المعارضة السورية تتوجه بوفد موحد إلى موسكو وبموافقة 24 حزبا سوريا

النظام يتحدث عن 26 من الشهر القادم موعدا للقاء

المعارضة السورية تتوجه بوفد موحد إلى موسكو وبموافقة 24 حزبا سوريا
TT

المعارضة السورية تتوجه بوفد موحد إلى موسكو وبموافقة 24 حزبا سوريا

المعارضة السورية تتوجه بوفد موحد إلى موسكو وبموافقة 24 حزبا سوريا

اجتازت قوى المعارضة السورية الرئيسية، وبالتحديد الائتلاف المعارض وهيئة التنسيق، مسافة كبيرة باتجاه التوصل للتوقيع على ورقة تفاهمات تتيح التوجه إلى مؤتمر الحوار المرتقب في موسكو بين النظام والمعارضة، بوفد موحّد يطرح رؤية مشتركة لحل سياسي للأزمة السورية المستمرة من مارس (آذار) 2011.
وكشف قاسم الخطيب، ممثل الائتلاف في القاهرة لـ«الشرق الأوسط»، عن توصل الائتلاف وهيئة التنسيق بعد لقائهما في القاهرة، إلى «رؤية واضحة للحل وخارطة طريق تحت مظلة (جنيف1) تتحدث عن هيئة انتقالية، وتوكل المجتمع الدولي بمهمة طرد الكتائب المتطرفة من سوريا التي تقاتل إلى جانب المعارضة والنظام على حد سواء». وقال الخطيب لـ«الشرق الأوسط»: «هناك شبه توافق بين قوى المعارضة المختلفة التي تؤمن بالحل السياسي على ورقة، سنتابع البحث بها بلقاءات قريبة فيما بيننا في القاهرة».
وأكد الخطيب أن الائتلاف ينسق ويتصل بكل الأحزاب والشخصيات المعارضة، «حرصا على التوجه بوفد وازن وبكل جدية إلى المؤتمر المزمع عقده في موسكو»، لافتا إلى أن الائتلاف لم يتلق حتى الساعة دعوة لهذا المؤتمر. وقال إن «الهيئة السياسية والهيئة العامة للائتلاف ستبحثان بقبول أي دعوة من هذا النوع، وستتخذان القرار المناسب الذي سيؤكد جديتنا بالسير بالحل السياسي بإطار (جنيف1)».
ورجح الخطيب أن «لا يكون الروس كما النظام السوري جديين بسعيهم لحل سياسي للأزمة السورية»، لافتا إلى أن تحركهم الأخير سببه الرئيسي «الانتكاسات التي أصيبت بها موسكو إضافة إلى التقدم الذي تحرزه كتائب الجيش الحر في الجبهة الجنوبية باتجاه دمشق، فهو حتى ولو كان بطيئا إلا أن كتائب الحر باتت على بُعد عشرات الكيلومترات من العاصمة السورية».
بدوره، قال أمين سر هيئة التنسيق الوطنية، ماجد حبو، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الورقة التي تم التداول بها مع الائتلاف تحظى بموافقة نحو 24 حزبا سوريا ومجموعة سياسية سورية تؤمن بالحل السياسي»، لافتا إلى أنها «تضم بنودا أبرز ما جاء فيها، اعتبار (جنيف1) المرجعية، والدعوة لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية، وترك المسائل المصيرية لمؤتمر وطني سوري عام، والتشديد على أن مهمة محاربة الإرهاب مهمة مشتركة لهيئة السلطة السياسية القادمة».
وأشار حبو إلى أنه جرى «التوافق مع الائتلاف على كثير من النقاط ولا تزال هناك بعض النقاط الإجرائية عالقة، وسيتم بحثها في الأيام القادمة بإطار لقاء تشاوري يضم أغلب أطياف المعارضة في القاهرة»، مشددا على أنّه «يتم السعي إلى توقيع هذه الورقة قبل التوجه إلى مؤتمر الحوار في موسكو». وكشف حبو عن تلقي هيئة التنسيق دعوة للمشاركة في هذا المؤتمر من دون تحديد أي تواريخ، موضحا أن «العمل جار للتوجه إلى روسيا بوفد معارضة موحد تنظيميا وبورقة واحدة».
وبالتزامن، نقلت صحيفة «الوطن السورية» المحسوبة على النظام عن مصدر دبلوماسي عربي في موسكو، قوله إن الاجتماعات المرتقبة في العاصمة الروسية بين وفدي الدولة والمعارضة ستنطلق في الـ26 من الشهر القادم وتستمر 4 أيام. وقال المصدر إن «يوم 26 سيكون مخصصا للقاء بين مختلف ممثلي المعارضة الذين ستتم دعوتهم إلى موسكو على أن يبدأ لقاء تشاوري تمهيدي مع وفد الجمهورية العربية السورية يوم 27».
ورفض المصدر إطلاق تسمية «حوار» أو «مفاوضات» على اللقاء المرتقب، «لأن لا جدول أعمال مطروحا على الطرفين لبحثه، بل هو لقاء تشاوري يمهد لحوار قد يجري لاحقا في موسكو أو في دمشق، وفق ما يتفق عليه المجتمعون، وخصوصا أن موسكو حريصة على أن يكون اللقاء دون أي تدخل خارجي وينتج عنه فقط ما يتفق عليه المجتمعون».
وأكد المصدر أن «اللقاء سيكون بإدارة شخصية روسية مستقلة وسيبحث في النقاط التي يمكن طرحها في حوار مستقبلي بين الدولة والمعارضة، بما يخدم مصلحة الشعب السوري ويساعد في توحيد صفوف كل السوريين خلف مؤسسة الجيش في مواجهة الإرهاب الذي يتعرض له السوريون».
وكانت وزارة الخارجية السورية أعربت نهاية الأسبوع الماضي عن استعدادها للمشاركة في لقاء تمهيدي تشاوري في موسكو، يهدف إلى التوافق على عقد مؤتمر للحوار بين السوريين أنفسهم دون أي تدخل خارجي.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.