المنتدى الاقتصاد العالمي: الآلات ستعطل 85 مليون وظيفة بحلول 2025

روبوت يؤدي بعض الوظائف في صالة الوصول بمطار هونغ كونغ الدولي (إ.ب.أ)
روبوت يؤدي بعض الوظائف في صالة الوصول بمطار هونغ كونغ الدولي (إ.ب.أ)
TT

المنتدى الاقتصاد العالمي: الآلات ستعطل 85 مليون وظيفة بحلول 2025

روبوت يؤدي بعض الوظائف في صالة الوصول بمطار هونغ كونغ الدولي (إ.ب.أ)
روبوت يؤدي بعض الوظائف في صالة الوصول بمطار هونغ كونغ الدولي (إ.ب.أ)

أفصح تقرير دولي أن جائحة «كوفيد - 19» تسببت في تغيير سوق العمل بشكل أسرع من المتوقع، إلا أن ما كان يُعد «مستقبل سوق العمل» قد وصل بالفعل، حيث كشف تقرير مستقبل الوظائف 2020 الذي أصدره المنتدى الاقتصادي العالمي اليوم (الأربعاء)، أن الأتمتة، والتقسيم الجديد للعمل ما بين البشر والآلات سيؤديان إلى تعطيل 85 مليون وظيفة على مستوى العالم بحلول عام 2025، وذلك في مجال الأعمال التجارية المتوسطة والكبيرة عبر 15 صناعة و26 اقتصاداً.
وأفاد التقرير بأن الطلب على الوظائف في مجالات مثل إدخال البيانات والمحاسبة والدعم الإداري يتناقص، فيما يتزايد الطلب على الأتمتة والرقمنة في مكان العمل، في وقت يعمل أكثر من 80% من رجال الأعمال حول العالم، ممن شملهم استطلاع التقرير، على تسريع خطط رقمنة العمليات في مجالهم وعلى تطبيق تقنيات جديدة.
ويتوقع، وفق التقرير، 50% من أصحاب العمل تسريع أتمتة بعض الأدوار في شركاتهم، حيث إن خلق الوظائف الجديدة سيشهد تباطؤاً بينما سيشهد تدمير الوظائف تسارعاً، الأمر الذي يعد معاكساً لما رأيناه في سنوات سابقة.
وحسب سعدية زهيدي، المدير الإداري للمنتدى الاقتصادي العالمي، «سرّعت جائحة كوفيد – 19 وصول مستقبل العمل... وأدى تسريع الأتمتة والتداعيات الناجمة عن الركود التابع للجائحة إلى تعميق التفاوتات الحالية عبر أسواق العمل وعكس المكاسب التوظيفية التي تحققت منذ الأزمة المالية العالمية في 2007 - 2008».
وأضافت زهيدي: «إنه سيناريو لاضطراب مزدوج يُشكّل عقبة جديدة للعاملين في هذا الوقت الصعب... إن فرصة العمل على إيجاد حلول، والإدارة الاستباقية لهذا التغيير تتقلص يومياً، ولا بد للشركات والحكومات والعاملين من التخطيط للعمل معاً بشكل عاجل لتنفيذ رؤية جديدة للقوى العاملة العالمية».
وتشير نتائج الاستطلاع التابع للتقرير إلى أن نحو 43% من الشركات عازمة على تقليص قوتها العاملة بسبب التكامل التكنولوجي، وأن 41% منها تخطط لتوسيع نطاق استخدامها للمقاولين والاستشاريين في الأعمال المتخصصة، بينما تخطط 34% فقط من الشركات التي شملها الاستطلاع لتوسيع قوتها العاملة بسبب التكامل التكنولوجي.
