مصادرة أموال من السلطة و«حماس» حُوّلت لعائلات أسرى في إسرائيل

مظاهرة نسائية في غزة دعماً للأسرى الفلسطينيين (أ.ف.ب)
مظاهرة نسائية في غزة دعماً للأسرى الفلسطينيين (أ.ف.ب)
TT

مصادرة أموال من السلطة و«حماس» حُوّلت لعائلات أسرى في إسرائيل

مظاهرة نسائية في غزة دعماً للأسرى الفلسطينيين (أ.ف.ب)
مظاهرة نسائية في غزة دعماً للأسرى الفلسطينيين (أ.ف.ب)

وقع وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس على أوامر عسكرية تقضي بمصادرة أموال من السلطة الفلسطينية وحركة «حماس»، جرى نقلها لعائلات «شهداء» فلسطينيين وكذلك للأسرى داخل السجون الإسرائيلية، وتشمل الأوامر العسكرية أموالاً تم تحويلها بالفعل.
وقالت صحيفة «جيروزاليم بوست»، أمس، إن القرارات استهدفت أموالاً نقلتها السلطة الفلسطينية إلى أسرى فلسطينيين، وعائلات فلسطينيين قتلوا خلال هجمات.
ووقع غانتس، على 4 أوامر لمصادرة أموال وممتلكات أسرى وعوائل شهداء فلسطينيين. وبحسب بيان لمكتب غانتس، فإنه سيجري بموجب القرارات الموقعة، التحفظ على مبالغ متراكمة تصل إلى مئات الآلاف من الشيقلات؛ من بينها مصادرة مبلغ 187 ألف شيقل مخصص لوالدة منفذ عملية أدت لمقتل مستوطن وأجنبي في عملية دهس بالقدس عام 2014.
كما شملت أوامر غانتس مصادرة أموال وممتلكات تم تحويلها من حركة «حماس» والسلطة الفلسطينية إلى أسرى وعائلات شهداء آخرين، بمبلغ يصل إلى مئات الآلاف.
وأشار غانتس إلى أن القرار اتخذ ضمن خطة لما سماها «الحرب الاقتصادية ضد الإرهاب»، بمشاركة «الشاباك» والمخابرات العسكرية ووزارة الخارجية وجهات أخرى. وجاء قراره خطوة متقدمة في الحرب التي أعلنتها إسرائيل على رواتب عائلات «الشهداء والأسرى» الفلسطينيين.
وكانت إسرائيل رفضت دفع السلطة أموالاً لهم، وقالت إنها بذلك تدعم وتشجع «الإرهاب»، وهو المنطق الذي تبنته الإدارة الأميركية مباشرة، لكن السلطة الفلسطينية رفضت ذلك وقالت إنها تكرم مناضلي الشعب الفلسطيني وإنه واجب وطني وأخلاقي.
وأدانت «هيئة شؤون الأسرى والمحررين» القرصنة الإسرائيلية، ورأت في بيان أصدرته أن «هذه التوقيعات تأتي في سياق التصعيد لقرصنة وسرقة المزيد من أموال عائلات الشهداء والأسرى، والتي تقدم لهم لتوفير الحد الأدنى من الحياة الكريمة، والتغلب على الصعوبات المعيشية التي يعتبر الاحتلال السبب والمسبب الوحيد لها».
وأشارت «الهيئة» إلى أنه في نهاية عام 2019 وقع وزير جيش الاحتلال حينها، نفتالي بينت، على «قرار يقضي بقرصنة أموال أسرى من أراضي عام 1948، والتي يتلقونها من السلطة الفلسطينية، وكذلك قرصنة أي أموال تتلقاها عائلاتهم». ودعت «الهيئة» المجتمع الدولي إلى «الخروج عن صمته المعيب، والتحرك الفوري لوضع حد لجرائم الاحتلال بحق عائلات الشهداء والأسرى، لأن هذا الصمت يعطي عصابة الاحتلال الضوء الأخضر للمضي في جرائمها وتصعيدها».
ويضاف قرار غانتس إلى قرار سابق بفرض «عقوبات» ضد البنوك الفلسطينية التي تسمح بدفع رواتب للأسرى الفلسطينيين وعائلاتهم. واستجابت بنوك فلسطينية للتهديدات وجمدت حسابات أسرى، رغم أن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، قال إنه تم الاتفاق مع البنوك على وقف أي إجراء بخصوص حسابات الأسرى لديها، مؤكداً رفض التهديدات الإسرائيلية.
ويدور الحديث عن مبلغ إجمالي بواقع 42 مليون شيقل تصرفها السلطة الفلسطينية رواتب شهرية للأسرى، ولا يشمل ذلك الأموال التي تحولها «حماس» والفصائل الفلسطينية لهم. وتمر السلطة بظرف مالي معقد بعد خلاف حول تحويل أموال الضرائب من إسرائيل إليها، إضافة إلى وقف كثير من المساعدات المالية العربية والأجنبية. ويعني قرار غانتس مزيداً من الضغط على الوضع المالي للسلطة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.