حذر وزير الصحة الإيراني من سقوط بلاده في «ثقب أسود»، في وقت تتناوب فيه أرقام الوفيات والإصابات بفيروس «كورونا» المستجد، على تسجيل الأرقام القياسية هذه الأيام في إيران؛ إذ تخطت، أمس، حالات الإصابة اليومية خمسة آلاف لأول مرة، وسط تحذيرات من دخول البلاد إلى موجة رابعة من تفشي فيروس «كورونا».
وقال وزير الصحة الإيراني، سعيد نمكي، أمس: «كل ليلة عندما أقرأ إحصاءات المحافظات؛ واحد من مخاوفي أن نسقط في ثقب أسود يصعب علينا الخروج منه».
واشتكي نمكي من عدم تعاون الأجهزة الإيرانية في تنفيذ قرار «اللجنة الوطنية لمكافحة (كورونا)» بفرض غرامات على من ينتهكون تعليمات الوزارة في مواجهة الوباء. وفي إشارة إلى مضي أسبوع من فرض غرامات، تساءل الوزير أمس: «كم شخصاً غرمتموه؟ وكم عدد الطرق التي أغلقتموها»، وحذر من أنه في حال استمرار الوضع الحالي من الجائحة «فسنجمع الجثث حتى في قاع الأنهر».
وأعرب نمكي مرة أخرى عن استيائه لتجاهل وزارة الصحة عندما قالت: «دونت يوميات الأيام الصعبة، بعض المرارات والوحدة والغربة وعدم الإدراك المتقابل». وقال إن الأطباء «كانوا قادة من دون سلاح وجنوداً في الخطوط الأمامية دون دفاع».
ولم يكتف الوزير الإيراني عند هذا الحد، إنما وظف المصطلحات العسكرية في جزء آخر من تصريحاته عندما وجه لوماً إلى التشكيك في إحصائية وزارة الصحة، وإلى من كشفوا موقع وزارة الصحة لـ«ضربات» وجهتها قنوات أجنبية. وقال: «إيران واحدة من الإحصائيات الأكثر شفافية في العالم، ويمكن الدفاع عنها»، مضيفا أنها «قابلة للدفاع ووفق أحدث المستندات».
جاء هذا في حين عزز عضو الفريق العملي في «اللجنة الوطنية لمكافحة (كورونا)» مرة أخرى الشكوك حول مصداقية وزارة الصحة. وقال الطبيب الاختصاصي بأمراض الأوبئة، مسعود مرداني، لوكالة «إيسنا» الحكومية، إن عدد الوفيات اليومية هذه الأيام يعادل 2.5 ضعف الإحصائية الرسمية، عازياً ارتفاع عدد الضحايا إلى «إهمال نماذج اقترحتها لجنة (كورونا)».
بدورها، قالت مينو محرز، العضو في الفريق العملي، إن «مقاومة» اللجنة الوطنية مقابل الإغلاق، «سياسية وليست علمية». ونقل موقع «عصر إيران» عنها القول: «لماذا لجنة مكافحة (كورونا) لا تعلن الإغلاق، أو لم يؤخذ احتواء الفيروس بعين الاعتبار؟».
ومع ذلك، قالت محرز إن «الوقت تأخر للحجر الصحي؛ لأن كل مناطق البلاد تشهد أوضاعاً مرعبة».
وسجلت وزارة الصحة الإيرانية، أمس، 5039 حالة إصابة جديدة بفيروس «كورونا» في 24 ساعة، وهو أعلى معدل إصابة يومي على الإطلاق، ليرتفع إجمالي عدد الإصابات في البلاد إلى 539670 حالة.
ونقلت «رويترز» عن المتحدثة باسم الوزارة، سيما سادات لاري، للتلفزيون الرسمي أن 322 مريضاً توفوا بوباء «كوفيد19» الناتج عن الإصابة بفيروس «كورونا» خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، ليصل إجمالي عدد الوفيات إلى 31034 حالة في إيران؛ أكثر دول الشرق الأوسط تضرراً من الجائحة.
وقالت وكالة «إيسنا» الحكومية إن وباء «كورونا» لا يزال يواصل الذروة في إيران، ونقلت عن لاري أن المستشفيات الإيرانية استقبلت 2254 مريضاً في غضون 24 ساعة، فيما أبلغت عن ارتفاع عدد الحالات الحرجة في غرف العناية المركزة إلى 4801 حالة.
وبموازاة ذلك، ارتفع عدد المحافظات في «الوضع الأحمر» إلى 27 من أصل 31 محافظة، فيما أبقيت ثلاث محافظات في «حالة الإنذار».
وقال نائب شؤون التمريض في إيران، حميد رضا عزيزي، إن أكثر من 31 ألفاً من الكوادر الطبية أصيبوا بفيروس «كورونا»؛ 70 ألفاً من الممرضين يشاركون في جهود مكافحة الفيروس.
ومن بين المصابين، يوجد حالياً بين خمسة وستة آلاف ممرض في إجازة علاجية، بحسب المسؤول الإيراني، مشيراً إلى وفاة 54 ممرضاً.
في غضون ذلك، أعلن «ديوان المحاسبات» الإيراني، أمس، أنه فتح تحقيقاً حول إنفاق مليار يورو طلبته وزارة الصحة من الصندوق السيادي ووافق عليه «المرشد» الإيراني.
والشهر الماضي، تلاسن وزير الصحة ومكتب الرئيس الإيراني حول عدم حصول الوزارة إلا على نحو 30 في المائة، من الأموال التي طلبتها لدعم جهودها ضد الجائحة، ورفضت الحكومة الانتقادات وأشارت إلى إنفاق لوزارة العمل، دون أن تقدم تفاصيل.
وقال رئيس «ديوان المحاسبات»، النائب مسعود بذرباش، إن «المليار يورو يجب أن ينفق في الأماكن المخصصة؛ للممرضين، والطاقم الطبي، وتوفير المعدات والأجهزة الطبية التي تتطلبها مواجهة الوباء، وستكون رقابتنا على هذا الجانب».
إيران تتخطى 5 آلاف إصابة يومية للمرة الأولى

شوارع العاصمة طهران مزدحمة بالمارة وسط ارتفاع تفشي فيروس «كورونا» إلى أعلى مستوياته أول من أمس (أ.ف.ب)
إيران تتخطى 5 آلاف إصابة يومية للمرة الأولى

شوارع العاصمة طهران مزدحمة بالمارة وسط ارتفاع تفشي فيروس «كورونا» إلى أعلى مستوياته أول من أمس (أ.ف.ب)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة