أبدى رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، استعداد بلاده لتقديم تنازلات في نزاعها مع أذربيجان حول ناغورني قره باغ، شرط وجود نية مماثلة لدى أذربيجان.
وقال باشينيان، في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية في العاصمة الأرمينية يريفان، إن «النزاعات يجب أن تحل بناء على تنازلات متبادلة»، مضيفاً أن «ناغورني قره باغ مستعد، وأرمينيا مستعدة لتقديم تنازلات مقابل تلك التي تبدي أذربيجان استعداداً لتقديمها».
وعد رئيس الوزراء الأرميني أن تجدد المعارك في إقليم ناغورني قره باغ سببه الدعم التركي لأذربيجان، مندداً بما عده «حرباً إرهابية على شعب يناضل من أجل حريته». وقال: «لولا التحرك الكثيف لتركيا لما بدأت هذه الحرب... إذا كان صحيحاً أن سلطات أذربيجان تبنت في شكل كثيف في الأعوام الـ15 الأخيرة خطاباً حربياً، فإن قرار بدء الحرب سببه الدعم التام من تركيا».
وعلى خلفية استمرار المعارك مع أذربيجان، أعرب باشينيان عن «ثقته» بأن روسيا ستساعد بلاده إذا تعرضت لهجوم مباشر. وقال: «أنا واثق من أن روسيا ستفي بالتزاماتها إذا تطلب الوضع ذلك»، في إطار التحالف العسكري القائم بين البلدين.
وواصل الأرمن والأذربيجانيون القتال العنيف في منطقة ناغورني قره باغ الانفصالية، الثلاثاء، حيث أعلن كل جانب عن تحقيق انتصارات، وأبدى تصميمه على الاستمرار في المعركة، رغم الدعوات لوقف إطلاق النار، وسقوط ضحايا كثر في صفوف المدنيين.
وتبادل الجانبان الاتهامات خلال اليومين الماضيين بتعمد تصعيد القصف على المدن المأهولة، بما في ذلك عاصمة الانفصاليين ستيباناكرت، وغنجه ثاني كبرى مدن أذربيجان.
وأكدت وزارة الدفاع الأذربيجانية، في بيان أصدرته صباح الثلاثاء، أنها ألحقت «خسائر فادحة في الأرواح والمعدات العسكرية» بخصومها، مشيرة إلى أن «القوات الأرمينية أُجبرت على الانسحاب».
وأعلن رئيس جمهورية قره باغ المُعلنة من جانب واحد، أرايك هاروتيونيان، أن جيشه «ينجز مهامه بنجاح»، وأن «الوضع تحت السيطرة».
وفي اليوم العاشر من القتال، لا يبدو أن أياً من الجانبين قد حسم الوضع لصالحه حتى الآن.
وأعلن إقليم ناغورني قره باغ، ذو الغالبية الأرمينية، انفصاله عن أذربيجان في مطلع التسعينات، ما أدى إلى حرب تسببت بسقوط 30 ألف قتيل.
وجمدت المحادثات لحل نزاع قره باغ الذي يعد من أسوأ النزاعات الناجمة عن انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991، منذ اتفاق لوقف إطلاق النار أُبرم سنة 1994، مع حدوث مناوشات بين الحين والآخر.
وتعد المعارك التي استؤنفت في 27 سبتمبر (أيلول) الأخطر منذ ذلك الحين.
وقُتل 265 شخصاً منذ اندلاع القتال، وهي حصيلة جزئية، إذ إن باكو، عاصمة أذربيجان، لم تعلن عن وقوع خسائر في صفوف قواتها، في مقابل 46 قتيلاً بين المدنيين. وسجل حتى الآن مقتل 219 مسلحاً، و19 مدنياً، في قره باغ.
ويؤكد كل جانب أنه قتل من الطرف الآخر ألفين إلى ثلاثة آلاف مقاتل، ويتبادلان الاتهامات حول مسؤولية بدء الأعمال العدائية.
أرمينيا جاهزة لتقديم «تنازلات متبادلة» مع أذربيجان حول قره باغ
أرمينيا جاهزة لتقديم «تنازلات متبادلة» مع أذربيجان حول قره باغ
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة