حملة أمنية في الأردن على أصحاب السوابق وفارضي الإتاوات

بعد جريمة مروعة كشفت عصابات البلطجة في البلاد

عناصر من الشرطة الأردنية في نقطة تفتيش بالعاصمة عمّان (أ.ف.ب)
عناصر من الشرطة الأردنية في نقطة تفتيش بالعاصمة عمّان (أ.ف.ب)
TT

حملة أمنية في الأردن على أصحاب السوابق وفارضي الإتاوات

عناصر من الشرطة الأردنية في نقطة تفتيش بالعاصمة عمّان (أ.ف.ب)
عناصر من الشرطة الأردنية في نقطة تفتيش بالعاصمة عمّان (أ.ف.ب)

نفذت السلطات الأردنية حملة أمنية واسعة على أصحاب الأسبقيات والقيود الجرمية وفارضي الإتاوات في محافظات ومناطق المملكة كافة، بالتزامن مع الساعات الأخيرة لانتهاء الحظر الشامل الذي عاشته البلاد، وانتهى فجر الأحد.
وفي حين أعلن جهاز الأمن العام عن اعتقال أكثر من 97 من أصحاب الأسبقيات والقيود الجرمية وفارضي الإتاوات، أعلن أيضاً عن وفاة أحدهم خلال مداهمة في منطقة صويلح (شمال عمان) بعد محاولته الهرب من شرفة منزله، بينما أصيب آخر في منطقة وسط البلد في العاصمة خلال محاولته الفرار.
وفِي تسجيل صوتي نُسب لمساعد مدير الأمن العام، العميد أيمن العوايشة، من مرتبات الأمن العام والبحث الجنائي والأمن الوقائي، طالب بالبدء بتنفيذ الحملة على جميع أصحاب القيود الجرمية، حتى غير المطلوبين منهم على خلفية قضايا.
وطالب العوايشة، في التسجيل الصوتي الذي لم ينفِ صحته جهاز الأمن العام، باستعمال القوة، وترهيب أصحاب الأسبقيات، وإيداعهم في سجون البحث الجنائي والأمن الوقائي، في حملة تطال الجميع، مشدداً على «تنفيذ العملية بالقوة المطلوبة، وتجاوز مسألة تصوير المواطنين للحملات عبر هواتفهم الذكية لحظة إلقاء القبض على أصحاب الأسبقيات، حتى لو اضطرت مرتبات الأمن إلى تجاوز القانون».
وكان وزير الداخلية الأردني، توفيق الحلالمة، قد أوعز أمس (الأحد) إلى الحكام الإداريين بعدم الإفراج عن الموقوفين من أصحاب السوابق الجرمية الخطيرة، وفارضي الخاوات والإتاوات، إلا «بأمر شخصي منه».
وقال مصدر مسؤول في وزارة الداخلية، في بيان صحافي مقتضب، إن هذا الإجراء يأتي استناداً إلى «قانون منع الجرائم، بعد تزايد حدة الجرائم التي يرتكبها أصحاب السوابق الجرمية الخطيرة، ما يشكل خطراً على السلم والأمن المجتمعي، ويهدد حياة كثير من المواطنين والأبرياء».
وتابع الأردنيون ليلة السبت - الأحد، عبر منصات التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو للحظات تنفيذ عمليات مداهمات واسعة نفذتها قوات الدرك، مسنودة بأجهزة الأمن الوقائي، فيما نادى أصحاب مقاطع الفيديو بتوسيع الحملات لتطال كل أصحاب الأسبقيات الذين يمارسون أشكالاً مختلفة من الترهيب بحق المواطنين. وتصدر وسما (#الأمن_العام) و(#بدأ_التشديد_الأمني) منصات التواصل الاجتماعي (تويتر) في الأردن، عبر حسابات الأردنيين بعد تلك الحملة، وبيان جهاز الأمن العام الذي أكد على «الضرب بيد من حديد على كل من يهدد أمن الوطن والمواطن».
وشهدت منصات التواصل الاجتماعي عاصفة جدل واسعة، بعد مطالبة حقوقيين بعدم تجاوز مبادئ سيادة القانون، والتوقف عن حملات الاعتقال التعسفي لغير المطلوبين على قضايا، ليرد آخرون على تلك المطالب بتعديل التشريعات التي يتسلل منها أصحاب الأسبقيات، ويعودون لممارسة ترهيبهم بحق مواطنين. كما اتهم آخرون شخصيات عامة تقف وراء أولئك المجرمين الذين يخرجونهم من السجون بعد انتهاء مهمات يقومون بها لصالح بعض المتنفذين.
وأثارت قصة الفتى صالح الذي اُختطف على أيدي أصحاب أسبقيات الذين قاموا بقطع يديه وفقء عينيه، الرأي العام الأردني على مدى الأيام الماضية، وسط تساؤلات واسعة عن ترك أصحاب قيود جرمية وأسبقيات خطيرة دون محاسبة.
صالح الذي روى قصته على شاشات التلفزيونات المحلية تحدث عن خطة مدبرة لاختطافه ثأراً من والده الذي قتل خال زعيم العصابة، ليمضي الأب أيام حكمه في السجن. وأكد صالح أنه وهو في طريقه للمخبز، رأى أشخاص يتبعونه، فحاول الهرب مستنجداً بحافلة ركوب متوسطة كانت تقف في الشارع، وما إن دخل الحافلة حتى تعرف على بقية الجناة.
وأضاف صالح أنه تم اختطافه من وسط مدينته الزرقاء إلى منطقة غير آهله بالسكان، ليجتمع عليه 15 شخصاً من أفراد العصابة الذين قاموا بضربه، والتحرش به، قبل أن يتقدمهم زعيمهم الذي أمر بتثبيت يدي صالح، وقام بقطعهما، ثم فقأ عينه بأداة حادة، ليتركوه بعدها ملقى في الشارع بحالة خطرة.
وتدخل العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، بشكل مباشر بقصة الفتى صالح، وأمر بنقله إلى مستشفى الخدمات الطبية العسكرية لتلقي العلاج، وتابع بنفسه تفاصيل العملية الأمنية الدقيقة التي نفذتها الأجهزة المختصة في منطقة شعبية مكتظة، وقادت إلى القبض على الأشخاص الذين ارتكبوا الجريمة في محافظة الزرقاء.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».