بعد نشر استطلاع رأي دلت نتائجه على الاستمرار في تراجع شعبيته وهبوطه من 36 إلى 26 مقعداً، وبعد خروج الإسرائيليين في 1000 مظاهرة في آن واحد تقريباً، ضده، في شتى أنحاء البلاد، أكد مقربون من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس الأربعاء، أنه يدرس التراجع عن فكرة تقديم موعد الانتخابات. وقال أحد المسؤولين في محيط نتنياهو، إنه يفضل الانتظار بضعة شهور ينكب خلالها على خطة جديدة لاستعادة شعبيته، حتى لو أدى ذلك إلى «اضطراره تنفيذ الاتفاق الائتلافي مع حزب «كحول لفان» الذي ينص على تبادل الأدوار بعد 18 شهراً، بتنسيب بيني غانتس رئيساً للحكومة، وتسلمه هو منصب رئيس الحكومة البديل».
وأضاف هذا المسؤول أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن منافس نتنياهو سيكون زعيم «يمينا»، وهو اتحاد أحزاب اليمين المتطرف، نفتالي بنيت، الذي كان يوماً موظفاً لديه، وعلاقته به سيئة. وحسب تعبيره، فإن «نتنياهو يفضل بيع كليته على أن يتقاسم رئاسة الحكومة مع بنيت».
وكان استطلاع رأي أجراه معهد «مدغام» برئاسة مانو غيبع نشرته القناة 12 للتلفزيون الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، قد أظهر أن 65 في المائة من الإسرائيليين يعتبرون أداء نتنياهو سيئاً، وأن 49 في المائة من الإسرائيليين يؤيدون إجراء الانتخابات (30 في المائة يعارضونها) وأنه في حال إجراء انتخابات اليوم، فإن حزب الليكود بقيادة نتنياهو، سيخسر 10 مقاعد من رصيده ويهبط من 36 إلى 26 مقعداً، بينما يضاعف «يمينا» قوته 4 مرات ويقفز من 6 إلى 23 مقعداً.
وجاءت النتائج وفق هذا الاستطلاع، على النحو التالي؛ الليكود 26 مقعداً، «يمينا» 23 مقعداً، «ييش عتيد – تيلم» برئاسة يائير لبيد 18 مقعداً (له اليوم 14 مقعداً)، «القائمة المشتركة» للأحزاب العربية، برئاسة أيمن عودة، 15 مقعداً (بنفس قوتها الحالية)، «كحول لفان» 9 مقاعد (له الآن 16 مقعداً)، حزب اليهود الشرقيين المتدينين «شاس»، برئاسة وزير الداخلية إريه درعي، 9 مقاعد (يحافظ على قوته الحالية)، حزب اليهود الروس «يسرائيل بيتينو»، برئاسة أفيغدور ليبرمان، 8 مقاعد (له اليوم 7 مقاعد)، حزب اليهود الأشكناز المتدينين «يهدوت هتوراه» 7 مقاعد، وحزب اليسار ميرتس، برئاسة نتسان هوروفتش، 6 مقاعد (له اليوم 4 مقاعد).
ويتضح من النتائج أيضاً أن عدة أحزاب في الائتلاف الحكومي اليوم، ستختفي من الحلبة السياسية، إذ لن تستطيع الوصول إلى نسبة الحسم لدخول الكنيست، وهي 3.25 في المائة، أي ما يعادل 140 ألف صوت. وهي؛ حزب العمل برئاسة الوزيرين عمير بيرتس وإيتسيك شمولي (يحصل فقط على 2 في المائة، مع العلم بأنه الحزب المؤسس للحركة الصهيونية ولإسرائيل) و«غيشر» برئاسة الوزيرة أورلي ليفي إبي كسيس (0.5 في المائة) و«البيت اليهودي» برئاسة الوزير رافي بيرتس (0.8 في المائة) و«ديريخ إيرتس» برئاسة الوزير يوعاز هندل ورئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، تسفي هاوزر (0.1 في المائة).
وطرح الاستطلاع إمكانية تشكيل حزب جديد يقوده رئيس بلدية تل أبيب، رون خلدائي، (الذي يمكن أن يضم رئيس أركان الجيش السابق، غادي آيزنكوت)، وفحص كيف سيصوت الإسرائيليون، فجاءت النتائج على النحو التالي؛ الليكود 26 مقعداً، «يمينا» 23 مقعداً، «ييش عتيد – تيلم» 16 مقعداً، القائمة المشتركة 15 مقعداً، «شاس» 9 مقاعد، «يسرائيل بيتينو» 7 مقاعد، «كحول لفان» 7 مقاعد، «يهدوت هتوراه» 7 مقاعد، حزب خلدائي 6 مقاعد، وميرتس 4 مقاعد.
وتعني هذه النتائج أن أحزاب الائتلاف الحالي ستخسر أكثريتها وتصبح أقلية، فلا تحصل على ما هو أكبر من 51 مقعداً من مجموع 120. وإذا كان نتنياهو يريد تشكيل الحكومة، فعليه أن يتحالف مع حزب «يمينا»، ولكن على أسس جديدة. فهذا الحزب سيحصل على 23 مقعداً وفقاً للاستطلاع. ولم يخف نفتالي بنيت طموحه بتقاسم منصب رئيس الحكومة معه وتسليمه نفس مناصب بيني غانتس، وزير الأمن ورئيس الوزراء البديل. ونفتالي بنيت يعتبر أحد أكثر الشخصيات المكروهة في بيت نتنياهو ومن جميع أفراد عائلته. وقد قبلوه وزيراً للأمن مطلع السنة لأنه لم يكن هناك بديل، ولكنه كان يومها ضعيفاً وبلغت كتلته 6 مقاعد. وعليه فإن نتنياهو يفضل التنازل عن فكرة الانتخابات حالياً. بيد أن مشكلة نتنياهو لا تقتصر على نتائج هذا الاستطلاع، إنما تنعكس في المظاهرات المتواصلة ضده، والتي تضايقه بشكل كبير. فعلى الرغم من إقرار الحكومة أنظمة «حالة الطوارئ الخاصة» التي تمنع المواطنين من التظاهر في مسافة تبعد أكثر من كيلومتر واحد عن أماكن سكنهم، لم تتوقف المظاهرات، بل اتسعت بشكل كبير. وفي يومين متتاليين، نظمت نحو 1000 مظاهرة في مفترقات الطرق وعلى الجسور في جميع أنحاء البلاد، وأقيمت مهرجانات من 1000 متظاهر في 3 مواقع في تل أبيب، إضافة إلى المظاهرة أمام مقر رئاسة الوزراء في القدس الغربية ومظاهرات شبيهة في كل من حيفا وبئر السبع ورمات غان. واندلعت مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين، وكان الشعار الموحد في جميع هذه المظاهرات: «ارحل». وراحوا يهتفون: «الديمقراطية أو الثورة»، «لن نتنازل حتى يستقيل نتنياهو»، «ثروة، سلطة، عالم سفلي»، و«لا تسرق».
نتنياهو يدرس التراجع عن تقديم موعد الانتخابات
نتنياهو يدرس التراجع عن تقديم موعد الانتخابات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة