قضاء كينيا يعلق العمل بعدة مواد في قانون مكافحة الإرهاب الجديد

بسبب طول مدة احتجاز المشتبه بهم في أعمال «إرهابية» من دون توجيه تهمة لهم

قضاء كينيا يعلق العمل بعدة مواد في قانون مكافحة الإرهاب الجديد
TT

قضاء كينيا يعلق العمل بعدة مواد في قانون مكافحة الإرهاب الجديد

قضاء كينيا يعلق العمل بعدة مواد في قانون مكافحة الإرهاب الجديد

علق القضاء الكيني العمل أمس بـ8 مواد رئيسية في قانون مكافحة الإرهاب الجديد بانتظار مراجعته كاملا بعد رفع المعارضة شكوى قالت فيها بأنها تخشى من المساس بحقوق الإنسان وتحويل كينيا إلى نظام ديكتاتوري. وأعلن القاضي جورج اودونغا من المحكمة العليا تعليق العمل أمس بهذه المواد التي قالت المعارضة بأنها تشكل تهديدا لحرية الصحافة وتحدد سقفا لعدد اللاجئين الذين يمكن السماح لهم بالبقاء في كينيا وتعريف مساندة الإرهاب. وتبنى البرلمان القانون الشهر الماضي بعد نقاش عاصف وشجار بين المعارضة والغالبية ثم صدقه الرئيس اوهورو كنياتا في 19 ديسمبر (كانون الأول). وتعتبر الحكومة الكينية المتهمة بالعجز عن وقف هجمات الإسلاميين الصوماليين هذا القانون أساسيا لضمان الأمن ولكن المعارضة والمدافعين عن حقوق الإنسان يعتبرون أنه يسيء إلى الحريات الأساسية التي يضمنها دستور 2010. ويعدل القانون نحو عشرين قانونا معمولا بها بينها القانون الجزائي والإجراءات الجزائية وقانون العمل وقانون الأجانب، ويرفع من 90 إلى 360 يوما فترة حجز المشتبه بهم في أعمال «إرهابية» بإذن من قاض من دون توجيه تهمة لهم. كما يرفع عقوبات السجن ويسهل مراقبة الاتصالات. ويجيز القانون فرض عقوبة السجن لـ3 سنوات لنشر مقالات أو تحقيقات «تزعج التحقيق أو العمليات المتصلة بمكافحة الإرهاب» أو صور «ضحايا الهجمات الإرهابية» من دون موافقة الشرطة. وقال جورج أودونجا قاضي المحكمة العليا وهو يتلو الحكم: «أمرت بتعليق العمل بمواد القانون التالية... لحين النظر في هذه
الالتماسات». وحدد القاضي 8 مواد سيتم تعليقها.



وفاة زعيم محلي في مالي اختطفه تنظيم «القاعدة»

تييرنو أمادو تال اختطفه تنظيم «القاعدة» وتوفي في ظروف غامضة (صحافة محلية)
تييرنو أمادو تال اختطفه تنظيم «القاعدة» وتوفي في ظروف غامضة (صحافة محلية)
TT

وفاة زعيم محلي في مالي اختطفه تنظيم «القاعدة»

تييرنو أمادو تال اختطفه تنظيم «القاعدة» وتوفي في ظروف غامضة (صحافة محلية)
تييرنو أمادو تال اختطفه تنظيم «القاعدة» وتوفي في ظروف غامضة (صحافة محلية)

أعلن تنظيم «القاعدة» أن زعيم مجموعة محلية يتمتع بنفوذ واسع في مالي ومنطقة غرب أفريقيا توفي حين كان رهينة بحوزة مجموعة تابعة للتنظيم، في حادثة أثارت ردود فعل غاضبة، ومطالب شعبية في مالي والسنغال بالانتقام من التنظيم الإرهابي.

وكانت «جبهة تحرير ماسينا» التي تتبع تنظيم «القاعدة» وتنشط في وسط دولة مالي قد اختطفت الزعيم تييرنو أمادو تال، قبل أكثر من أسبوع حين كان يتحرك في موكب من أتباعه على متن عدة سيارات، على الحدود مع موريتانيا.

ويعد تال زعيم طريقة صوفية لها امتداد واسع في مالي والسنغال وموريتانيا، وعدة دول أخرى في غرب أفريقيا، ويتحدر من قبائل «الفلاني» ذات الحضور الواسع في الدول الأفريقية.

أمادو كوفا زعيم «جبهة تحرير ماسينا» الذي خطف أمادو تال... وأعلن عن وفاته (متداول- موقع «القاعدة»)

واشتهر تال بمواقفه المعتدلة والرافضة للتطرف العنيف واستخدام القوة لتطبيق الشريعة، كما كان يركز في خطبه وأنشطته على ثني شباب قبائل «الفلاني» عن الانخراط في صفوف تنظيم «القاعدة».

تال يتحدر من عائلة عريقة سبق أن أسست إمارة حكمت مناطق من مالي والسنغال وغينيا، خلال القرن التاسع عشر، وانهارت على يد الفرنسيين، ولكن العائلة ظلت حاضرة بنفوذها التقليدي.

تشير مصادر محلية إلى أن تال ظهر مؤخراً في موقف داعم للمجلس العسكري الحاكم في مالي، وخاصة رئيسه آسيمي غويتا، وكان ذلك السبب الذي دفع تنظيم «القاعدة» إلى استهدافه.

ولكن مصادر أخرى تشير إلى أن التنظيم الإرهابي كان ينوي اختطاف تال واستجوابه من أجل الحصول على معلومات تتعلق بالحرب الدائرة ضد الجيش المالي المدعوم من «فاغنر»، ولكن الأمور سلكت مساراً آخر.

ونشر أمادو كوفا، زعيم «جبهة تحرير ماسينا»، مقطعاً صوتياً جرى تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، أعلن فيه وفاة تال بعد عملية الاختطاف «أثناء نقله إلى موقع كان من المقرر استجوابه فيه».

وأشار زعيم الجماعة الإرهابية إلى أنهم كانوا ينوون تقديم تال للمثول أمام «محكمة» بخصوص تهمة «العمالة» لصالح السلطات المالية، مؤكداً أنه أثناء نقله نحو مكان المحاكمة «فارق الحياة»، وذلك بعد أن تعرض للإصابة خلال محاولة الاختطاف، وتسببت هذه الإصابة في وفاته بعد ذلك.

وكان التنظيم ينفي بشكل ضمني أن يكون قد «أعدم» زعيم طريقة صوفية لها انتشار واسع في دول غرب أفريقيا، ولكن الظروف التي توفي فيها لا تزالُ غامضة، وتثير غضب كثير من أتباعه الذين يقدرون بالملايين.

وقال أحد أفراد عائلة تال إنهم تأكدوا من صحة خبر وفاته، دون أن يكشف أي تفاصيل بخصوص الظروف التي توفي فيها، وما إن كانوا على تواصل بتنظيم «القاعدة» من أجل الحصول على جثمانه.

وتثير وفاة تال والظروف التي اكتنفتها مخاوف كثير من المراقبين، خاصة أنه أحد أبرز الشخصيات النافذة في قبائل «الفلاني»، وتوفي حين كان بحوزة أمادو كوفا الذي يتحدر من نفس القبائل، ويعد أحد أكبر مكتتبي شباب «الفلاني» في صفوف «جبهة تحرير ماسينا»، مستغلاً إحساس هذه القبائل بالغبن والتهميش.

ويزيد البعد القبلي من تعقيد تداعيات الحادثة، وسط مخاوف من اندلاع اقتتال عرقي في منطقة تنتشر فيها العصبية القبلية.

في هذه الأثناء لم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة المالية حول الحادثة التي أسالت الكثير من الحبر في الصحافة المحلية، كما حظيت باهتمام واسع في السنغال المجاورة.