المرشحان يتبادلان الاتهامات عبر شاشات التلفزة

مواجهة غير مباشرة بين بايدن وترمب بعد إلغاء المناظرة الثانية

المرشحان يتبادلان الاتهامات عبر شاشات التلفزة
TT

المرشحان يتبادلان الاتهامات عبر شاشات التلفزة

المرشحان يتبادلان الاتهامات عبر شاشات التلفزة

جلس الرئيس الأميركي دونالد ترمب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن على منصتين، فصلت بينهما أميال شاسعة تحاكي الفارق الكبير في سياساتهما، فقد شارك الرجلان، اللذان كان من المفترض أن يلتقيا وجهاً لوجه في الليلة نفسها في المناظرة الرئاسية الثانية، بحدثين منفصلين مع شبكتين مختلفتين في ولايتي فلوريدا وبنسلفانيا في الوقت نفسه، ما أدى إلى تشوّش كبير في صفوف الناخبين الذين قلّبوا بين المحطتين باستمرار لمدة ساعة، في محاولة للاستماع إلى مواقف المرشحين.
وللوهلة الأولى، بدا من الواضح للمشاهد الاختلاف الكبير في الحدثين، فمساءلة ترمب على منصة خارجية في مدينة ميامي، من قبل مقدمة برامج شبكة «إن بي سي» سافانا غوثري، كانت مشبعة بالتوتر، إذ واجهته في قضايا حساسة واستفزته أكثر من مرة. فيما اتسمت مساءلة نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، من قبل مقدم برامج شبكة «آي بي سي» جورج ستيفانوبولوس، بالهدوء النسبي، حيث كانت نبرة الحوار هادئة، ولم تحصل مواجهات تذكر على المنصة الداخلية في مدينة فيلادلفيا.
دافع ترمب عن سياساته لمكافحة تفشي الفيروس، مشيراً إلى قراره فرض حظر السفر على الصين منذ شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، مؤكداً أنه لم يرد تسليط الضوء على الفيروس كي لا ينشر الذعر في صفوف الأميركيين، فقال عن أداء إدارته: «لقد قمنا بعمل رائع وأصبح الفيروس في نقطة التراجع». واعتبر ترمب أن إصابته بكورونا لم تغير من رأيه بشأن ارتداء كمامة، مشيراً إلى أرقام مثيرة للجدل فقال: «85 في المائة من الأشخاص الذين يرتدون كمامات أصيبوا بالفيروس… لكني لا أمانع الكمامات».
ومن المنصة الثانية، وجه بايدن انتقادات لاذعة لترمب فيما يتعلق بتعاطيه مع الفيروس، فاتهمه بالكذب على الأميركيين: «لقد ضيّع فرصاً كبيرة وكذب بشكل متكرر، إن مسؤولية الرئيس هي القيادة». واتهم بايدن خصمه بإرباك الأميركيين فيما يتعلق بارتداء الكمامات، مشيراً إلى غياب الكمامات في النشاطات الشعبية الحاشدة التي يعقدها قائلاً: «كلمات الرئيس مهمة، عندما لا يرتدي الرئيس كمامة، فإن الأميركيين يظنون أن الأمر ليس مهماً».

وفي ظل الانتقادات الأخيرة التي واجهها ترمب في المناظرة الرئاسية الأولى عندما لم يدن مجموعات العنصريين البيض بشكل مباشر وحاسم، أكّد الرئيس الأميركي، خلال حدث «إن بي سي»، إدانته للعنصرية البيضاء، لكن عندما سألته المحاورة عن مجموعة «كيوانين» المعروفة بنشر نظريات مؤامرة على الإنترنت، رفض ترمب إدانتها بشكل مباشر، قائلاً إن المجموعة «ضد استغلال الأطفال»، مؤكداً أنه لا يعلم الكثير عنها. وقد أدى تصريحه هذا إلى مواجهة مع المحاورة التي حاولت دفعه باتجاه إدانة المجموعة، مذكرة بأن أفرادها ينشرون معلومات مغرضة عن الديمقراطيين ويتهمونه بإدارة شبكات للاتجار بالأطفال، وبالسعي لتنفيذ عمليات انقلاب على الرئيس الأميركي. وواجهها قائلاً: «أنا لا أعلم الكثير عن المجموعة، وما تحدثتِ عنه الآن لا يعني أن الأمر صحيح».
وقد أدت الأجواء المتشجنة التي شهدها حدث ترمب إلى انتقاد حملة الرئيس الأميركي لمقدمة البرامج سافانا غوثري، فوصفها رئيس الحملة تيم مورتاه بأنها لعبت دور المنافس في «المناظرة» والمدافع عن جو بايدن، وهي الاتهامات نفسها التي واجهها مقدم المناظرة الأولى كريس والاس. وقد تمحورت معظم أخبار الليلة حول ترمب وحدث «إن بي سي»، إذ إن بايدن لم يدلِ بأي تصريحات جديدة، ووصف البعض أداءه الهادئ بالممل. وباءت محاولات المحاور جورج ستيفانوبولوس لاستدراجه نحو اتخاذ موقف بخصوص توسيع المحكمة العليا بالفشل. فكرر بايدن مواقفه السابقة التي قال فيها إنه لا يحبذ الفكرة، من دون استبعادها كلياً. ويسعى بايدن إلى ترك الباب مفتوحاً في هذا الملف، مع ازدياد الضغط عليه من قبل الليبراليين في حزبه، للتعهد بزيادة عدد قضاة المحكمة العليا بعد سيطرة المحافظين عليها، جراء تعيين ترمب للقاضية المحافظة إيمي كوني باريت. ويخشى بايدن من استفزاز هؤلاء في موقفه الرافض وخسارة أصواتهم في الانتخابات. ومما لا شك فيه أن ترمب سيواجه بايدن في هذا الملف خلال المناظرة الأخيرة التي ستجمعهما في الثاني والعشرين من الشهر الحالي. ولم يخلُ حدث بايدن من بعض المواقف المحرجة لنائب الرئيس السابق الذي واجه بعض الناخبين الممتعضين من دعمه السابق لقانون مكافحة الجرائم في عام 1994، والذي أدى إلى زج كثير من الأميركيين من أصول أفريقية في السجن. وحاول بايدن الدفاع عن مواقفه من خلال التذكير بالسياسات الجديدة التي سيعتمدها للدفاع عن حقوق السود والأقليات. وعلى الرغم من هذه الانتقادات، فإن استطلاعات الرأي لا تزال تشير إلى دعم السود الكبير لبايدن.
احتلت السياسة الخارجية مساحة متواضعة للغاية في حدث بايدن، إذ سأله أحد الناخبين عمّا إذا كانت سياسة ترمب في السياسة الخارجية تستحق الإشادة، أم لا، معدداً إنجازات الإدارة الحالية المتعلقة بالتطبيع. فأجاب بايدن: «تستحق قليلاً من الإشادة، لكن ليس الكثير»، متهماً ترمب بعزل الولايات المتحدة عن العالم وجعل أميركا أقل أماناً من قبل. وانتقد بايدن علاقة ترمب بالزعيم الكوري الشمالي والرئيس الروسي.
- فصل مقدم المناظرة الثانية ستيف سكولي عن العمل
> أعلنت شبكة «سي سبان» أنها قررت فصل المذيع ستيف سكولي عن العمل لأجل غير مسمى، بعد اعترافه بالكذب عندما أعلن أن حسابه على «تويتر» تعرض للقرصنة. وكان سكولي واجه انتقادات مكثفة من الرئيس الأميركي قبل الإعلان عن إلغاء المناظرة الثانية، اتهمه فيها ترمب بعدم الحيادية، مشيراً إلى أنه معارض شرس له. وظهرت على أثر هذه الانتقادات تغريدة من حساب سكولي على موقع «تويتر» يسأل فيها المتحدث السابق باسم البيت الأبيض أنتوني سكاراموتشي الذي تجمعه علاقة مضطربة بترمب، ما إذا كان يجب، أم لا، أن يرد على انتقادات الرئيس. وبعد ردود الفعل الشاجبة للتغريدة، قال سكولي إن حسابه تعرض للقرصنة، ليعود ويعترف بأنه هو من كتب التغريدة المثيرة للجدل.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».