اشتباكات متقطعة على خطوط التماس في شمال سوريا

دورية أميركية تعترض أخرى روسية في شرق الفرات

TT

اشتباكات متقطعة على خطوط التماس في شمال سوريا

جرت أمس في «جبهات» ريف حلب الشرقي على محوري مدينة منبج وبلدة تادف التابعة لمنطقة الباب وبلدتي أحرص وحربل شمال سوريا، اشتباكات متداخلة بين القوات النظامية و«قوات سوريا الديمقراطية» والفصائل السورية المسلحة الموالية لتركيا.
واندلعت اشتباكات بين قوات «مجلس منبج العسكري» المدعومة من واشنطن والفصائل السورية المسلحة الموالية لتركيا، فجر أمس في محيط نهر الساجور الفاصل بين مناطق النفوذ الخاضعة لكل جهة غرب مدينة منبج. وذكر شرفان درويش الناطق الرسمي لمجلس منبج أنهم أحبطوا عملية تسلل نفذتها الفصائل في محوري قرية «عرب حسن» و«الجات» الواقعة بحوض نهر الساجور.
وتوقفت بعد انسحاب عناصر الفصائل السورية إلى مواقعها وسط قصف مدفعي من الجيش التركي. وقال درويش: «يومياً خطوط الجبهة بمنبج تشهد توترات عسكرية من الفصائل الموالية لأنقرة وتقصف مواقعنا وتستخدم الأسلحة كافة، حاولوا فجر أمس التسلل بالقرب من خطوط التماس والجبهة بيننا لكن مقاتلينا أفشلوا المحاولة».
في السياق، قصفت المدفعية التركية أمس مواقع ونقاط «قوات سوريا الديمقراطية» المنتشرة في منطقة الشهباء شمال شرقي حلب، وقالت مصادر محلية من المنطقة إن بلدتي أحرص وحربل الخاضعة لـ«قسد» تعرضت لقصف مدفعي عنيف من قبل الجيش التركي دون ورود خسائر أو إصابات.
من جهة ثانية، تجددت الاشتباكات على طول محور بلدة تادف التابعة لمدينة الباب شرق حلب، بين القوات النظامية الموالية للرئيس السوري بشار الأسد المسيطرة على المنطقة، والفصائل السورية المسلحة المدعومة من تركيا. ونقلت صفحات وحسابات محلية اندلاع اشتباكات عنيفة على محور قرية «الدغلباش» غرباً، بعد هجوم نفذه مسلحو الفصائل ليل الجمعة - السبت الماضي، واستهدفت نقاط الجيش السوري بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وذكرت تلك الصفحات أن عدداً من عناصر الفصائل المهاجمة تعرضوا للإصابات، ولم تسفر عن تغير موازين القوى أو خريطة السيطرة بالمنطقة.
في الأثناء، اعترضت دورية أميركية مثيلاتها الروسية في محيط بلدة رميلان التابعة لمدينة الحسكة وسط تحليق مروحيات أميركية وروسية في أجواء المنطقة.
وتصاعدت حوادث الاشتباك في المناطق الشمالية الشرقية من سوريا، وأصيب جنود أميركيون إثر اصطدام مركبتهم مع عربة روسية نهاية أغسطس (آب) الماضي.
إلى ذلك، قال شيخموس أحمد رئيس مكتب شؤون النازحين واللاجئين لدى «الإدارة الذاتية» شرق الفرات، إنهم نقلوا 179 عائلة أجنبية من مخيم الهول، إلى مخيم روج ويقع في بلدة المالكية (ديريك)، بهدف تخفيف الضغط عن الهول وإبعاد العناصر المتشددة عن بعضها.
وشهد مخيم الهول الذي يؤوي 65 ألفاً معظمهم سوريون وعراقيون وقسم خاص للعائلات الأجنبية يبلغ تعداده نحو 12 ألف امرأة وطفل، خلال الأشهر الماضية محاولات هروب وطعن حراس الأمن وقتل لاجئين عراقيين.
كما سمحت إدارة مخيم الهول بخروج 48 عائلة من ريف دير الزور الشرقي. وقال شيخموس: «رحلات عودة النازحين السوريين من أبناء مناطق الإدارة سوف تستأنف خلال الفترة القادمة وستشمل كل المناطق».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.