السيسي يغلق باب «التصالح» مع «من يريدون هدم مصر»

تعهد حفظ «استقرار الدولة»

الرئيس السيسي يتحدث أمام الندوة التثقيفية للقوات المسلحة  في إطار احتفالات مصر بـ«انتصارات حرب أكتوبر» (الرئاسة المصرية)
الرئيس السيسي يتحدث أمام الندوة التثقيفية للقوات المسلحة في إطار احتفالات مصر بـ«انتصارات حرب أكتوبر» (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي يغلق باب «التصالح» مع «من يريدون هدم مصر»

الرئيس السيسي يتحدث أمام الندوة التثقيفية للقوات المسلحة  في إطار احتفالات مصر بـ«انتصارات حرب أكتوبر» (الرئاسة المصرية)
الرئيس السيسي يتحدث أمام الندوة التثقيفية للقوات المسلحة في إطار احتفالات مصر بـ«انتصارات حرب أكتوبر» (الرئاسة المصرية)

عضد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، من موقفه الرافض لـ«التصالح» مع جماعة «الإخوان»، التي تصنفها السلطات المصرية «إرهابية»، مؤكداً أنه «لا يستطيع التصالح مع من يريد هدم البلاد وإيذاء الشعب».
كان السيسي يرهن سابقاً قبول التصالح مع «الإخوان» بموافقة المصريين، غير أنه قال، أمس، بحسمٍ وتهكمٍ في آن واحد، مخاطباً مواطنيه: «إنني أقول لكم دائماً إنكم مستهدفون، وإذ كنتم تريدون أن ترتاحوا مما يحدث فيكم تصالحوا»، مستدركاً: «أنا لا أقدر أن أتصالح... مع من يريد هدم بلادي ويؤذي شعبي وأولادي».
كان السيسي يتحدث أمام الندوة التثقيفية رقم 32 للقوات المسلحة، أمس، في إطار احتفالات مصر بـ«انتصارات حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973». ورغم أن السيسي لم يسم «الإخوان»؛ فإنه عدد ما قال إنها عمليات «تدمير» أقدمت عليها الجماعة، وقال متسائلاً: «إذا اختلفتم معي فأهلاً وسهلاً... لكن تقتلون وتدمرون وتضيعون 100 مليون (مصري)، فكيف أقدر على التصالح؟ إذا كان شعب مصر هان عليكم بالأطفال والسيدات والكبار.. ومستعدون لتشريدهم وتحويلهم إلى لاجئين».
واعتبر السيسي أن التهديد الراهن الذي يواجه بلاده يتعلق بـ«استقرار الدولة»، متعهداً بالحفاظ عليه، ورأى أن «الحروب المباشرة كانت تستخدم في الماضي لإسقاط الدولة وهزيمتها وعرقلة تقدمها، ولكن الآن هناك أجيال جديدة للحروب تتعامل مع قضايانا وتحدياتنا، ويعاد تصديرها للرأي العام في مصر لتحويله إلى أداة تدمير، ومصر لا يمكن القضاء عليها بحرب من الخارج».
وقال السيسي في اللقاء الذي كان يحضره رئيس الوزراء، وكبار قادة الجيش، ومسؤولون بارزون في الدولة: «من يريد تضييع 100 مليون (مصري) من أجل الوصول إلى مكان يتصور أنه يقيم به دولة... فكيف تقوم؟».
ودعا السيسي إلى تدريس ما يقوله بشأن «الحفاظ على استقرار الدولة في المدارس... وأن ينقله الجنود إلى أسرهم»، مشدداً على أن «القضية المهمة هي استقرار الدولة حتى تسترد عافيتها».



انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
TT

انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)

أرغم الحوثيون جميع الموظفين في مناطق سيطرتهم، بمن فيهم كبار السن، على الالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن ما يقولون إنها استعدادات لمواجهة هجوم إسرائيلي محتمل.

جاء ذلك في وقت انضم فيه موظفون بمدينة تعز (جنوب غرب) الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى إضراب المعلمين، مطالبين بزيادة في الرواتب.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين، وعلى الرغم من أنهم لا يصرفون الرواتب لمعظم الموظفين، فإنهم وجّهوا بإلزامهم، حتى من بلغوا سن الإحالة إلى التقاعد، بالالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن الإجراءات التي تتخذها الجماعة لمواجهة ما تقول إنه هجوم إسرائيلي متوقع، يرافقه اجتياح القوات الحكومية لمناطق سيطرتهم.

