الأمير أحمد بن سلمان للإعلام التطبيقي ضمن مساعيها وشراكاتها الدؤوبة، إلى تطوير قطاع الإعلام المتخصص وتطوير أدواته واضطلاعه بالمهام والقضايا الاستثمارية الحساسة حيث يحقق المصلحة العامة للشركات والأفراد بكل ما يتعلق بالقضايا الاستثمارية على المستويين المحلي والدولي، وأدوات رجال الصحافة من صحافيين وصحافيات سعوديين في مجال كتابة الأخبار والتقارير والتحقيقات عن الشأن الاقتصادي والاستثماري وتعزيز الوعي والثقافة لأهم مكونات الكتابة في الشأن الاستثماري.
ويحتوي البرنامج التدريبي على 5 جلسات رئيسة في 3 أيام يجري خلالها طرح ومناقشة عدد من الموضوعات الأساسية في الثقافة الاقتصادية والاستثمارية، ومنها مفهوم وأساس نظام الاستثمار الأجنبي، وعلاقة نظام الاستثمار بالمؤسسات الحكومية، وشرح مفهوم التنافسية والتصنيفات الدولية، وتأثيره على الاقتصاد والمجتمع.
كذلك يركز البرنامج على كيفية قراءة المشهد الاقتصادي واستنباط المعلومات الاقتصادية وصياغتها وتحويل الأرقام إلى مادة إعلامية اقتصادية.
وفي اليوم الثاني سيتركز الحديث على النظام الاقتصادي للسعودية والأقسام وتسميات الدوائر والمصطلحات الاستثمارية وتأثيرات الاستثمار الأجنبي ودوره في القدرة الاقتصادية المحلية وارتباط المملكة بالاقتصاد العالمي والتجارة الدولية، كذلك مناقشة الاستثمار من الناحية القانونية، والتأثيرات الدولية لقوانين الاستثمار.
ويختتم البرنامج بمناقشة السياسات التحريرية وأساليب الصياغة المهنية لقوالب التحرير الصحافي، وأهمية غرس الصحافي لاسمه في المشهد الصحافي من خلال اتكائه على المصداقية في الطرح والتناول، وابتعاده عن المصادر المجهولة وتأثيراتها على مضمون المعالجات الاستثمارية، ومناقشة نماذج لأخبار وتقارير اقتصادية واستثمارية نشرت في وسائل الإعلام المحلية، تحمل في ثناياها معلومات مغلوطة أو غير دقيقة، تمتد تأثيراتها السلبية للمتلقي والباحث المحلي والعالمي المتابع للشأن الاقتصادي السعودي.
ويشارك في تقديم البرنامج عدد من الأسماء البارزة في عالم الاقتصاد والاستثمار والصحافة الاقتصادية والإعلام، يفتتح البرنامج التدريبي المهندس عبد اللطيف بن أحمد العثمان محافظ الهيئة العامة للاستثمار، ويشارك في فعالياته الأمير سعود بن خالد الفيصل الرئيس التنفيذي لأنظمة وإجراءات الاستثمار، والدكتور عايض العتيبي مدير عام إدارة تطوير أنظمة وإجراءات الاستثمار، والكاتبان الدكتور عبد الوهاب أبو داهش ومحمد العنقري، المتخصصان في الشأن الاقتصادي، والدكتور فواز العلمي الخبير في شؤون التجارة العالمية ورئيس فريق السعودية التفاوضي في منظمة التجارة العالمية الأسبق، والدكتور سعود بن عبد الله العماري عضو مركز مجلس التعاون الخليجي للتحكيم التجاري وعضو محكمة لندن للتحكيم الدولي، وعبد الوهاب بن محمد الفايز رئيس تحرير جريدة «اليوم»، وصالح الزيد المستشار والكاتب الصحافي.
وأكد عبد المحسن بن إبراهيم البدر مدير عام أكاديمية الأمير أحمد بن سلمان للإعلام التطبيقي أن البرنامج يأتي متوافقا مع رؤية الأكاديمية للإسهام في تطوير قطاع الإعلام السعودي ودعم المؤسسات الإعلامية بكوادر تحرير متخصصة في المجالات الحيوية المتنوعة كافة.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».