«دار الإفتاء المصرية» ترصد في 10 أيام ألفي «فيديو تحريضي»

TT

«دار الإفتاء المصرية» ترصد في 10 أيام ألفي «فيديو تحريضي»

قالت دار الإفتاء المصرية إنها «رصدت 2650 مقطع فيديو مصورا (مفبرك)، بثته إحدى القنوات في الخارج، خلال 10 أيام فقط»، موضحة أن هذه «الفيديوهات المفبركة» تعلقت بـ«التحريض على الفوضى ونشر الإشاعات». كما كشفت عن سعي ما وصفتهم بـ(كتائب إلكترونية) موالية لجماعات متطرفة لاستقطاب الشبان عبر الإنترنت، «من خلال نشر أخبار غير حقيقية عن الدولة المصرية».
وسبق أن اتهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في نهاية أغسطس (آب) الماضي من وصفها بـ«قنوات مسيئة» بالسعي لـ«تخريب وتدمير الشعوب». وقال حينها «إنها (أي هذه القنوات) تسعى دائماً إلى التشكيك فيما نفعله، وتزعم أننا نهدم المساجد؛ لكن أقول لهم: أنتم تقومون بتخريب وتدمير الشعوب؛ لكن نحن نبني ونعمر».
يشار إلى أن عدداً كبيراً من المسؤولين المصريين، دائماً ما ينتقدون ممارسات بعض «القنوات» التي تبث من خارج البلاد، والتي غالباً ما تركز برامجها على انتقاد الإنجازات المصرية. كما تتهم دار الإفتاء «قنوات ومواقع إلكترونية موالية لجماعة (الإخوان)، التي تصنفها السلطات المصرية (إرهابية) ببث الأكاذيب والإشاعات». وتعتبر أن «الإعلام الموجه والممول من أخطر أسلحة الجماعات المتطرفة، لأنه يعمل على تشويه الحقيقة وإثارة الفتن».
وأعلن الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، في تصريحات متلفزة مساء أول من أمس، أن «الدار بصدد إصدار دليل مرجعي لمكافحة التطرف»، مؤكداً أن «مرصد الفتاوى التكفيرية أصدر ما يزيد على 500 تقرير، رصد خلاله الفتاوى المتشددة، وتم تصحيحها». داعيا إلى «ضرورة مواجهة الأبواق الإعلامية لجماعات التطرف، التي لا تسعى إلا لنشر الفوضى والإرهاب، والتوعية بشبكات الإرهاب الإعلامية، وفضح أهدافها».
إلى ذلك، أطلق مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر أمس «حملة توعوية شاملة بعنوان (روح الماضي وصناعة الحاضر وإرادة المستقبل)، تزامناً مع ذكرى انتصارات أكتوبر (تشرين الأول)». ووفق المجمع فإن الحملة «تستهدف التواصل مع الجمهور، واستحضار النماذج الناجحة التي أسهمت في حماية مصر، وذلك في إطار توجيهات الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، بتكثيف الدور التوعوي لوعاظ وواعظات الأزهر».
وقال الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أمس، إن «الحملة سوف تركز على البطولات التي سجلها المصريون في (انتصارات أكتوبر)، والاستفادة منها في إعادة روح المثابرة والعمل والإنتاج، وحث المواطنين على المشاركة الفعالة في بناء الوطن والحفاظ عليه، وتفويت الفرصة أمام المغرضين، ومجابهة الجماعات المتشددة، التي لا تريد لمصر أي تقدم»، مضيفاً أن الحملة «تستهدف من خلال ما توجهه من رسائل توعوية رفع معنويات الشعب المصري، وخاصة في أوساط الشبان، وتوعيتهم بمكانة مصر»، موضحاً أن الحملة التي يشارك فيها وعاظ وواعظات الأزهر، «تحقق رسالتها التوعوية من خلال مجموعة من البرامج الإلكترونية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فضلاً عن انتشار الوعاظ والواعظات في الندوات والنوادي، ومراكز الشباب وأماكن التجمعات».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.