«على شفا كارثة»... أوروبا تكافح الموجة الثانية من تفشي كورونا

أشخاص يمشون أمام لافتة كتب عليها «إلزامي ارتداء قناع» في شوارع باريس (رويترز)
أشخاص يمشون أمام لافتة كتب عليها «إلزامي ارتداء قناع» في شوارع باريس (رويترز)
TT

«على شفا كارثة»... أوروبا تكافح الموجة الثانية من تفشي كورونا

أشخاص يمشون أمام لافتة كتب عليها «إلزامي ارتداء قناع» في شوارع باريس (رويترز)
أشخاص يمشون أمام لافتة كتب عليها «إلزامي ارتداء قناع» في شوارع باريس (رويترز)

وسَّعت الدول الأوروبية القيود الهادفة إلى احتواء تفشي فيروس «كورونا» متجاوزة الحياة الاجتماعية إلى إغلاق المدارس وإلغاء عمليات جراحية واستدعاء جيوش من طلبة الطب للعمل، وسط ضغوط هائلة على السلطات التي تواجه أسوأ سيناريو لارتفاع حالات «كوفيد - 19» مع دخول فصل الشتاء.
ووفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء، خففت أغلب الحكومات الأوروبية إجراءات العزل العام في الصيف للبدء في إنعاش اقتصاداتها المتجهة بالفعل نحو تراجع لم يسبق له مثير، وفقدان للوظائف بسبب الموجة الأولى من تفشي فيروس «كورونا».
لكن العودة للأنشطة الطبيعية من المطاعم المزدحمة إلى بداية العام الجامعي الجديد، تسببت في زيادة حادة في حالات الإصابة في مختلف أرجاء القارة.
وكانت الحانات من أول ضحايا إجراءات العزل العام الجديدة، إذ أصدرت السلطات أوامر بإغلاقها أو تقليص مدة عملها. ولكن ارتفاع الحالات حالياً يختبر عزم الحكومات على إبقاء المدارس ومنشآت الرعاية الصحية لغير مرضى «كوفيد - 19» مفتوحة.
وحولت التشيك، أعلى دول أوروبا إصابة بالفيروس بالنسبة لعدد السكان، المدارس إلى نظام التعليم عن بعد وتخطط لاستدعاء آلاف من طلبة الطب، وتخفض المستشفيات حالات التدخل الطبي غير العاجل لإخلاء أسرة للمرضى.
وقالت لينكا كيرياكوفا كبيرة الممرضات في مستشفى سلاني قرب براج حيث يعكف البناؤون على تحويل العنبر العام إلى وحدة لعلاج «(كوفيد - 19) أحيانا نكون على وشك البكاء».
وتكثف بولندا تدريب العاملين بالتمريض وتدرس إقامة مستشفيات ميدانية عسكرية وستحول موسكو العديد من الطلبة إلى نظام التعليم عن بعد في حين تغلق آيرلندا الشمالية المدارس لمدة أسبوعين.
وقال باول جريزسيوسكي خبير المناعة في بولندا التي سجلت 6 آلاف و526 حالة إصابة و116 حالة وفاة، اليوم (الأربعاء): «ليس لدي أي معلومات طيبة. نحن على شفا كارثة».
وتقاوم القوى الأوروبية الكبرى مثل ألمانيا وبريطانيا وفرنسا حتى الآن الضغوط لإغلاق المدارس وهي الخطوة التي أوجدت صعوبات أثناء إجراءات العزل العام في الربيع إذ تناوب أولياء الأمور على العمل من المنزل ورعاية الأطفال.
وفي ألمانيا، يبحث الساسة ما إذا كانوا سيمدون العطلة المدرسية في عيد الميلاد والعام الجديد للحد من انتقال العدوى، غير أن منتقدي الفكرة يقولون إنه ليس هناك دليل على أن المدارس كانت بؤر انتشار للمرض.
وعاودت هولندا فرض عزل عام جزئي، اليوم، فأغلقت الحانات والمطاعم وأبقت على المدارس مفتوحة.
ويلغ معدل الإصابة اليومي في أوروبا مائة ألف حالة، أي نحو ثلث الإصابات العالمية، مما أجبر الحكومات على تشديد القيود مع محاولة وضع معايير لها بحيث تحمي الصحة دون أن تدمر سبل كسب الرزق.
وتقول «منظمة الصحة العالمية» إن بريطانيا وفرنسا وروسيا وإسبانيا مثلت أكثر من نصف حالات الإصابة الجديدة في أوروبا في الأسبوع المنتهي في 11 أكتوبر (تشرين الأول) .
ويواجه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون دعوات من المعارضة لإعلان إجراءات العزل العام من جديد في البلاد لكنه يقاوم حتى الآن ومع ذلك، فإن دخول المستشفيات يتصاعد، وأصبحت المنشآت الطبية الميدانية التي شُيدت في الربيع جاهزة مرة أخرى.
وفي إسبانيا، من المقرر أن تعلن السلطات في إقليم قطالونيا إما إغلاق الحانات والمطاعم لمدة أسبوعين أو تخفيض كبير في ساعات العمل فيها.
وفي بلجيكا، ثاني أعلى دول أوروبا إصابة بالنسبة لعدد السكان، يتعين على المستشفيات الآن حجز ربع أسرتها لمرضى «كوفيد - 19».
وقال رينو مازي، العضو المنتدب لعيادات جامعة سانت لوك في بروكسل لراديو لا برويميير: «لا يمكننا رؤية نهاية النفق اليوم».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».