تأكيدات على سهولة توفير بدائل للمنتجات التركية في السعودية

مختصون لـ «الشرق الأوسط»: الشركات الوطنية قادرة على إنتاج خيارات متعددة للصناعات الغذائية والسلع الاستهلاكية

أحد مشروعات الدواجن في السعودية وسط تأكيدات قوة القاعدة الصناعية لإنتاج الأغذية (الشرق الأوسط)
أحد مشروعات الدواجن في السعودية وسط تأكيدات قوة القاعدة الصناعية لإنتاج الأغذية (الشرق الأوسط)
TT
20

تأكيدات على سهولة توفير بدائل للمنتجات التركية في السعودية

أحد مشروعات الدواجن في السعودية وسط تأكيدات قوة القاعدة الصناعية لإنتاج الأغذية (الشرق الأوسط)
أحد مشروعات الدواجن في السعودية وسط تأكيدات قوة القاعدة الصناعية لإنتاج الأغذية (الشرق الأوسط)

أقر مختصون في أعمال القطاع الخاص بسهولة الحصول على بدائل للمنتجات التركية مؤكدين أن لدى السعودية قيمة صناعية كبرى تغطي قطاعات الأغذية ومواد البناء والمعدات وصناعة السلع والمنتجات الاستهلاكية قادرة على تعزيز القيمة المحلية وتغطية أي عجز من الواردات لأي أسباب قد تحدث أو خلافات مستقبلية ناتجة عن تغير في توجهات السياسة الاقتصادية.
وتبعث، بحسب المختصين، على ثبات السوق المحلية برسائل مطمئنة للمستهلك في الداخل، خاصة بعد مرور تجربة فعلية إبان جائحة فيروس كورونا وكيف استطاعت الحكومة والقطاع الخاص على مواجهة الأزمة وتوفير كافة السلع وتحديدا الرئيسية مع ثبات الأسعار في السوق دون نقص في المعروض، ما يعزز قوة السوق على مواجهة نتائج الحملة الشعبية الأخيرة لمقاطعة المنتجات التركية في السعودية والتي شهدت تفاعلا من مختلف المؤسسات والشركات العاملة في قطاعات تجارية وصناعية مختلفة.
وتدرك هذه الشركات والمؤسسات قيمة الاقتصاد السعودي وقوته في إيجاد البدائل للمنتجات المحددة القادمة من تركيا والتي تعرضت بحسب مسؤول في الغرف السعودية، لخسائر منتظرة تقدر بنحو 20 مليار دولار جراء المقاطعة الشعبية في المنطقة العربية، كما تدرك هذه الشركات نمو القدرة الصناعية المحلية في مختلف القطاعات ومنها قطاع الصناعات الغذائية الذي ارتفع الطلب المحلي والإقليمي والدولي على المنتجات الغذائية السعودية خاصة مع انتشار المأكولات البحرية والتمور والأطعمة الحلال.

تزايد المصانع
من المؤشرات الجيدة في أي اقتصاد نمو الصناعة في قطاعات مختلفة، بما ينعكس على السوق المحلية في توفير المنتجات المنافسة لمجمل البضائع الواردة، في الحال السلع التركية وما تبعه من مقاطعة كبيرة، إذ يمكن لهذه المنتوجات المحلية أن تصبح البديل الأنسب خاصة أن المنتجات فرضت تواجدها في الأسواق العالمية منها الأطعمة المختلفة.
وهنا تشير الإحصائيات الحديثة أن عدد المنشآت الصناعية القائمة وتحت الإنشاء حتى نهاية يونيو (حزيران) الماضي بلغ 9211 منشأة، بينها تسعة مصانع للمواد الكيميائية والمنتجات الكيميائية، و9 لصناعة المنتجات الغذائية، وأخرى لصناعة المعدات الكهربائية، وصناعة الملبوسات، ومثلهم لصناعة الأثاث وأيضا للصناعات التحويلية الأخرى، فيما بلغ عدد مصانع الخشب ومنتجاته والفلين باستثناء الأثاث وصنع أصناف من القش أربعة مصانع كبرى، ومثلهم للفلزات القاعدية وأيضا أربعة مصانع للمشروبات، ومصانع لصناعة الحواسيب والمنتجات الإلكترونية والبصرية، وطباعة المركبات ذات المحركات والمركبات المقطورة ونصف المقطورة.
ويعزز النمو الجاري في إنشاء المصانع قدرة السعودية في ضبط السوق المحلية وتوفير المنتجات اللازمة، مع اقتحام الأسواق العالمية وتحديدا في الأطعمة الحلال التي تقدر قيمته 1.3 تريليون دولار عالميا.
ويمتاز قطاع الصناعات الغذائية المحلي بنظام بيئي متطور جاهز يفي بالمعايير العالية والمتطلبات المتزايدة للسوق الآخذة في التوسع، ما يؤكد ثقة المستثمر السعودي بالثقة تجاه قطاع الصناعات الغذائية نظراً لتميزها وإمكاناتها المثمرة.

الوجهات الأخرى
من ناحيته، يقول الدكتور لؤي الطيار، المختص في قطاع الأعمال، إن وقف الاستيراد من تركيا يؤثر وبشكل مباشر على الاقتصاد التركي، لأن السوق السعودية للمنتجات التركية هو الأكبر في قطاعات مختلفة تشمل «الملابس، المفروشات» وغيرها من المنتجات، وهذه الخسائر، بحسب الطيار، ستشكل عبئاً ثقيلاً على القادة السياسيين في مواجهة المجتمع المحلي.
ولفت الطيار إلى أن المقاطعة ستفتح السوق السعودية على وجهات أخرى مثل الهند، ماليزيا، مصر، التي لديها ذات المواصفات في تلك المنتجات، ما يجعل المنتج التركي من ضمن المنافسين وليس الوحيد، موضحا أن هذا التوجه الشعبي في المقاطعة سيفتح صناعات جديدة في الداخل تشمل «المفروشات والأثاث»، كما سيولد مشاريع جديدة ينتظرها المستثمرون لإنشاء صناعات حديثة واليوم الفرصة سانحة لذلك.
وأكد الطيار، أن السعودية من أكثر الدول التي تحافظ على قوة اقتصادها رغم التأثيرات الخارجية من انخفاض في أسعار النفط في الأسواق العالمية، وجائحة كورونا أثبتت أنها قادرة على مواجهة التحديدات دون أي انعكاسات سلبية، الأمر الذي ينعكس على قوة الصناعات المتخصصة في مواجهة أي تغيرات وتوفير ما تحتاجه السوق السعودية من سلع تحت أي ظرف.
واستطرد «الفرصة متاحة لفرصة لاستثمار إضافي ونوعي... كما سيفتح آفاقا جديدة للاستهلاك المحلي القائم على الجودة وعلى ثبات الأسعار وأيضا يفتج مجالات استثمار عكسية في تلك البلدان خصوصا أن المستثمرين السعوديين في تركيا قد أحجموا عن الاستثمار هناك بسبب تعنت حكومة تركيا وتعاملاتها المعقدة».

الثروة الغذائية
من جهة أخرى، تتنوع مصادر الأغذية في السعودية بدءاً من البحار المطلة حيث تحيا قرابة خمسة ملايين طن من الأسماك بشكل دائم، والذي جعل السعودية مصدرا دائما للمأكولات البحرية للاتحاد الأوروبي، ولديها القدرة على زيادة الإنتاج وإشباع نهم سوق التصدير الخارجية، ما يمثل مؤشرا على ضمان سلامة السوق من أي تأثيرات خارجية.
ويأتي «الروبيان» و«الماكريل» و«السرطان» البحري في مقدمة الطلب على المأكولات البحرية، إضافة إلى ارتفاع الطلب المحلي الذي يتوقع أن ينمو بنحو 8 في المائة سنوياً حتى العام 2030. بارتفاع من 310 أطنان إلى 865 طناً. ويعود ذلك إلى النمو السكاني بمعدل مركب يبلغ 2 في المائة وزيادة معدل نمو سنوي مركب للفرد يبلغ 5 في المائة.
وتعد صناعة وتغليف التمور من الصناعات المتطورة ويقدر محصول التمر السنوي على المستوى العالمي بأكثر من 6 ملايين طن، تنتج السعودية منه أكثر من 1.1 مليون طن في السنة، وهذا يضعها بين أفضل 3 منتجين عالميين للتمور بحصة سوقية تبلغ 18 في المائة.
ويقدر عدد النخل في السعودية بحوالي 25 مليون نخلة تغطي مساحة 157 ألف هكتار من أراضي المملكة، ومع ما يزيد عن 300 نوع من التمور، الأمر الذي يجعل تزايد معدلات الإنتاج تواكب ارتفاع الطلب العالمي بالتوازي.
وفي الجانب الزراعي، حققت السعودية ما تسعى إليه من الوصول إلى معدلات كبيرة في الاكتفاء الذاتي إذ حققت فائضا في محاصيل متنوعة منها البطاطس، الباذنجان، الخيار، الباميا، وأنواع مختلفة من الفاكهة إضافة إلى البيض والألبان وبلغ عدد الأشجار الدائمة (عدا النخيل) نحو 26 مليون شجرة منها أكثر من 18 مليون شجرة مثمرة تجاوز إنتاجها 600 ألف طن.

