الجزائر: مؤيدو تعديل الدستور يهيمنون على الدعاية للاستفتاء

TT

الجزائر: مؤيدو تعديل الدستور يهيمنون على الدعاية للاستفتاء

هيمنت الأحزاب والقوى المؤيدة لتعديل الدستور في الجزائر على حملة الدعاية للاستفتاء المقرر الشهر المقبل، فيما شكا معارضو التعديل، مجددا، من رفض الحكومة الترخيص لهم بعقد تجمعات عامة، للترويج لموقفهم المعارض للاستفتاء.
واستنكر رئيس حزب «حركة مجتمع السلم» الإسلامي المعارض عبد الرزاق مقري عبر حسابه في «تويتر»، أمس «عدم الترخيص لتجمعنا في سطيف (شرق) السبت الماضي، وعدم الترخيص لعمل جواري وتجمع في وهران (غرب). ليس سهلا أن تقول مجرد لا في استفتاء عن الدستور في ظل ثقافة الاستبداد».
واتهم مقري الإدارة الحكومية في الولايات بأنها «تعيق أنشطة من يقول لا، بينما تسعى لتوفير عوامل نجاح الأنشطة السياسية المنخرطة في حملة نعم للدستور». ويتعرض مقري لانتقاد شديد من قطاع من الطبقة السياسية قرر مقاطعة الاستفتاء، بحجة أن التصويت ضد الدستور «سيساهم في رفع نسبة المشاركة في الاستفتاء مما يسهل على الحكومة تزوير أعداد الناخبين».
من جهته، كتب رئيس حزب «جبهة العدالة والتنمية» الإسلامي عبد الله جاب الله الذي يخوض حملة ضد الدستور، أن «دستور البلاد لم يوضع ليقيم الدولة التي حلم بها المجاهدون»، في إشارة إلى مفجري ثورة التحرير من الاستعمار، معتبرا أن المشروع «أسس لإقامة دولة الاستبداد... ويتنكر لهوية الجزائريين»، على أساس أنه يكرس العلمانية في المدارس.
ورأى جاب الله أن التعديلات الدستورية «لم تزل الخلل الموجود في دستور 2016 إلا في جوانب جد بسيطة، وكرست القطيعة مع الإسلام دين الأمة منذ أكثر من 14 قرنا من الزمان، والدولة التي نص عليها بيان أول نوفمبر (وثيقة تحمل معالم الدولة الجزائرية تم وضعها عشية حرب الاستقلال عام 1954)، وقضت على طموح الشهداء ونضالات أبناء الوطن الأوفياء لهم ولدينهم وأمتهم ووطنهم».
ودعا الشعب إلى «إسقاط هذا الدستور برفضه وبإصرار، ومطالبة النظام بالتوقف عن التلاعب بثوابت الأمة، وبمقدراتها وطموحاتها بتوقيف هذه المهزلة الكبيرة، والتجاوب بإيجابية مع مطالب المعارضة بتأجيل النظر في الدستور، إلى حين توفير شروط الذهاب إلى انتخابات قانونية حرة ونزيهة تحت إشراف هيئة مستقلة. وبعدها يصار إلى حوار وطني واسع وشامل، لوضع دستور توافقي يقيم دولة بيان أول نوفمبر، ويحقق طموحات الشعب كله في مستقبل أفضل».
وفي مقابل هذا القطاع من الإسلاميين، يحتل الميدان منذ بداية حملة الاستفتاء قبل 10 أيام، معظم الأحزاب المحسوبة تاريخيا على السلطة، وعلى رأسها «جبهة التحرير الوطني» و«التجمع الوطني الديمقراطي» و«تجمع أمل الجزائر»، إضافة إلى قطاع آخر من الإسلاميين.
وفي سياق متصل، أشاد رئيس أركان الجيش الفريق سعيد شنقريحة، لدى وجوده أمس في منشأة عسكرية بوسط البلاد، بمسعى الاستفتاء الدستوري. وقال إن «الجزائر تشق طريقها، بخطى ثابتة وواثقة، نحو وجهتها الصحيحة والسليمة، وذلك بفضل تلاحم ووعـي الشعب الجزائري الذي يعرف دوما في الأوقات الحاسمة كيف يفوت الفرصة على الأعداء ويصون وحدته الترابية والشعبية، وهو واجب مقدس، وأمانة غالية في أعناقنا جميعا، وفاء منا لأمانة شهدائنا الأبرار، وخدمة للجزائر التي ستظل شامخة إلى أبد الدهر».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».