ويتضّح من التقرير أنه بحلول عام 2025، سيقسم أصحاب العمل الوظائف بين الإنسان والآلات بالتساوي. وسيزداد الطلب على الوظائف التي تعزز المهارات البشرية، فيما ستركز الآلات بشكل أساسي على معالجة المعلومات والبيانات والقيام بالمهام الإدارية والوظائف اليدوية البسيطة للموظفين والعاملين (ذوي الياقات البيضاء والزرقاء).
من جانب إيجابي مع تطور الاقتصاد وأسواق العمل، يتوقع التقرير أن تظهر 97 مليون وظيفة جديدة في مجالات اقتصاد الرعاية، وتكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة مثل الذكاء الصناعي، وإنشاء المحتوى. وسيحتفظ الأفراد بدورهم في المهام التي تتطلب ميزات بشرية مثل الإدارة، وتقديم المشورة، واتخاذ القرار، والاستدلال، والتواصل، والتفاعل. كما ستكون هناك زيادة في الطلب على العاملين في مجال الاقتصاد الأخضر، وفي مجال اقتصاد البيانات والذكاء الصناعي، فضلاً عن الأدوار الجديدة في الهندسة والحوسبة السحابية وتطوير المنتجات. ومن المتوقّع أن يبقى العاملون في هذا المجال في مناصبهم خلال السنوات الخمس المقبلة، مع العلم بأن نحو 50% منهم سيحتاج إلى إعادة صقل مهاراته الأساسية.
وحسب تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي، يتوقع 66% من أصحاب العمل الذين شملهم الاستطلاع الحصول على عائد على الاستثمار في صقل مهارات الموظفين الحاليين وإعادة تأهيلهم في غضون عام واحد، كما يتوقعون إعادة توزيع 46% من العمال داخل مؤسستهم بنجاح.
وأورد التقرير أنه من المرجح أن يكون ضرر التغييرات غير المسبوقة التي أحدثتها جائحة «كوفيد - 19» وتوابعها أكثر تأثيراً على الأفراد والمجتمعات الأقلّ حظاً، والأكثر حرماناً في الأصل. وفي غياب الجهود الاستباقية، فمن المرجح أن يتفاقم عدم المساواة بسبب التأثير المزدوج للتكنولوجيا والركود الناتج عن الوباء.
وأفاد التقرير بأن ما نسبته 84% من أرباب العمل المشمولين في الاستطلاع، يعملون على تطبيق الرقمنة في أعمالهم بسرعة، الأمر الذي يشمل توسعاً كبيراً في العمل عن بُعد، حتى إن بعض أرباب العمل يرى إمكانية نقل نحو 44% من قوى العمل لديهم للعمل عن بُعد.
وعلى الرغم من ذلك، يُشير التقرير إلى أن 78% من قادة الأعمال يتوقعون بعض التأثيرات السلبية فيما يخصّ إنتاجية العمال. الأمر الذي يشير إلى أن بعض الصناعات والشركات تكافح من أجل التكيف بالسرعة المطلوبة للتحوّل إلى العمل عن بُعد، الناجم عن جائحة «كوفيد - 19».
وفيما يخص التحولات المهنية، تشير نتائج التقرير أيضاً إلى أن عدد الأشخاص الذين يغيّرون أعمالهم، ويمتهنون وظائف جديدة تماماً، يشهد تزايداً، حيث ووفقاً لبيانات «لينكد إن»، تم جمعها على مدى السنوات الخمس الماضية، فإن نحو 50% من الداخلين الجدد على مهن تخصّ البيانات والذكاء الصناعي يأتون من مجالات مختلفة، كما تزيد النسبة في مجالات مثل المبيعات 75%، وإنشاء المحتوى والوظائف ضمن مجال الإنتاج، كمديري وسائل التواصل الاجتماعي وكُتّاب المحتوى 72%، والوظائف الهندسية 67%.