صناعات واعدة
وهنا، يقول مروان الشريف اقتصادي سعودي، أن المتغيرات على الخارطة الاقتصادية في الجانب التركي، بعد الحملة الشعبية في مقاطعة المنتجات الاستهلاكية سيعزز من قدرة الصناعات المحلية المتخصصة في الأثاث والكماليات وهي قادرة على تغطية أي عجز في المرحلة المقبلة، كما أن السوق المحلية ستفتح أبوابها لمنتجات ذات جودة عالية وبأسعار منافسة للمنتج التركي.
وأضاف الشريف أن تنوع الاقتصاد السعودي وتحديدا في جانب الصناعات الرئيسية والتحويلية عامل مهم وقوة اعتمدت عليها في جميع الأزمات التي كان آخرها أزمة جائحة كورونا، مضيفا أن المنتج المحلي في الغذاء والصناعة الأخرى كسب الرهان في الأسواق العالمية، نتيجة الجودة المعيارية العالية.
وزاد الشريف «هذه المؤشرات تؤكد على قوة المصانع المحلية لتوفير كافة السلع، كما أن للتجار دور في هذه المرحلة لتوجيه بوصلة استثماراتهم إلى دول أخرى تقدم المنتج بأسعار تفضيلية».


مقالات ذات صلة

«دِل» تعزز التحول الرقمي في السعودية عبر 3 عقود من الابتكار والشراكة

خاص تلتزم شركة «دِل» بدعم التحول الرقمي للمملكة وتشكيل مستقبل الاقتصاد الرقمي في المنطقة (شاترستوك)

«دِل» تعزز التحول الرقمي في السعودية عبر 3 عقود من الابتكار والشراكة

«دِل» تدعم تحول المملكة الرقمي عبر استثمارات جديدة تشمل مركزاً لوجيستياً في الدمام وبرامج تدريبية تعزز الكفاءات المحلية وتدفع نحو اقتصاد رقمي متقدم.

نسيم رمضان (الرياض)
يوميات الشرق ديمتري كيركنتزس أمين عام المكتب الدولي للمعارض يتسلّم الملف من فهد الرويلي السفير السعودي لدى فرنسا (الهيئة الملكية للرياض) play-circle

السعودية تُسلِّم ملف تسجيل «الرياض إكسبو 2030»

سلّمت السعودية ملف تسجيل «الرياض إكسبو 2030» إلى المكتب الدولي للمعارض، الذي يُعدّ وثيقة متكاملة ترسم ملامح رؤيتها الطموح وخططها الشاملة لاستضافته.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد أكدت السهيل أن العلاقات العراقية - السعودية شهدت تحولاً استراتيجياً في المجالات كافة (تصوير: تركي العقيلي) play-circle

برلمان العراق يقترب من إقرار قانون حماية الاستثمارات السعودية

أكدت السفيرة العراقية لدى الرياض صفية السهيل أن العلاقات العراقية - السعودية تشهد تحولاً استراتيجياً يعكس رؤية قيادتي البلدين لتعزيز الشراكة في مختلف المجالات.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
الاقتصاد مسؤولون في «آلات» و«لينوفو» يقومون ببدء عمليات البناء للمصنع الجديد في المنطقة اللوجستية (سيلز)

