سرّعت دول أوروبية عدة، مجدداً، التدابير الاحترازية الرامية لاحتواء «كورونا المستجد» في ظل ارتفاع الإصابات بالفيروس الوبائي.
فقد أعلن رئيس وزراء فرنسا جان كاستيكس، أمس، أنه لا يستبعد فرض إجراءات عزل في بعض المناطق بالبلاد بسبب عودة إصابات فيروس كورونا للزيادة. وقال لراديو «فرانس إنفو» بعد سؤاله عن فرض محتمل لإجراءات عزل في مناطق من البلاد، «لا يجب أن نستبعد أي خيار». وأضاف أن بلاده تواجه موجة ثانية «قوية» من التفشي. وقال راديو «فرانس إنفو» ومحطة «بي إف إم» التلفزيونية، إن الرئيس إيمانويل ماكرون سيتحدث عن الجائحة في مقابلات تلفزيونية مساء (غد) الأربعاء.
وفي روما، اقترحت اللجنة التقنية والعلمية الإيطالية، الهيئة التي تستشيرها الحكومة الإيطالية فيما يتعلّق بمكافحة جائحة «كوفيد - 19»، تدابير لتليين البروتوكول الصحي، على غرار تقليص مدة الحجر إلى عشرة أيام. وحالياً تفرض إيطاليا على الأشخاص الذين تظهر الفحوص إصابتهم بـ«كوفيد - 19» وعلى من خالطوهم عن كثب الخضوع لحجر صحي لمدة 14 يوماً، وإجراء فحصين لاحقين تأتي نتيجتهما سلبية، لاعتبار أن الأشخاص المعنيين قد تعافوا من الفيروس. وبموجب اقتراح اللجنة التقنية والعلمية الذي من المفترض أن تتبناه الحكومة، ستصبح مدة الحجر الصحي عشرة أيام، وسيتطلب اعتبار الشخصي المعني متعافياً أن يجري فحصاً واحداً تأتي نتيجته سلبية، وفق بيان للجنة نشر مساء الأحد. وستسري هذه القاعدة أيضاً على المصابين الذين لا تظهر عليهم أي عوارض، وعلى الأشخاص الذين ظهرت عليهم عوارض شرط أن تكون قد زالت في الأيام الثلاثة الأخيرة.
والأحد، أشار وزير الصحة الإيطالي روبرتو سبيرانسا، عقب لقائه أعضاء اللجنة التقنية والعلمية، إلى أنه سيقترح في المقابل على الحكومة حظر إقامة الحفلات العامة والخاصة. وتعتزم روما وقف الأنشطة الرياضية للهواة على غرار لعب كرة القدم وكرة السلة بين الأصدقاء. وقال الوزير، «بعدما سعت الحكومة على مدى أسابيع إلى تخفيف القيود، نحن حالياً مضطرون لتشديدها مجدداً».
وإيطاليا أول بلد أوروبي ظهر فيه الوباء، وهي سجّلت أكثر من 36 ألف وفاة بـ«كوفيد - 19» وأكثر من 350 ألف إصابة. وتشهد البلاد مؤخراً تسارعاً في وتيرة الإصابات، ما يدفع الحكومة إلى الميل لفرض قيود أكثر صرامة.
وفي مدريد، خرج مؤيدون لحزب «فوكس» اليميني المتطرف، أمس، إلى الشوارع، وهم يلوحون بالعلم الإسباني ويطلقون أبواق السيارات احتجاجاً على فرض عزل عام جزئي في مدريد من أجل احتواء إحدى أسوأ بؤر تفشي فيروس كورونا المستجد في أوروبا. وطالب مئات المتظاهرين باستقالة الحكومة وهم يسدون الطريق الرئيسية في العاصمة الإسبانية، كما نظم الحزب مظاهرات أصغر في برشلونة وإشبيلية. وصعدت الاحتجاجات المواجهة بين رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانتشيث، وحكومة مدريد الإقليمية التي يقودها المحافظون، التي يشغل فيها حزب «فوكس» 12 مقعداً من أصل 132، وتقول إن القيود التي فرضتها الحكومة غير قانونية ومبالغ فيها وستؤدي إلى كارثة تصيب الاقتصاد المحلي. وحسب منظمة الصحة العالمية، شهدت منطقة مدريد 724 حالة إصابة بفيروس كورونا لكل 100 ألف شخص خلال أسبوعين حتى التاسع من أكتوبر (تشرين الأول)، ما يجعلها ثالث أكبر بؤرة تفش في أوروبا بعد أندورا وبروكسل. وفرضت منطقتا كاتالونيا ونافارا قيوداً جديدة على العمل والتجمعات العامة، أمس الأحد، بعد أن شهدتا ارتفاعاً في حالات الإصابة بمرض «كوفيد - 19». وأعلنت إسبانيا يوم الجمعة تسجيل 861 ألفاً و112 حالة إصابة بـ«كورونا» إجمالاً، وهو أعلى عدد في غرب أوروبا، إلى جانب 32 ألفاً و929 وفاة.
وفي سويسرا، أظهرت بيانات وكالة الصحة العامة، أمس، أن عدد الإصابات بفيروس كورونا ارتفع بواقع 4068 خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وسجلت الوكالة 64 ألفاً و436 إصابة مؤكدة بالفيروس في سويسرا وإمارة ليختنشتاين المجاورة، ارتفاعاً من 60 ألفاً و368 حالة يوم الجمعة، في حين زادت الوفيات بسبع حالات لتصل إلى 1801 وفاة. وسجلت سويسرا أول حالة مؤكدة بفيروس كورونا في أواخر فبراير (شباط). وشهدت حصيلة قياسية هذا الشهر بعد أن تراجعت الإصابات إلى ثلاث حالات فقط في الأول من يونيو (حزيران).
آسيوياً، أظهرت بيانات وزارة الصحة الهندية ارتفاع إجمالي عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا إلى 7.12 مليون حالة أمس بعد تسجيل 66 ألفاً و732 حالة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. وقالت الوزارة إن عدد حالات الوفاة جراء «كوفيد - 19» وصل إلى 109 آلاف و150 حالة بعد تسجيل 816 حالة وفاة. وتجاوز عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في الهند سبعة ملايين حالة يوم الأحد، وسجلت الهند مليون حالة إصابة خلال 13 يوماً فقط. وتحتل الهند المركز الثاني من حيث أعداد الإصابات بعد الولايات المتحدة التي تقترب حالات الإصابة فيها من ثمانية ملايين حالة.
وفي إندونيسيا، أظهرت بيانات فريق العمل المعني بمكافحة الفيروس أن البلاد سجلت ٣٢٦٧ حالة إصابة جديدة بالفيروس أمس، وهي أقل زيادة يومية منذ 14 سبتمبر (أيلول)، و91 حالة وفاة. وبلغ إجمالي عدد حالات الإصابة بـ«كوفيد - 19» في البلاد 336 ألفاً و716 والوفيات المرتبطة به 11 ألفاً و935.
وفي أميركا اللاتينية، أعلنت وزارة الصحة في البرازيل، مساء الأحد، أنه تم تسجيل 290 حالة وفاة إضافية بسبب فيروس كورونا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية و12 ألفاً و342 حالة إصابة جديدة بالفيروس. وبلغ إجمالي الإصابات بـ«كوفيد - 19» في البرازيل، الواقعة في أميركا الجنوبية، خمسة ملايين و94 ألفاً و979 حالة، في حين بلغ إجمالي الوفيات 150 ألفاً و488 حالة.
وفي المكسيك، أعلنت وزارة الصحة بالمكسيك، مساء الأحد، تسجيل 3175 إصابة جديدة مؤكدة بفيروس كورونا و139 وفاة، مما يرفع العدد الإجمالي في البلاد إلى 817 ألفاً و503 إصابات، و83 ألفاً و781 وفاة. وتقول الحكومة إن العدد الفعلي للإصابات أعلى بكثير على الأرجح من العدد المعلن.
منحنى الإصابات المرتفع يفرض عودة العزل المحلي في أوروبا
مناصرون لليمين المتطرف يتظاهرون ضد القيود الجديدة في مدريد
منحنى الإصابات المرتفع يفرض عودة العزل المحلي في أوروبا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة