إغلاق مدارس ومساجد طهران لأسبوع مع تزايد إصابات «كورونا»

قريبات أحد ضحايا فيروس «كورونا» يبكين عند دفنه في مدينة بابل بشمال إيران (أ.ب)
قريبات أحد ضحايا فيروس «كورونا» يبكين عند دفنه في مدينة بابل بشمال إيران (أ.ب)
TT

إغلاق مدارس ومساجد طهران لأسبوع مع تزايد إصابات «كورونا»

قريبات أحد ضحايا فيروس «كورونا» يبكين عند دفنه في مدينة بابل بشمال إيران (أ.ب)
قريبات أحد ضحايا فيروس «كورونا» يبكين عند دفنه في مدينة بابل بشمال إيران (أ.ب)

ذكرت وسائل إعلام رسمية، نقلاً عن السلطات في العاصمة الإيرانية، أن المدارس والمكتبات والمساجد وغيرها من المؤسسات العامة في طهران أُغلقت، اليوم (السبت)، ولمدة أسبوع، في إطار إجراءات لاحتواء تفشٍ سريع في حالات الإصابة بـ«كوفيد - 19».
وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، تأتي خطة الإغلاق، التي ستشمل أيضاً الجامعات والمعاهد الدينية والمتاحف والمسارح وصالات اللياقة البدنية والمقاهي ومحال قص الشعر بالعاصمة الإيرانية، بعد أن دعا علي رضا زالي، رئيس فريق العمل المكلف بمكافحة الفيروس في طهران، إلى الإغلاق للمساعدة في السيطرة على الوباء.
وحذر زالي، في مقابلة أجراها معه التلفزيون الحكومي، من أنه إذا استمر انتشار الوباء بالمعدل الحالي في طهران فستكون هناك زيادة في الحالات تتراوح من ثلاثة إلى خمسة أمثال، وسيرتفع معدل الوفيات بين 1.5 و3 في المائة.
وسيستمر الإغلاق، الذي سيسري أيضاً على الاحتفالات الاجتماعية الثقافية والمؤتمرات، حتى يوم الجمعة التاسع من أكتوبر (تشرين الأول).
كان الرئيس الإيراني، حسن روحاني، قال اليوم، إن إخفاء المرء لإصابته بعدوى «كوفيد - 19» يستدعي تطبيق أقصى عقوبة، وذلك في معرض إعلانه عن إجراءات جديدة للحد من الارتفاع السريع في حالات الإصابة بالمرض.
وذكر روحاني، في تصريحات بثها التلفزيون، حسب وكالة «رويترز» للأنباء: «كل من يشعر بالمرض، ويتضح له أنه مريض، يجب ألا يخفي مرضه»، وأضاف أنه «إذا أخفى المرض، فإنه يرتكب بذلك أكبر جريمة، مما يستدعي (أقصى عقوبة)».
وقال روحاني، إنه سيتم فرض غرامات على من لا يلتزمون بوضع الكمامات في الأماكن العامة، مضيفاً أنه سيتم تحديد قيمة الغرامة والعقوبات الأخرى في الاجتماع المقبل للفريق الحكومي المكلف بمكافحة فيروس «كورونا».
ويواجه موظفو الحكومة، الذين لا يلتزمون باللوائح، إجراءات تتراوح من التحذيرات إلى الإيقاف عن العمل لمدة عام.
وستمتنع الجهات الحكومية عن تقديم الخدمات للمواطنين الذين لا يلتزمون بالإجراءات الصحية، مثل وضع الكمامات، ويمكن معاقبة الشركات التي تنتهك القواعد بالإغلاق.
وقال روحاني، إن العقوبات ستكون أشد في العاصمة طهران، حيث وصل عدد الوفيات اليومي جراء فيروس «كورونا» في الأسابيع الأخيرة إلى أكثر من مائة، في مقابل أقل من عشرة في نهاية الموجة الأولى للفيروس، في وقت سابق هذا العام، وفقاً لما ذكره علي رضا زالي.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الصحة، سيما سادات لاري، للتلفزيون الرسمي، إن عدد وفيات «كورونا» في إيران ارتفع، السبت، إلى 26 ألفاً و746 حالة، وأضافت أن عدد الحالات زاد 3 آلاف و523، ليصل الإجمالي إلى 468 ألفاً و119.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

طهران تنتقد تحذيرات ماكرون من «خطورة» النووي الإيراني

صورة نشرتها وزارة الخارجية الإيرانية للمتحدث إسماعيل بقائي
صورة نشرتها وزارة الخارجية الإيرانية للمتحدث إسماعيل بقائي
TT

طهران تنتقد تحذيرات ماكرون من «خطورة» النووي الإيراني

صورة نشرتها وزارة الخارجية الإيرانية للمتحدث إسماعيل بقائي
صورة نشرتها وزارة الخارجية الإيرانية للمتحدث إسماعيل بقائي

انتقدت طهران تحذيرات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن خطورة البرنامج النووي الإيراني، وما تشكله من تحدي أمني استراتيجي في الشرق الأوسط.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إن هذا الكلام «لا أساس له، ومتناقض، ويستند إلى تكهنات»، كما وصف كلام ماكرون بشأن البرنامج النووي الإيراني بـ«المخادعة»، حسبما أوردت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وعدّ بقائي أن البرنامج الإيراني «سلمي ويندرج في إطار القانون الدولي».

وكان ماكرون قد قال، الثلاثاء، أمام السفراء الفرنسيين في الإليزيه: «إيران هي التحدي الاستراتيجي والأمني الرئيسي لفرنسا والأوروبيين والمنطقة بكاملها، وأبعد من ذلك بكثير».

إيمانويل ماكرون (رويترز)

«سناب باك»

وحذَّر من أن «تسارع برنامجها النووي يقودنا إلى نقطة الانهيار»، مشدداً على أن موضوع إيران سيكون من الأولويات في الحوار الذي سيباشره مع الرئيس الأميركي المقبل دونالد ترمب.

وحذَّر من أن الشركاء الأوروبيين في الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران يجب أن يفكروا في معاودة فرض العقوبات، إذا لم يتحقق أي تقدم، وذلك في إشارة إلى آلية «سناب باك».

وكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، على «إكس»، اليوم (الأربعاء): «الادعاءات الكاذبة التي تسوقها حكومة رفضت الوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي، ولعبت دوراً رئيسياً في حيازة إسرائيل للأسلحة النووية، خادعة ومبالغ فيها». وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإنّ إيران هي الدولة الوحيدة التي لا تملك أسلحة نووية وقامت بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة، القريبة من نسبة 90 في المائة اللازمة لصناعة سلاح نووي.

وتقول الدول الغربية إنه لا يوجد مبرر لتخصيب اليورانيوم إلى هذا المستوى العالي في إطار أي برنامج مدني موثوق، وإنه لا توجد دولة وصلت لهذا المستوى من التخصيب دون أن تنتج قنابل نووية. بينما تنفي إيران السعي لامتلاك أسلحة نووية.

وكانت فرنسا وألمانيا وبريطانيا من الدول الموقعة على الاتفاق النووي لعام 2015 الذي وافقت فيه إيران على الحد من تخصيب اليورانيوم، مقابل رفع العقوبات الدولية.

اجتماع أوروبي - إيراني

ومن المقرر أن يعقد دبلوماسيون فرنسيون وألمان وبريطانيون اجتماع متابعة مع نظرائهم الإيرانيين، في 13 يناير (كانون الثاني)، بعد اجتماع انعقد في نوفمبر (تشرين الثاني) لمناقشة إمكان إجراء مفاوضات جادة في الأشهر المقبلة.

وتسعى طهران إلى نزع فتيل التوتر مع الأوروبيين، قبيل عودة ترمب إلى البيت الأبيض في 20 يناير.

ولم يذكر بقائي تعليق وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو بشأن 3 مواطنين فرنسيين محتجزين في إيران.

وقال بارو، أمس (الثلاثاء)، إن العلاقات المستقبلية مع طهران وأي رفع للعقوبات على إيران سيعتمد على إطلاق سراحهم.

في السادس من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أبلغت بريطانيا وفرنسا وألمانيا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بأنها مستعدة، إذا تطلب الأمر، لتفعيل ما يُسمى بآلية «سناب باك» وإعادة فرض جميع العقوبات الدولية على إيران لمنعها من امتلاك سلاح نووي.

ومن المقرر أن ينقضي مفعول آلية «سناب باك» في 18 أكتوبر (تشرين الأول) مع انقضاء موعد القرار 2231 الذي يتبنى الاتفاق النووي. وتخشى طهران أن تقدم القوى الأوروبية الثلاثة على مثل هذه الخطوة.

ترمب يعرض مذكرة وقّعها للانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني في 8 مايو 2018 (أ.ب)

عودة ترمب

وأثارت عودة ترمب للبيت الأبيض تساؤلات حول كيفية تعامله مع طهران، خصوصاً أن تشكيلة إدارته ستضم عدداً من المسؤولين الذين يتخذون موقفاً متشدداً إزاء طهران. وانسحب ترمب من الاتفاق النووي في 2018، الذي أبرمه سلفه باراك أوباما في عام 2015 ما أدى إلى انهياره.

ومن غير الواضح ما إذا كان سيدعم المحادثات مع إيران؛ إذ تعهد بدلاً من ذلك باتباع نهج أكثر ميلاً للمواجهة والتحالف بشكل أوثق مع إسرائيل، العدو اللدود لإيران، التي كانت تعارض الاتفاق.

وقد بعثت كل من إدارة ترمب المقبلة وطهران رسائل متباينة حول ما إذا كانتا ستسعيان إلى المواجهة أو نوع من التفاهم الدبلوماسي بعد تولي ترمب مهامه في 20 يناير.