كيف تنمي إحساس السعادة خلال فترة تفشي الوباء؟

زوار يضعون الكمامات في مدينة «ديزني لاند» للألعاب في العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)
زوار يضعون الكمامات في مدينة «ديزني لاند» للألعاب في العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)
TT

كيف تنمي إحساس السعادة خلال فترة تفشي الوباء؟

زوار يضعون الكمامات في مدينة «ديزني لاند» للألعاب في العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)
زوار يضعون الكمامات في مدينة «ديزني لاند» للألعاب في العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)

منذ بدء تفشي وباء فيروس «كورونا» تراجع الإحساس بالسعادة، وتزايد الشعور بالأرق، وارتفع عدد المشاكل المتعلقة بالصحة العقلية.
هذه الأمور دفعت إلى التساؤل حول كيف يمكن للمرء العثور على مزيد من السبل للشعور بالسعادة خلال هذه الأوقات الصعبة، حسب ما ذكرته «وكالة الأنباء الألمانية».
والبشر غالباً ما يكونون مقيدين بالعادات ويتكيفون ببطء مع الظروف الجديدة. لذلك، ما التغيرات التي يجب القيام بها؟

* تعلم عادات جديدة للإنفاق
ذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن من بين أبرز سمات تفشي وباء «كورونا» ارتفاع معدلات المدخرات الشخصية في الولايات المتحدة الأميركية، وذلك بحسب ما قاله الاقتصادي تايلور كوين، أستاذ الاقتصاد في جامعة جورج ماسون.
ففي أبريل (نيسان) الماضي، تجاوز معدل الادخار 30 في المائة، لكنه تراجع إلى 19.5 في المائة في يونيو (حزيران)، ومن المرجح أن يشهد مزيداً من التراجع. ولكنه مازال أعلى من المستوى الذي وصل إليه قبل تفشي الوباء، حيث كان يتراوح ما بين 3 و8 في المائة.
وعلى الرغم من هذه المعدلات المتراجعة، فإنه ربما تعين على الأميركيين زيادة الإنفاق.
ويرجع ارتفاع معدل الادخار جزئياً إلى رغبة المواطنين في ادخار الموارد من أجل المستقبل الغامض. ولكنّ هناك تفسيراً آخر، خاصة للذين يتلقون دخلاً مرتفعاً، وهو أن تخطيط النفقات أصبح أمراً مستحيلاً وخطيراً أو غير ملائم.
فبدلاً من السفر إلى باريس والبقاء في فندق يقع على نهر السين، قاموا بالتوجه إلى إحدى الكبائن في ولاية مين أو في فيرجينيا الغربية، أو من المحتمل أنهم قاموا بتأجيل خططهم لشراء سيارة جديدة أو أمضوا وقتاً أقل في تصفح الكتب في المكتبات.
وعلى أي حال، فإن النتيجة النهائية إنفاق أقل ومدخرات أكبر، سواء كان قد تم ذلك عن قصد أم لا.
وربما تعد هذه قرارات حكيمة، ولكن الكثير من الناس مازالوا لا ينفقون أموالاً كافية من أجل أن يحظوا بالمرح. كما أنهم يتسمون بالبطء فيما يتعلق بتطوير اهتمامات جديدة تتوافق مع تفشي فيروس «كورونا».
ومن الممكن تحقيق المزيد من السعادة من خلال إنفاق المال على اقتناء كتب جديدة مثلاً أو التسوق أو الاشتراك في المزيد من الخدمات الإخبارية الإلكترونية.
وبالفعل يقوم كثيرون ببعض هذه الأمور إلى حد ما. ولكن من الطبيعي في الاقتصاديات التجريبية أن تتكيف العادات الاستهلاكية ببطء مع الظروف المتغيرة، خاصة غير المسبوقة. وبالتالي، فإنه لا يكفي تعلم عادات جديدة للإنفاق، بل يجب مضاعفتها.

* إنفاق مزيد من الأموال على الأعمال الخيرية
تقول وكالة «بلومبرغ» إنه في ظل ظروف تفشى فيروس «كورونا» ينبغي الحرص على إنفاق مزيد من الأموال على الأعمال الخيرية.
ولوحظ أن التحويلات المالية من جانب المكسيكيين العاملين في الولايات المتحدة لبلادهم ارتفعت مؤخراً، وهي نتيجة غير اعتيادية خلال فترة الركود الحالية. ويرجع ذلك جزئياً إلى أن المهاجرين المكسيكيين لا تتوفر لهم سبل كثيرة لإنفاق أموالهم هناك بسبب القيود المتعلقة بفيروس «كورونا»، وفي الوقت نفسه، فإن أقاربهم وأصدقاءهم في المكسيك في حاجة ماسة للمساعدة.
ويجب أن يحذو الجميع حذو المكسيكيين، ويبادروا بتقديم المزيد من المساعدة للآخرين في أنحاء العالم.
ومن أوجه المساعدة في ظل توفر المدخرات، زيادة الإكرامية التي يتم دفعها لمقدمي الخدمة عند تناول الطعام في مطعم أو عند تلقي الطعام في المنزل، فالعاملون في هذا المجال يواجهون خطورة فقدان وظائفهم بصورة كبيرة، ومن المرجح بصورة كبيرة أنهم يعانون من أوضاع مالية أسرية حرجة.

* القبول بالأمر الواقع... ومحاولة الاستفادة منه
ومن سبل تعزيز الشعور بالسعادة في هذه الأوقات الصعبة، إمكانية الاستفادة من عدم ازدحام الطرق نسبياً حالياً، والقيام بزيارة الأصدقاء. فلقاء صديق، حتى مع تطبيق التباعد الاجتماعي، يعد أحد طرق تخفيف الضغوط التي يشعر بها الكثيرون بسبب الوباء.
وفي حقيقة الأمر، فإن الضغوط والمشاكل الناجمة عن تفشي فيروس «كورونا» حقيقية للغاية، وليس من السهل التخلص منها، والقبول ببعض التغيير في أسلوب الحياة قد يكون أمراً مساعداً لمواجهة تلك الضغوط والمشاكل.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

بيروت تتخلّى عن عتمتها لتتألق من جديد

«كريسماس أون آيس» على الواجهة البحرية في بيروت (الشرق الأوسط)
«كريسماس أون آيس» على الواجهة البحرية في بيروت (الشرق الأوسط)
TT

بيروت تتخلّى عن عتمتها لتتألق من جديد

«كريسماس أون آيس» على الواجهة البحرية في بيروت (الشرق الأوسط)
«كريسماس أون آيس» على الواجهة البحرية في بيروت (الشرق الأوسط)

بين ليلة وضحاها، تغيّر مشهد العاصمة اللبنانية بيروت. وبعد تنفيذ قرار وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تراجع منظمو المعارض والعروض الفنية والترفيهية عن قرارهم إلغاء مشروعاتهم، مما جعل بيروت تتألّق من جديد خالعة عن نفسها أجواء العتمة والحرب.

بيروت تشهد عرض التزلج على الجليد (كريسماس أون آيس)

«كريسماس أون آيس»

للسنة الثانية على التوالي تشهد بيروت عرض التزلج على الجليد «كريسماس أون آيس». منظم العرض أنطوني أبو أنطون فكّر في إلغائه قبل أسبوعين؛ بيد أنه مع بداية تطبيق قرار وقف إطلاق النار، حزم أمره لإطلاقه من جديد.

تبدأ عروض «كريسماس أون آيس» في 26 ديسمبر (كانون الأول) الحالي حتى 5 يناير (كانون الثاني) 2025. تستضيفه صالة «سي سايد أرينا» على الواجهة البحرية لبيروت. ويمتد على مساحة ضخمة تتسّع لنحو 1400 شخص. والعرض قصة شيّقة تختلف عن قصة العام الماضي. وتتخلّلها 30 لوحة استعراضية من رقص وألعاب بهلوانية وتزلّج على حلبة من الجليد الاصطناعي. ويُشير مُنظم العرض أنطوني أبو أنطون لـ«الشرق الأوسط» إلى أن عرض العام الحالي توسّعت آفاقه. ويتابع: «يُشارك فيه نحو 30 فناناً أجنبياً من دول أوروبية. وسيستمتع بمشاهدته الكبار والصغار».

وفي استطاعة رواد هذا العرض الترفيهي التوجه إلى مكان الحفل قبل موعد العرض. ويوضح أبو أنطون: «ستُتاح لهم الفرصة لتمضية أجمل الأوقات مع أولادهم. وقد بنينا قرية (ميلادية) ومصعدَ (سانتا كلوز). وبإمكانهم التزلج على الجليد الاصطناعي. واستقدمنا مؤدي شخصية (سانتا كلوز) خصيصاً من فنلندا ليجسدها ويكون شبيهاً لما يتخيله الأطفال حولها».

يذكر أن الشركتين المنظمتين للحفل «كريزي إيفنت»، و«آرتيست آند مور» قرّرتا التبرع بـ10 في المائة من مقاعد الصالة للأولاد المهمشين والفقراء. ويختم أنطوني أبو أنطون: «سيُلوّنون بحضورهم جميع الحفلات بعد أن اخترنا جمعيات خيرية عدّة تعتني بالأطفال»؛ من بينها «مركز سرطان الأطفال»، و«سيزوبيل»، و«تمنى»... وغيرها.

