قتلى وجرحى في إدلب بأول قصف روسي من 3 أسابيع

الجيش التركي يواصل إرسال تعزيزات إلى شمال غربي سوريا

TT

قتلى وجرحى في إدلب بأول قصف روسي من 3 أسابيع

استمر التصعيد في إدلب من جانب قوات النظام وروسيا، في وقت واصلت أنقرة إرسال مزيد من التعزيزات العسكرية إلى نقاط المراقبة التابعة لها في منطقة خفض التصعيد في شمال غربي سوريا.
وقتل 4 أشخاص وأصيب أكثر من 15 آخرين في حصيلة أولية لقصف الطيران الروسي مواقع لهيئة تحرير الشام والفصائل السورية المعارضة في غرب إدلب أمس (الأربعاء)، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقالت مصادر محلية إن الطيران الحربي الروسي استهدف بلدة الحمامة بريف إدلب الغربي بأكثر من 8 غارات جوية نتج عنها سقوط قتلى وجرحى بصفوف المدنيين. كما استهدفت قوات النظام السوري قرى وبلدات جبل الزاوية جنوب إدلب بالقذائف الصاروخية، وقرى سهل الغاب غرب حماة بالمدفعية، تزامناً مع تحليق مكثف لطيران الاستطلاع الروسي بأجواء المنطقة. ومن جانبها، استهدفت فصائل المعارضة السورية سيارة تابعة لقوات النظام على محور «الفوج 46» غرب حلب بصاروخ موجه نتج عنه سقوط قتلى وجرحى بصفوف قوات النظام.
في الوقت ذاته، واصل الجيش التركي الدفع بتعزيزات عسكرية إلى نقاط المراقبة التابعة له في إدلب وباقي مناطق خفض التصعيد في شمال غربي سوريا.
ورفضت تركيا مطالبات أوروبية بالانسحاب من سوريا، ولمح وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو إلى بقاء القوات التركية لـ«منع تدفق ملايين اللاجئين إلى أراضي بلاده».
كانت وزيرة الخارجية السويدية، آن ليندي، شنت هجوما حادا على تركيا، خلال مؤتمر صحافي مع جاويش أوغلو في أنقرة عقب مباحثاتهما الثلاثاء، واتهمتها بإشعال الصراعات في سوريا وغيرها من المناطق، وطالبت بانسحاب القوات التركية من الأراضي السورية. واتهمت الوزيرة السويدية تركيا بالمسؤولية عن تقسيم سوريا واضطهاد الأكراد هناك، كما أعربت عن رفضها لتصاعد الانتهاكات الحقوقية والاعتقالات الممنهجة ضد المواطنين الأكراد في الداخل التركي. ورفض جاويش أوغلو نبرة نظيرته السويدية الحادة، قائلا: «ما هي صفتكم لتطلبوا منا الانسحاب من سوريا... لا يمكنكم طلب ذلك منا». واتهم السويد بدعم حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة منظمة إرهابية. وقال: «هل فوضت سوريا الإدارة السويدية أو الاتحاد الأوروبي ليطالبنا بالخروج من أراضيها؟»، وهدد بأنه في حال انسحاب القوات التركية من إدلب السورية فسوف يتدفق 3 ملايين لاجئ سوري إلى أوروبا، متهماً السويد برغبتها في أن تحل محل تركيا في إدلب من أجل دعم الأكراد.
في سياق متصل، نفى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان صحة ما يتردد عن إرسال بلاده مقاتلين سوريين (مرتزقة) إلى إقليم ناغورني قره باغ، دعما لجيش أذربيجان في صراعه ضد أرمينيا.
وقال إردوغان، في كلمة خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم أمس (الأربعاء)، إن تركيا ليست بحاجة إلى إرسال مقاتلين سوريين إلى إقليم قره باغ، وإنها قادرة على تقديم جميع أنواع الدعم لأذربيجان، مشيرا إلى أن السوريين لديهم ما يشغلهم في بلادهم. وقال إردوغان إن «الذين يتواصلون معنا يتهموننا بأننا أرسلنا المقاتلين من سوريا إلى قره باغ، نحن لسنا بهذا الصدد، ولدينا القدرة على تقديم كل أنواع الدعم للإخوة الأذريين وسنفعل ذلك».
وأضاف الرئيس التركي «لماذا لا تتحدثون عن الدعم المقدم لأرمينيا من قِبل أعضاء بمجموعة مينسك، هناك كميات كبيرة من الأسلحة تأتي من روسيا وفرنسا وتلتزمون الصمت حيال هذا الدعم، السوريون لا عمل لديهم في قره باغ، لديهم ما يشغلهم في بلادهم، فلا يذهبون إلى قره باغ».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.