اتجاه جديد لإنتاج مسلسلات قصيرة في مصر

كرارة وفهمي ومالك أبرز نجومها

الفنان الشاب محمد أنور في لقطة مع صناع مسلسه الجديد (حساب الفنان الرسمي على فيسبوك)
الفنان الشاب محمد أنور في لقطة مع صناع مسلسه الجديد (حساب الفنان الرسمي على فيسبوك)
TT

اتجاه جديد لإنتاج مسلسلات قصيرة في مصر

الفنان الشاب محمد أنور في لقطة مع صناع مسلسه الجديد (حساب الفنان الرسمي على فيسبوك)
الفنان الشاب محمد أنور في لقطة مع صناع مسلسه الجديد (حساب الفنان الرسمي على فيسبوك)

يتجه عدد من صناع الدراما المصريين حالياً إلى إنتاج مسلسلات قصيرة لا تزيد حلقاتها عن 15 حلقة بعد سنوات من التركيز على المسلسلات الطويلة. وأعلن عدد من الفنانين المصريين عن توقيعهم عقود بطولة مسلسلات درامية قصيرة جداً، بعد مطالبات بضرورة الابتعاد عن الأعمال الطويلة التي ينتقدها البعض بسبب المط والتطويل.
ويأتي في مقدمة هؤلاء النجوم، الفنان أمير كرارة الذي بدأ تصوير مسلسل «عمر الناجي» قبل عدة أيام في القاهرة، يشارك في بطولته نور اللبنانية وعباس أبو الحسن، ومن تأليف وإخراج بيتر ميمي، ويتكون من 8 حلقات فقط استعداداً لعرضه على منصة «watch it»، التابعة لـ«شركة إعلام المصريين»، التي أعلنت عن توقيعها عقداً مع الفنان الكوميدي أحمد فهمي لإنتاج مسلسل قصير جداً خلال الفترة المقبلة.
ورغم إعلان عدد من النجوم والشركات عن إنتاج عدد من المسلسلات القصيرة في الآونة الأخيرة، فإنّ حسام صالح، الرئيس التنفيذي لشركة إعلام المصريين، لا يعتبر أنّ هذا الأمر توجه مستقبلي للدراما المصرية، كما يظن البعض، لكنّه يرى أنّه مجرد محاولة لمواكبة آمال وتطلعات الجمهور في تقديم وجبات درامية مختلفة ومغايرة بعيداً عن مسلسلات الـ30 حلقة التي أصبح يملها الكثيرون.
ويضيف صالح لـ«الشرق الأوسط»: «من خلال فرق البحث التابعة لنا واستطلاعاتنا للرأي عبر وسائطنا المتعددة وجدنا أنّ عدداً كبيراً من الجمهور يفضل عرض المسلسلات القصيرة، لا سيما لو كان أبطالها من النجوم». مشيراً إلى أنّه «لم يتم الاستقرار بعد بشأن طريقة عرض المسلسلات، وهل ستُعرض على القنوات الفضائية بالتزامن مع المنصات الرقمية، أم ستعرض رقمياً فقط».
في السياق، يواصل الفنان الكوميدي، محمد أنور تصوير مسلسل «إسعاف يونس» المكون من 15 حلقة بمشاركة كل من سارة سلامة، وهناء الشوربجي، ومحمد علي رزق، ومن تأليف فاروق هاشم ومصطفى عمر، وإخراج معتز التوني، كما يواصل الفنانان الشابان أحمد مالك وخالد أنور تصوير مسلسل «التحقيق» الذي يدور في 13 حلقة فقط، حول جريمة قتل غامضة، ويشارك في بطولته تارا عماد ومن تأليف محمد الدباح وإخراج محمد فتحي.
عرض المسلسلات القصيرة ليس جديداً على الدراما المصرية، فقد عُرضت من قبل وحققت نجاحات كبيرة خلال ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، على غرار مسلسل «البشاير» عام 1987 بطولة محمود عبد العزيز ومديحة كامل ومن تأليف وحيد حامد وإخراج سمير سيف والمكون من 15 حلقة، ومسلسل «ذئاب الجبل» بطولة أحمد عبد العزيز وسماح أنور وميرنا وليد والمكون من 18 حلقة فقط، ومسلسل «حكايات وبنعيشها» بطولة ليلى علوي وباسم سمرة، الذي عرض خلال عامي 2009 و2010 والذي تكون من 4 حكايات كل منها 15 حلقة فقط على مدار جزأين، ومسلسل «الراية البيضاء» عام 1988 بطولة سناء جميل وجميل راتب ومن تأليف أسامة أنور عكاشة وإخراج محمد فاضل وكان من 16 حلقة فقط، ومسلسل «هند والدكتور نعمان» عام 1984 بطولة الراحل كمال الشناوي وسعاد نصر وكان 17 حلقة فقط، بالإضافة إلى المسلسل الكوميدي «حكايات ميزو» عام 1977 بطولة سمير غانم الذي تكون من 13 حلقة فقط.
بدوره، يؤكد المنتج المصري جمال العدل أنّ الجمهور المصري بات يستحسن عرض المسلسلات القصيرة التي تتميز بتكثيف الأحداث، والابتعاد عن الملل والتطويل في المسلسلات التقليدية، بعد انتهاء موسم دراما رمضان الماضي، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: إنّ «مسلسل (في كل أسبوع يوم جمعة) بطولة منة شلبي وآسر ياسين نجح جداً مع الجمهور وهو مكون من 10 حلقات فقط، وعُرض على منصة (شاهد) الإلكترونية»، ولفت إلى استشعاره «توجه الجمهور نحو المسلسلات القصيرة منذ فترة طويلة»، مشيراً إلى أنّ المستقبل سيكون للدراما القصيرة التي تعتبر الأفضل من ناحية الإنتاج والعرض بجانب تقليل عبء التصوير على الفنانين.
ويعرض حالياً الموسم الثاني من المسلسل المصري «إلا أنا» الذي يتكون من عدة حكايات، كل حكاية منه في 10 حلقات، وقدمت الفنانة حنان مطاوع بطولة حكاية «أمل حياتي»، كما قدمت شيري عادل بطولة حكاية «أمر شخصي»، وكندة علوش، حكاية «ضي القمر»، وذلك بعدما شارك في موسمه الأول، بالعام الماضي وفاء عامر، وأروى جودة.


مقالات ذات صلة

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مسلسل «6 شهور»   (حساب Watch IT على «فيسبوك»)

«6 شهور»... دراما تعكس معاناة حديثي التخرّج في مصر

يعكس المسلسل المصري «6 شهور» معاناة الشباب حديثي التخرج في مصر عبر دراما اجتماعية تعتمد على الوجوه الشابة، وتحاول أن ترسم الطريق إلى تحقيق الأحلام.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».