«ظل الفراشة»... العزف على وتر «الجمال الخفي» تشكيلياً

ثلاثية الأزرق والأخضر والأصفر تسيطر على لوحات الفنانة المصرية رانيا الحكيم

تطارد صاحبة المعرض تأثير سحر الفراشات في نفوس المتلقين (الشرق الأوسط)
تطارد صاحبة المعرض تأثير سحر الفراشات في نفوس المتلقين (الشرق الأوسط)
TT

«ظل الفراشة»... العزف على وتر «الجمال الخفي» تشكيلياً

تطارد صاحبة المعرض تأثير سحر الفراشات في نفوس المتلقين (الشرق الأوسط)
تطارد صاحبة المعرض تأثير سحر الفراشات في نفوس المتلقين (الشرق الأوسط)

«رفرفة جناح فراشة في الصين قد يتسبب بفيضانات وأعاصير ورياح هادرة في أبعد الأماكن في أميركا أو أوروبا أو أفريقيا»، تعد هذه العبارة الشهيرة المعبرة عن مدى «تأثير الفراشة»، إحدى تجليات ما يسمى بـ«نظرية الفوضى» في العلوم الفيزيائية والفلسفية التي تشير ببساطة إلى أن أبسط التأثيرات في مكان ما قد تتسبب في حدث جلل في مكان بعيد للغاية، حيث تكون كل الشروط الموضوعية لوقوع الحدث قد اكتملت ولم يعد ينقص سوى شيء بسيط لا يذكر مثل حفيف جناح فراشة!
تشتغل الفنانة التشكيلية المصرية رانيا الحكيم في معرضها الجديد «ظل الفراشة»، المقام حالياً بمركز الجزيرة للفنون في حي الزمالك على نفس الحقيقة، لكن عبر توظيف ومعالجة مختلفة للغاية، فهي لا يعنيها هنا التأثير بمعناه الفيزيائي؛ فهي تبحث عن المعنى الجمالي وتطارد هذا الأثر الذي يتركه سحر الفراشات في روح المتلقي أولاً وأخيراً.
يضم المعرض الذي يستمر حتى نهاية الشهر الحالي، 30 عملاً، ويركز على «ثيمة» واحدة هي الفراشات، لكن على الرغم من ذلك، فإن صاحبته لم تقع في فخ التكرار، حيث التنوع في التقاط حالات مختلفة لهذا الكائن الرقيق المدهش ليظل الجمال الخفي للطبيعة من حولنا هو الشيء الوحيد المشترك بين جميع اللوحات، فكثيراً ما تظهر الفراشة وكأنها امتداد لموجة زرقاء تقترب من شاطئ البحر أو تبدو وكأنها طائرة على شاشة رادار لا يستخدم للأغراض العسكرية، بل لأغراض جمالية. وقد تتخذ اللوحة شكل الصراع الدرامي بين الخير والشر، بين رقة التسامح وفظاظة الرغبة في الانتقام، وذلك من خلال ثنائية الفراشة والعقرب، فالأولى ترمز إلى البراءة والنقاء وليس الجمال فقط، بينما يجسد الثاني رغبات دفينة عنوانها العنف أو الغدر. وتظل ثلاثية الأزرق والأخضر والأصفر بدرجاتها المختلفة مهيمنة على لوحات المعرض كألوان رقيقة عُولجت بطريقة حالمة لتبرز جوانب مختلفة من الطبيعة حولنا لا ننتبه لجمالها تحت وطأة همومنا اليومية وضغوط الحياة الخانقة.
وعن اختيار «ثيمة الفراشات» والاشتغال عليها على هذا النحو، تشير الفنانة رانيا الحكيم إلى أن فكرة البدايات الجديدة أصبحت تشكل هاجساً بالنسبة لها، حيث باتت ترغب بشدة في الهرب من هذا الشعور بالغربة الذي بات يحاصرها أخيراً حتى وسط أكثر الأجواء حميمية، وتوضح رانيا أن هذا هو ما جعلها تبحث بعيداً عن كل ما هو مألوف وتفكك كل القناعات والأفكار التي شكّلتها لتخلق أرضية جديدة للتعرف على كينونتها، وماذا تستهدف بالضبط من تلك الحياة.
وتقول الحكيم لـ«الشرق الأوسط»، «أشعر بالانسجام والتوحد مع الطبيعة بكل أشكالها، ومن هنا فقد رأيت في الفراشة تجسيداً لتجربة التحول التي مررت بها على المستويين الروحي والانفعالي، والتي لمست من خلالها حقيقة ذاتي. على الشرنقة أن تتحلّل حتى تصل إلى جوهرها، منكرة تماماً كل شعور بالوعي، قبل أن تصير هذا المخلوق الأثيري البديع».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.