مقالات ذات صلة

روبوتات أمنية في متاجر أميركية

علوم روبوتات أمنية في متاجر أميركية

روبوتات أمنية في متاجر أميركية

فوجئ زبائن متاجر «لويز» في فيلادلفيا بمشهدٍ غير متوقّع في مساحة ركن السيّارات الشهر الماضي، لروبوت بطول 1.5 متر، بيضاوي الشكل، يصدر أصواتاً غريبة وهو يتجوّل على الرصيف لتنفيذ مهمّته الأمنية. أطلق البعض عليه اسم «الروبوت النمّام» «snitchBOT». تشكّل روبوتات «كي 5» K5 المستقلة ذاتياً، الأمنية المخصصة للمساحات الخارجية، التي طوّرتها شركة «كنايت سكوب» الأمنية في وادي سيليكون، جزءاً من مشروع تجريبي «لتعزيز الأمن والسلامة في مواقعنا»، حسبما كشف لاري كوستيلّو، مدير التواصل المؤسساتي في «لويز».

يوميات الشرق «كلاب روبوتات» تنضم مرة أخرى لشرطة نيويورك

«كلاب روبوتات» تنضم مرة أخرى لشرطة نيويورك

كشف مسؤولو مدينة نيويورك النقاب، أمس (الثلاثاء)، عن 3 أجهزة جديدة عالية التقنية تابعة للشرطة، بما في ذلك كلب «روبوت»، سبق أن وصفه منتقدون بأنه «مخيف» عندما انضم لأول مرة إلى مجموعة من قوات الشرطة قبل عامين ونصف عام، قبل الاستغناء عنه فيما بعد. ووفقاً لوكالة أنباء «أسوشيتد برس»، فقد قال مفوض الشرطة كيشانت سيويل، خلال مؤتمر صحافي في «تايمز سكوير» حضره عمدة نيويورك إريك آدامز ومسؤولون آخرون، إنه بالإضافة إلى الكلب الروبوت الملقب بـ«ديغ دوغ Digidog»، فإن الأجهزة الجديدة تتضمن أيضاً جهاز تعقب «GPS» للسيارات المسروقة وروبوتاً أمنياً مخروطي الشكل. وقال العمدة إريك آدامز، وهو ديمقراطي وضابط شرطة سابق

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق دراسة: الأحكام الأخلاقية لـ«تشات جي بي تي» تؤثر على أفعال البشر

دراسة: الأحكام الأخلاقية لـ«تشات جي بي تي» تؤثر على أفعال البشر

كشفت دراسة لباحثين من جامعة «إنغولشتات» التقنية بألمانيا، نشرت الخميس في دورية «ساينتفيك ريبورتيز»، أن ردود الفعل البشرية على المعضلات الأخلاقية، يمكن أن تتأثر ببيانات مكتوبة بواسطة برنامج الدردشة الآلي للذكاء الاصطناعي «تشات جي بي تي». وسأل الفريق البحثي برئاسة سيباستيان كروغل، الأستاذ بكلية علوم الكومبيوتر بالجامعة، برنامج «تشات جي بي تي»، مرات عدة عما إذا كان من الصواب التضحية بحياة شخص واحد من أجل إنقاذ حياة خمسة آخرين، ووجدوا أن التطبيق أيد أحيانا التضحية بحياة واحد من أجل خمسة، وكان في أحيان أخرى ضدها، ولم يظهر انحيازاً محدداً تجاه هذا الموقف الأخلاقي. وطلب الباحثون بعد ذلك من 767 مشاركا

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «غوغل» تطلق «بارد»... منافسها الجديد في مجال الذكاء الاصطناعي

«غوغل» تطلق «بارد»... منافسها الجديد في مجال الذكاء الاصطناعي

سيتيح عملاق الإنترنت «غوغل» للمستخدمين الوصول إلى روبوت الدردشة بعد سنوات من التطوير الحذر، في استلحاق للظهور الأول لمنافستيها «أوبن إيه آي Open.A.I» و«مايكروسوفت Microsoft»، وفق تقرير نشرته اليوم صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية. لأكثر من ثلاثة أشهر، راقب المسؤولون التنفيذيون في «غوغل» مشروعات في «مايكروسوفت» وشركة ناشئة في سان فرنسيسكو تسمى «أوبن إيه آي» تعمل على تأجيج خيال الجمهور بقدرات الذكاء الاصطناعي. لكن اليوم (الثلاثاء)، لم تعد «غوغل» على الهامش، عندما أصدرت روبوت محادثة يسمى «بارد إيه آي Bard.A.I»، وقال مسؤولون تنفيذيون في «غوغل» إن روبوت الدردشة سيكون متاحاً لعدد محدود من المستخدمين

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الروبوتات قد تحسّن السلامة العقلية للبشر

الروبوتات قد تحسّن السلامة العقلية للبشر

كشفت دراسة حديثة عن أن الناس تربطهم علاقة شخصية أكثر بالروبوتات الشبيهة بالألعاب مقارنةً بالروبوتات الشبيهة بالبشر، حسب «سكاي نيوز». ووجد بحث أجراه فريق من جامعة كامبريدج أن الأشخاص الذين تفاعلوا مع الروبوتات التي تشبه الألعاب شعروا بتواصل أكبر مقارنةً بالروبوتات الشبيهة بالإنسان وأنه يمكن للروبوتات في مكان العمل تحسين الصحة العقلية فقط حال بدت صحيحة. وكان 26 موظفاً قد شاركوا في جلسات السلامة العقلية الأسبوعية التي يقودها الروبوت على مدار أربعة أسابيع. وفي حين تميزت الروبوتات بأصوات متطابقة وتعبيرات وجه ونصوص تستخدمها في أثناء الجلسات، فقد أثّر مظهرها الجسدي على كيفية تفاعل الناس معها ومدى فاع

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر تحتفي باللغة القبطية وتوثيق الحضارة الفرعونية 

الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس معهد الدراسات القبطية (وزارة السياحة والآثار)
الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس معهد الدراسات القبطية (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر تحتفي باللغة القبطية وتوثيق الحضارة الفرعونية 

الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس معهد الدراسات القبطية (وزارة السياحة والآثار)
الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس معهد الدراسات القبطية (وزارة السياحة والآثار)

احتفت مصر باللغة القبطية التي يجري تدريسها في المعهد العالي للدراسات القبطية التابع للكنيسة الأرثوذكسية المصري، وذلك بمناسبة مرور 70 عاماً على إنشاء المعهد، بحضور البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ووزيري الثقافة والسياحة والآثار وشخصيات عامة، وتم إلقاء الضوء على ما قدمه من دراسات وبحوث أسهمت في حفظ الحضارة المصرية بكل مكوناتها الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية.

وخلال الاحتفالية التي شهدتها الكنيسة الأرثوذكسية المصرية، الخميس، أكد البابا تواضروس الثاني أن «معهد الدراسات القبطية منذ تأسيسه يؤدي دوراً رئيساً في توثيق تاريخ الحضارة القبطية ونشر تراثها العريق عبر الأجيال».

وأشاد البابا بإصدار العملات التذكارية الخاصة بالمعهد، التي وافق عليها رئيس مجلس الوزراء، مؤكداً أنها تعكس تقدير الدولة لدور المعهد، وتسهم في ترسيخ قيمته التاريخية والثقافية لدى الجميع.

مؤكداً على «الثراء الحضاري الذي تمتلكه مصر، فالحضارة بها لا تقتصر على حضارة واحدة إنما هي طبقات من الحضارات المختلفة منها الفرعونية والقبطية والإسلامية والعربية والأفريقية والمتوسطية واليونانية الرومانية».

بينما لفت وزير الثقافة المصري، الدكتور أحمد فؤاد هنو، إلى الدور الريادي لمعهد الدراسات القبطية، وجهوده المثمرة في تقديم قيم ثقافية وإنسانية رفيعة. وفق بيان لوزارة الثقافة المصرية.

معهد الدراسات القبطية في مصر (صفحة المعهد على فيسبوك)

وتحدث وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي عن «التنوع الكبير في التخصصات والدراسات بالمعهد، وكونه لا يقتصر على الدارسات الدينية وما يتعلق بها فقط، حيث يضم 13 قسماً مختلفاً منهم القانون والثقافة والفن والتراث والمعمار والتوثيق الموسيقي وغيرها».

ولفت إلى التعاون بين الوزارة والمعهد في مجال التوثيق والتسجيل للتراث المادي وغير المادي، كما أن هناك تعاوناً مشتركاً في ملف الترميم والتوثيق الأثري لبعض المواقع الأثرية في مصر.

وأشار فتحي إلى مشروع تطوير مسار رحلة العائلة المقدسة في مصر، موضحاً أن «هناك مواقع بهذا المسار جاهزة حالياً لاستقبال الزائرين والسائحين، وأعرب عن إعجابه بالعملات التذكارية التي يمكن الاستفادة منها في الترويج لمسار رحلة العائلة المقدسة في مصر، خصوصاً في الأحداث والمعارض الدولية».

وعدّ الدكتور كمال فريد إسحق، أحد مدرسي معهد الدراسات القبطية في عقد الثمانينات «الاحتفال بمرور 70 سنة على معهد الدراسات القبطية يؤكد أهمية هذا المعهد في حفظ التراث القبطي عبر أقسامه المختلفة».

ويوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا المعهد الذي درست فيه خلال ستينات القرن الماضي يضم فروعاً عدة من بينها فرع للغة القبطية وقسم للتاريخ وآخر للألحان والموسيقى وقسم للاهوت، وكل شخص يستطيع أن يدرس في الفرع الذي يهتم به».

وأضاف: «بعد أن درست الطب انجذبت لدراسة اللغة القبطية، وحصلت على دراسات في كلية الآداب بقسم اليوناني واللاتيني؛ لأن من يريد دراسة اللغة القبطية يجب أن يدرس اللغة اليونانية، لأن كثيراً من المخطوطات القبطية تمت ترجمتها عن اليونانية، ثم دخلت كلية الآثار قسم المصريات، لكن كانت البداية هي شغفي باللغة القبطية ومعرفة التاريخ القديم، وقمت بالتدريس في المعهد في الثمانينات»، ويرى إسحق أن «المعهد يحفظ التراث القبطي بوصفه جزءاً أصيلاً من التراث المصري والتاريخ المصري القديم، ويعد امتداداً طبيعياً للحضارة المصرية القديمة».

وأنشئ معهد الدراسات القبطية عام 1954، ويضم 3 أقسام رئيسية هي العلوم الإنسانية والتراث القبطي والعلوم الكنسية، تندرج تحت كل منها أفرع متنوعة.