إنشاء مركز عالمي لتصنيع الحواسيب والخوادم تحت علامة «صُنع في السعودية»

يدخل قطاع التصنيع في المملكة مرحلة جديدة مع إنشاء شركتي «آلات» السعودية و«لينوفو» الصينية مركزاً للتصنيع في المنطقة الخاصة اللوجستية المتكاملة في الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مبنى شركة «معادن» السعودية (الشرق الأوسط)

أرباح «معادن» السعودية تقفز 82.05 % إلى 765 مليون دولار نهاية 2024

أعلنت التعدين العربية السعودية (معادن)، أكبر شركة تعدين ومعادن متعدّدة السلع في الشرق الأوسط، عن نتائجها المالية للربع الرابع وعام 2024 بأكمله.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

أرباح «المطاحن الرابعة» ترتفع 19.7 % وتتجاوز 45 مليون دولار في 2024

صورة من داخل إحدى شركات المطاحن بالمدينة المنورة غرب السعودية (الهيئة العامة للأمن الغذائي)
صورة من داخل إحدى شركات المطاحن بالمدينة المنورة غرب السعودية (الهيئة العامة للأمن الغذائي)
TT
20

أرباح «المطاحن الرابعة» ترتفع 19.7 % وتتجاوز 45 مليون دولار في 2024

صورة من داخل إحدى شركات المطاحن بالمدينة المنورة غرب السعودية (الهيئة العامة للأمن الغذائي)
صورة من داخل إحدى شركات المطاحن بالمدينة المنورة غرب السعودية (الهيئة العامة للأمن الغذائي)

ارتفع صافي ربح شركة «المطاحن الرابعة» بنسبة 19.7 في المائة ليبلغ 171 مليون ريال (45.6 مليون دولار) في عام 2024.

وأعلنت الشركة، الأحد، عن النتائج المالية السنوية المنتهية في 31 ديسمبر (كانون الأول) 2024، عن ارتفاع إجمالي الإيرادات بنسبة 12.7 في المائة، إلى 629 مليون ريال (167.7 مليون دولار) في 2024، من 558 مليون ريال (148.8 مليون دولار) في 2023.

وأرجعت الشركة، التي تعدُّ واحدة من مجموعة مطاحن تابعة للهيئة العامة للأمن الغذائي السعودية، زيادة الإيرادات إلى الأداء القوي في: فئات الدقيق المختلفة التي أسهمت في النمو بنسبة 15 في المائة، وارتفاع إيرادات الأعلاف والنخالة بنسبة 12 في المائة، وذلك على أساس سنوي، إضافة إلى تحقيق الشركة نمواً في الحجم بنسبة 16 في المائة هذا العام، مدفوعاً بتوسيع نطاقها الجغرافي وزيادة تغطيتها.

كما عزت الشركة نمو صافي الربح إلى ارتفاع الإيرادات، وتحسين الكفاءة التشغيلية والإنتاجية، مما أسهم في تحسين هامش الأرباح.

وذلك على الرغم من ارتفاع المصاريف الإدارية بسبب إكمال الهيكل الوظيفي للشركة، وتسجيل بعض المصاريف الاستثنائية التي بلغت 8.8 مليون ريال (2.35 مليون دولار)، حيث أثرت على ربحية الشركة في 2024، إلا أنها حافظت على نمو قوي في صافي الأرباح، بحسب البيان.

بالإضافة إلى ذلك، أوضحت الشركة أن تكاليف التمويل لعقود الإيجار زادت بمقدار 3.5 مليون ريال (933 مليون دولار)، ولكن تم تعويض ذلك جزئياً من خلال الدخل الإضافي من ودائع استثمارية متوافقة مع الشريعة، الذي بلغ 1.7 مليون ريال (453 مليون دولار).

وفي سياق متصل، ارتفع سهم «المطاحن الرابعة» في أولى ساعات جلسة يوم الأحد، بنسبة 1 في المائة ليبلغ 4.03 ريال.