معرض «كريسماس إن آكشن» واحة من التسلية (الشرق الأوسط)

«كريسماس إن آكشن»

الاحتفال بأعياد الميلاد ورأس السنة في لبنان يختصره معرض «كريسماس إن آكشن» في مركز «فوروم دي بيروت» بالعاصمة. فمساحته الشاسعة التي تستقبل يومياً آلاف الزائرين تتلوّن بأسواقٍ ومنتجات لبنانية. وكذلك بعروضٍ ترفيهية خاصة بالأطفال على مساحة 10 آلاف متر مربع.

ويلتقي الأطفال في هذه العروض بشخصيتَي «لونا وغنوة»؛ ويتخلّلها عرضٌ حيٌّ لفرق وجوقات غنائية وموسيقية.

تُعلّق سينتيا وردة، منظمة المعرض، لـ«الشرق الأوسط»: «عندما أُعلنَ وقف إطلاق النار في لبنان قرّرنا تنظيم المعرض في بيروت. وخلال 10 أيام استطعنا إنجاز ذلك. هذه السنة لدينا نحو 150 عارضاً لبنانياً. وخصصنا ركناً لمؤسّسة الجيش اللبناني، هدفه توعية الزائرين بكيفية الحفاظ على سلامتهم، وتنبيههم إلى حوادث تتعلق بألغام وأجسام غريبة خلّفتها الحرب الأخيرة. وهو بمثابة تحية تكريمية لجيش بلادنا».

يستقبل «كريسماس إن آكشن» زائريه يومياً حتى 23 ديسمبر الحالي. ويتضمّن سوق الميلاد لمصممين وتجار لبنانيين ورواد أعمال طموحين. كما يخصّص ركناً لـ«سوق الأكل»، ويضمّ باقة من أصناف الطعام الغربية واللبنانية.

«خيال صحرا» على مسرح «كازينو لبنان»

مسرحية «خيال صحرا»

في شهر أغسطس (آب) الماضي، عُرضت مسرحية «خيال صحرا» في «كازينو لبنان». وأعلن منظّموها يومها أنها ستعود وتلتقي مع جمهورها من جديد، في فترة الأعياد. وبالفعل أُعلن مؤخراً انطلاق هذه العروض في 18 ديسمبر الحالي حتى 26 يناير 2025. وهي من بطولة جورج خباز وعادل كرم، وإنتاج «روف توب برودكشن» لطارق كرم. وتعكس المسرحية في مضمونها المشهد الثقافي والوجودي في البلد. وتقدّم، في حبكة مشوّقة ومؤثرة في آن، جرعة عالية من الكوميديا، فتعرض الهواجس والرسائل الوطنية بأسلوب ممتع. وهي من كتابة وإخراج جورج خباز الذي يتعاون لأول مرّة مع زميله عادل كرم في عمل مسرحي.

«حدث أمني صعب» مسرحية كوميدية في «بيروت هال»... (الشرق الأوسط)

مسرحية «حدث أمني صعب»

بمناسبة الأعياد، يعود الثُّنائي الكوميدي حسين قاووق ومحمد الدايخ في عمل مسرحي جديد بعنوان: «حدث أمني صعب». ينطلق في 25 ديسمبر الحالي حتى 27 منه على مسرح «بيروت هال» بمنطقة سن الفيل. والمسرحية من نوع «ستاند أب كوميدي» وتزخر بالكوميديا بأسلوب ساخر. والمعروف أن الثنائي قاووق ودايخ سبق أن تعاونا معاً في أكثر من عمل مسرحي. كما قدّما الفيلم السينمائي «هردبشت».

مسرحية «كتاب مريم» تتوجه للأطفال (الشرق الأوسط)

مسرحية «كتاب مريم»

ضمن موضوع يواكب العصر وعلاقة الأطفال بالهاتف الجوال، تدور مسرحية «كتاب مريم». وهي من تأليف الكاتبة جيزال هاشم زرد، وتُعرض على مسرحها «أوديون» في جل الديب. وتروي المسرحية قصة فتاة تقضي كل وقتها منشغلة بِجَوَّالها. وفي يوم من الأيام تجد نفسها مسجونة داخل المكتبة دون الجوال، فتشعر بالملل، وسرعان ما يحدث أمرٌ غير متوقع وتدرك أنها ليست وحدها، وتسمع أصواتاً تهمس من بين الرفوف والكتب وتتحرك وتنبعث منها شخصيات. فماذا يحدث معها؟

العمل من إخراج مارلين زرد، ويُقدَّم خلال أيام محددة متفرقة من شهر ديسمبر الحالي حتى 29 منه.