وجد فريق بحثي مشترك بين شركة ريجينيرون للأدوية، ومعهد تكساس للبحوث الطبية الحيوية، أن خليط الأجسام المضادة الذي أعطي للرئيس دونالد ترمب، كان فعالاً في الحد من أعراض «كوفيد - 19» في قرود المكاك الريسوسية والهامستر، وذلك في دراسة نشرتها دورية (ساينس) في 9 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.
وتصدّر الرئيس الأميركي دونالد ترمب عناوين الصحف عندما أعلن في الثاني من الشهر الحالي عن إصابته بـ«كوفيد - 19»، ثم احتل عناوين الصحف مرة أخرى في الأيام الأخيرة عندما تم الإعلان عن شفائه من الفيروس.
وجاء تعافيه السريع والمحير بعد الإعلان عن تلقيه خليط «كوكتيل» تجريبيا من الأجسام المضادة مع جرعات من فيتامين د والزنك وأدوية حرقة المعدة، وتم تقديم ذلك الخليط من الأجسام المضادة التجريبية من «ريجينيرون» وهي شركة أجرت أبحاثاً حول استخدام كوكتيلات الأجسام المضادة كعلاجات لمجموعة من العدوى الفيروسية، بما في ذلك «كوفيد - 19».
وقبيل تناول الرئيس الأميركي للكوكتيل التجريبي، تم تجربته مع حيوانات التجارب في التجربة التي نشرت نتائجها دورية (ساينس) في 9 أكتوبر، ونشرت شبكة (ساينس إكس نيتورك) تقريراً عنها أول من أمس.
وفي الجزء الأول من الدراسة، قام الباحثون بإعطاء الكوكتيل (الذي يسمونه REGN - COV2) لقرود المكاك الريسوسية الصحية، والتي أظهرت أبحاث سابقة أنها يمكن أن تصاب بالفيروس، ولكن عادة لا تظهر عليها سوى أعراض خفيفة فقط. وبعد ثلاثة أيام من تلقي الخليط، حُقنت القردة بفيروس «كورونا» المستجد، المسبب لمرض «كوفيد - 19»، ثم خضعت للمراقبة لمعرفة ما إذا كان للعلاج أي تأثير، ووجدوا أن القرود التي تلقت العلاج قبل الإصابة ظهرت عليها أعراض أقل بكثير من المجموعة الضابطة ولديها حمولة فيروسية أقل بكثير. وقام الباحثون بعد ذلك بحقن بعض القرود بالكوكتيل بعد إصابتها ووجدوا أن القيام بذلك يقلل أيضاً من الأعراض ويؤدي إلى إزالة الفيروس بشكل أسرع.
وكرر الباحثون بعد ذلك في الجزء الثاني من الدراسة التجارب نفسها مع الهامستر الذهبي، وهو حيوان أظهرت دراسات سابقة أنه عرضة أيضاً للمرض لكن لديه أعراض أكثر حدة، بما في ذلك فقدان الوزن بشكل كبير. ووجد الباحثون أن إعطاء الهامستر الكوكتيل قبل يومين من الإصابة بالفيروس أدى إلى انخفاض كبير في الأعراض ولم تعان الحيوانات المصابة من فقدان الوزن. كما أدى إعطاء الكوكتيل للهامستر بعد الإصابة بالعدوى إلى تقليل الأعراض وإزالة الفيروس بشكل أسرع.
ورغم أن نتائج الدراسات الحيوانية التي نشرتها دورية «ساينس» تبدو مشجعة، وكذلك ما تم الإعلان عنه من أن الرئيس الأميركي تناول هذا الكوكتيل؛ فإنه «من المبكر للغاية القول إن هذا العلاج يمكن أن يكون العصا السحرية للتخلص من المشكلة قبل إجراء تجارب سريرية واسعة تفرق بين الحالات المختلفة من الإصابة»، وذلك وفق الدكتور خالد أمين، أستاذ الفيروسات بجامعة بني سويف في مصر. ويقول أمين لـ«الشرق الأوسط»: «من الوارد جداً أن تكون إصابة الرئيس الأميركي بسيطة، فهل سيكون الدواء فعالاً فقط مع هذه الأنواع من الإصابات؟ أم أنه سيكون فعالاً مع كل الحالات؟».
وقال ترمب في تصريحات بعد شفائه: «أريد أن يحصل المواطنون على ما حصلت عليه، وسأجعله مجاناً... فهم لم يكونوا السبب وراء الفيروس بل الصين}.