توجه القبارصة الأتراك إلى صناديق الاقتراع، أمس، لانتخاب رئيس لدولتهم المعلنة من طرف واحد، ولا تعترف بها سوى تركيا، في استحقاق تنافَس فيه مرشح تدعمه أنقرة و«الرئيس» المنتهية ولايته الذي ينتقد رجب طيب إردوغان.
ونُظّمت هذه الانتخابات وسط توتر شهده ملف التنقيب عن موارد الطاقة في شرق المتوسط خاصة بين أنقرة وأثينا الحليفة الرئيسة لجمهورية قبرص التي تسيطر على ثلثي الجزيرة جنوباً، والعضو في الاتحاد الأوروبي.
وتجمع لائحة المتنافسين 11 شخصاً، بينهم مصطفى اكينجي، الرئيس المنتهية ولايته، وهو ديمقراطي اجتماعي يبلغ 72 عاماً ويؤيد توحيد الجزيرة وتخفيف روابط الشمال مع أنقرة، ما يثير استياء إردوغان. وقال للصحافيين عقب إدلائه بصوته إنّ «هذه الانتخابات محورية لمصيرنا»، مضيفاً أنّ صحة القبارصة الأتراك تثير قلقه في ظل الأزمة الوبائية القائمة، ولكن أيضاً «الصحة السياسية» لجمهورية شمال قبرص. وندد بـ«التدخل التركي» في الانتخابات و«استخدام مسؤولين أتراك (في شمال قبرص) مكاتبهم كمكاتب انتخابية».
وتدعم تركيا القومي ارستين تتار (60 عاماً) الذي يشغل حالياً منصب رئيس الحكومة الممسكة بصلاحيات واسعة وفق قوانين شمال قبرص. وقال تتار بعد اقتراعه إنّ «جمهورية شمال قبرص التركية وشعبها يشكلان دولة (...). نستحق أن نعيش في ضوء سيادة متساوية»، ملمحاً في ذلك إلى دعمه لتقسيم الجزيرة بين دولتين نهائياً. وتعثرت مفاوضات توحيد الجزيرة في عدة مناسبات، خصوصاً بسبب مسألة انسحاب نحو 30 ألف جندي تركي موجودين في الشمال.
وقال الناشط كمال بيكالي مؤسس منظمة «لنوحد قبرص الآن» غير الحكومية: «تكمن القضية الرئيسية للانتخابات في الطريقة التي سنعرّف من خلالها علاقتنا بتركيا فيما بعد». وأبدى عزت تولك، السبعيني المتقاعد، اعتقاده أنّ «هذه الانتخابات مهمة لأننا بصدد اختيار الرئيس الذي سيتفاوض مع القبارصة اليونانيين حول مستقبل قبرص».
وجرت هذه الانتخابات بعدما تم الخميس فتح شاطئ مدينة فاروشا في شرق الجزيرة، التي أمست مدينة مقفرة منذ انقسام الجزيرة وتطويقها من قبل الجيش التركي. وكان ارسين تتار أعلن إعادة فتح هذه المدينة التي غادرها في 1974 سكانها القبارصة اليونانيون، عقب محادثات مع إردوغان في أنقرة الثلاثاء.
وندد اكينجي بهذه الخطوة، كما نددت بها جمهورية قبرص إلى جانب الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة التي تراقب المنطقة العازلة بين شطري الجزيرة.
وأشار يكتان تركيلماز الباحث في منتدى الدراسات الإقليمية «فوروم تراسريجيونال ستودن» في ألمانيا، إلى أنّ العديد من القبارصة الأتراك شعروا «بأن الأمر مسّ شرفهم وهويتهم»، بسبب ما يعتبرونه تدخلاً من أنقرة، وذلك رغم أنّ إعادة فتحها لا تتخطى كونها قراراً رمزياً. كما تجري الانتخابات في أجواء أزمة اقتصادية تضخمت بسبب وباء «كوفيد - 19». وسجّلت شمال قبرص رسمياً أكثر من 800 إصابة بـ«كوفيد - 19» منذ بدء الأزمة، إضافة إلى أربع وفيات.
انتخابات رئاسية في «شمال قبرص»
وسط توتر على خلفية التنقيب في شرق المتوسط
انتخابات رئاسية في «شمال قبرص»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة