ظاهرة «الإنفاق الانتقامي» عند أثرياء العالم تضمن رواج السلع باهظة الثمن

ارتفاع في مبيعات حقائب اليد والساعات والسيارات الفاخرة

تشير تقارير إلى أن مبيعات السلع المترفة مثل الحقائب الباهظة الثمن ارتفعت بنسبة 12 % خلال الربع الثالث من العام (رويترز)
تشير تقارير إلى أن مبيعات السلع المترفة مثل الحقائب الباهظة الثمن ارتفعت بنسبة 12 % خلال الربع الثالث من العام (رويترز)
TT

ظاهرة «الإنفاق الانتقامي» عند أثرياء العالم تضمن رواج السلع باهظة الثمن

تشير تقارير إلى أن مبيعات السلع المترفة مثل الحقائب الباهظة الثمن ارتفعت بنسبة 12 % خلال الربع الثالث من العام (رويترز)
تشير تقارير إلى أن مبيعات السلع المترفة مثل الحقائب الباهظة الثمن ارتفعت بنسبة 12 % خلال الربع الثالث من العام (رويترز)

أثرت جائحة كورونا على كثير من مناحي الحياة وقلت معدلات الإنفاق على كثير من الأشياء على سبيل المثال رحلات السفر والإجازات ولكن يبدو أن التأثير اقتصر على نواحٍ دون أخرى إذ سجلت السلع المترفة زيادة في مبيعاتها حسب ما تذكر وكالة الأنباء الألمانية.
وضربت الوكالة المثل بما نقلته «بلومبرج» من أن المبيعات في قسم الأزياء والمصنوعات الجلدية بشركة «لويس فيتون» الراقية، ارتفعت بنسبة 12 في المائة - بدون احتساب تحركات أسعار الصرف - خلال الربع الثالث من العام، وذلك بنسب لا تختلف كثيرا عن النسب التي كانت تحققها في فترة ما قبل تفشي جائحة كورونا العالمية.
وكان هناك إجماع بشأن توقعات المحللين في وكالة «بلومبرج» للأنباء فيما يتعلق بأداء السوق خلال هذه الفترة، وهو تسجيل انخفاض في المبيعات بنسبة 9.‏0 في المائة، وليس ارتفاعها.
ويُظهر ذلك الأداء في المبيعات كيف عاد الطلب على السلع باهظة الثمن، والتي تتضمن حقائب اليد والساعات والسيارات، بمجرد تمكن المستهلكين الأثرياء من الخروج من منازلهم، كما يظهر حجم إنفاقهم لجزء من الأموال التي ادخروها أثناء فترة الإغلاق.
ويشار إلى أن أوروبا تعمل حاليا على تشديد القيود المفروضة على حركة المواطنين من جديد، في ظل تسجيل بعض الدول لأعداد إصابات كبيرة مرة أخرى.
أما في الصين، التي من الممكن أن يمثل المستهلكون فيها نسبة 45 في المائة من زبائن الكماليات الفاخرة هذا العام بحسب بيانات شركة «جيفريز»، فقد قام المتسوقون بتدليل أنفسهم، عندما أعادت المتاجر فتح أبوابها.
وقد انتشرت هذه الظاهرة - التي تحمل اسم «الإنفاق الانتقامي» - لتصل إلى الولايات المتحدة، وحتى أوروبا، حيث يقوم الأثرياء من الأفراد بإنفاق الأموال التي كانوا يعتزمون إنفاقها خلال فترة قضاء الإجازات في الخارج، وتناولهم الطعام داخل صالات المطاعم، في المحلات الراقية، بحسب ما ذكرته وكالة «بلومبرج» للأنباء.
وحتى وقت قريب، انتعشت أسواق البورصة بقوة، وهو الأمر الذي يعمل على تشجيع المستهلكين في الولايات المتحدة على الإنفاق. ونتيجة لذلك، يمكن أن تقدم النساء على شراء حقائب فاخرة تحمل اسم علامات تجارية راقية مثل «كريستيان ديور بوبي».
أما الرجال، فقد ينفقون الكثير من المال على شراء الساعات الثمينة. وكانت مجموعة شركات «ساعات سويسرا» الشهيرة التي تقوم ببيع الساعات والمجوهرات بالتجزئة في المملكة المتحدة، أعلنت مؤخرا تحقيق مبيعات أفضل مما كان متوقعا.
إلا أن تلك الإحصاءات غير المتوقعة لا تقتصر فقط على بيوت الأزياء وشركات الساعات الثمينة.
فمن ناحية أخرى، أعلنت شركة «دايملر إيه جي» المالكة لشركة «مرسيدس بنز» في الأسبوع الماضي تسجيل تدفق نقدي صناعي حر، بلغت قيمته المذهلة 1.‏5 مليار يورو خلال الفترة الربع سنوية الممتدة من يوليو (تموز) وحتى سبتمبر (أيلول).
ويبدو أن عملاء الشركة من ذوي الوظائف الإدارية، كانوا أقل تأثرا بالجائحة من قطاع الخدمات الأكثر تضررا. وقد أصبحت السيارات سهلة الاستخدام أيضا في حال كان هناك قلق بشأن استخدام وسائل النقل العام، أو إذا كانت هناك حاجة إلى الانتقال من المدينة إلى الريف، بحسب ما ذكرته «بلومبرج».
ويشار إلى أن انتشار «مرسيدس - بنز» بصورة كبيرة في الصين - حيث ارتفعت المبيعات بنسبة 23 في المائة على أساس سنوي خلال الربع الثالث من العام - كان له ميزة كبيرة أيضا.
من ناحية أخرى، قد يكون هناك في المستقبل القريب مستفيد آخر من ذلك الانتعاش الذي شهدته حركة البيع، وهو شركة «أبل»، التي صار هاتفها الأفضل مبيعا «آيفون 12 برو»، متاحا للطلب المسبق يوم الجمعة الماضي.
وبعد توفير بعض المال أثناء فترة الإغلاق، قد يكون المستهلكون أكثر استعدادا للتفاخر من خلال حملهم هواتف جديدة أغلى ثمنا، حيث يبلغ سعر هاتف «آيفون 12 برو ماكس» 1199 دولارا، بينما يبلغ سعر هاتف «آيفون 12 ميني» 649 دولارا.
إلا أن هناك أسبابا تدعو إلى توخي الحذر، حيث إن انتعاش سوق مبيعات الكماليات الفاخرة، قد لا يتم بتوزيع متساوي في مختلف شركات الصناعة.
فإذا كان المستهلكون بصدد القيام بعملية شراء خاصة، فمن المحتمل أن يقوموا بالشراء من أحد أشهر العلامات التجارية.
وذكرت «بلومبرج» أنه عندما يتعلق الأمر بالساعات، فإن أشهر العلامات التجارية في الوقت الحالي هي «رولكس»، و«باتيك فيليب» و«أوديمار بيجيه»، وكلها شركات مملوكة للقطاع الخاص.
كما تعتبر الساعات وحقائب اليد والمجوهرات من الأغراض التي تستعمل في الظروف العادية، أما المنتجات الأخرى المرتبطة بأحدث صيحات الموضة، مثل فساتين المناسبات الرسمية والأحذية ذات الكعب العالي، فقد تتأثر بصورة أكبر بسبب قلة الفعاليات التي يجب أن يتم ارتداؤها خلالها.
وفي الوقت نفسه، فإنه مع تزايد القلق بشأن تسجيل خسائر اقتصادية كنتيجة لتداعيات تفشي الجائحة، فقد يتضاءل الحماس بشأن الإنفاق، كما أن هناك أضرارا قد تنتج بسبب حدوث موجة ثانية من إصابات فيروس كورونا في أوروبا، وبسبب حالة عدم اليقين بشأن الانتخابات الأميركية، لدرجة تجعل حتى المستهلكين الأثرياء قد يفضلون ادخار أموالهم بدلا من إنفاقها.
وفي الوقت الحالي، عاد الإنفاق على السلع الفاخرة بقوة، مما يتيح للشركات المصنعة انتهاز فرصة تحقيق أقصى استفادة ممكنة من وراء الإقبال المتزايد على منتجاتها.


مقالات ذات صلة

2024... عام التحديات

لمسات الموضة لقطة أبدعت فيها «ديور» والمغنية لايدي غاغا في أولمبياد باريس (غيتي)

2024... عام التحديات

إلى جانب الاضطرابات السياسية والاقتصادية، فإن عودة دونالد ترمب للبيت الأبيض لا تُطمئن صناع الموضة بقدر ما تزيد من قلقهم وتسابقهم لاتخاذ قرارات استباقية.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة ماثيو بلايزي مصمم «بوتيغا فينيتا» سابقاً (غيتي)

2024...عام الإقالات والتعيينات

تغييرات كثيرة شهدتها ساحة الموضة هذا العام، كانت من بينها إقالات واستقالات، وبالنتيجة تعيينات جديدة نذكر منها:

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة في معمل كوجيما تعكف عاملة على كي قماش الدنيم (أ.ف.ب)

الجينز الياباني... طرق تصنيعه تقليدية وأنواله هشة لكن تكلفته غالية

على الرغم من تعقيد الآلات المستعملة لصنعه، فإن نسيجه يستحق العناء، ويتحول إلى قماش ناعم جداً بمجرّد تحويله إلى سروال جينز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الممثلة الأميركية أوبري بلازا في جاكيت توكسيدو وقبعة من المخمل تتدلى منها ستارة من التول (دولتشي أند غابانا)

التول والمخمل... رفيقا الأفراح والجمال

بين المرأة والتول والمخمل قصة حب تزيد دفئاً وقوة في الاحتفالات الخاصة والمناسبات المهمة

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة بين ميغان ماركل وكايلي جينر قواسم مشتركة وفوارق عديدة في الوقت ذاته (أ.ف.ب)

ميغان ماركل وكايلي جينر والصراع على المرتبة الأولى

هناك فعلاً مجموعة من القواسم المُشتركة بين ماركل وجينر، إلى جانب الجدل الذي تثيرانه بسبب الثقافة التي تُمثلانها ويرفضها البعض ويدعمها البعض الآخر.

جميلة حلفيشي (لندن)

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».