وبيّنت المصادر أن هناك آلاف الموظفين الذين لم يُحالوا إلى التقاعد بسبب التوجيهات التي أصدرها الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي بوقف الإحالة إلى التقاعد، إلى حين معالجة قضايا المبعدين الجنوبيين من أعمالهم في عهد سلفه علي عبد الله صالح، وأن هؤلاء تلقوا إشعارات من المصالح التي يعملون بها للالتحاق بدورات التدريب على استخدام الأسلحة التي شملت جميع العاملين الذكور، بوصف ذلك شرطاً لبقائهم في الوظائف، وبحجة الاستعداد لمواجهة إسرائيل.

تجنيد كبار السن

ويقول الكاتب أحمد النبهاني، وهو عضو في قيادة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، إنه طلب شخصياً إعادة النظر في قرار تدريب الموظفين على السلاح، لأنه وحيد أسرته، بالإضافة إلى أنه كبير في العمر؛ إذ يصل عمره إلى 67 عاماً، واسمه في قوائم المرشحين للإحالة إلى التقاعد، بعد أن خدم البلاد في سلك التربية والتعليم واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم لما يقارب الأربعين عاماً.

ومع تأكيده وجود الكثير من الموظفين من كبار السن، وبعضهم مصابون بالأمراض، قال إنه من غير المقبول وغير الإنساني أن يتم استدعاء مثل هؤلاء للتدريب على حمل السلاح، لما لذلك من مخاطر، أبرزها وأهمها إعطاء ذريعة «للعدو» لاستهداف مؤسسات الدولة المدنية بحجة أنها تؤدي وظيفة عسكرية.

حتى كبار السن والمتقاعدون استدعتهم الجماعة الحوثية لحمل السلاح بحجة مواجهة إسرائيل (إ.ب.أ)

القيادي في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ذكر أنه لا يستبعد أن يكون وراء هذا القرار «أطراف تحمل نيات سيئة» تجاه المؤسسات المدنية، داعياً إلى إعادة النظر بسرعة وعلى نحو عاجل.

وقال النبهاني، في سياق انتقاده لسلطات الحوثيين: «إن كل دول العالم تعتمد على جيوشها في مهمة الدفاع عنها، ويمكنها أن تفتح باب التطوع لمن أراد؛ بحيث يصبح المتطوعون جزءاً من القوات المسلحة، لكن الربط بين الوظيفة المدنية والوظيفة العسكرية يُعطي الذريعة لاستهداف العاملين في المؤسسات المدنية».

توسع الإضراب

وفي سياق منفصل، انضم موظفون في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى الإضراب الذي ينفّذه المعلمون منذ أسبوع؛ للمطالبة بزيادة الرواتب مع تراجع سعر العملة المحلية أمام الدولار وارتفاع أسعار السلع.

ووفقاً لما قالته مصادر في أوساط المحتجين لـ«الشرق الأوسط»، فقد التقى محافظ تعز، نبيل شمسان، مع ممثلين عنهم، واعداً بترتيب لقاء مع رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك؛ لطرح القضايا الحقوقية المتعلقة بالمستحقات المتأخرة وهيكلة الأجور والمرتبات وتنفيذ استراتيجية الأجور، لكن ممثلي المعلمين تمسكوا بالاستمرار في الإضراب الشامل حتى تنفيذ المطالب كافّة.

المعلمون في تعز يقودون إضراب الموظفين لتحسين الأجور (إعلام محلي)

وشهدت المدينة (تعز) مسيرة احتجاجية جديدة نظّمها المعلمون، وشارك فيها موظفون من مختلف المؤسسات، رفعوا خلالها اللافتات المطالبة بزيادة المرتبات وصرف جميع الحقوق والامتيازات التي صُرفت لنظرائهم في محافظات أخرى.

وتعهّد المحتجون باستمرار التصعيد حتى الاستجابة لمطالبهم كافّة، وأهمها إعادة النظر في هيكل الأجور والرواتب، وصرف المستحقات المتأخرة للمعلمين من علاوات وتسويات وبدلات ورواتب وغلاء معيشة يكفل حياة كريمة للمعلمين.