نور أردكاني لـ«الشرق الأوسط»: أحمل لبنان في قلبي وفخورة بتمثيله عالمياً

اختارها سيمون فولر لتنضم إلى فريقه الغنائي «ناو يونايتد»

نور أردكاني أول فتاة عربية تنضم إلى فريق «ناو يونايتد» العالمي
نور أردكاني أول فتاة عربية تنضم إلى فريق «ناو يونايتد» العالمي
TT

نور أردكاني لـ«الشرق الأوسط»: أحمل لبنان في قلبي وفخورة بتمثيله عالمياً

نور أردكاني أول فتاة عربية تنضم إلى فريق «ناو يونايتد» العالمي
نور أردكاني أول فتاة عربية تنضم إلى فريق «ناو يونايتد» العالمي

بعد بحث طويل قام به سيمون فولر في بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عن موهبة غنائية يضمها إلى فريقه العالمي «ناو يونايتد»، استطاع أخيرا أن يبلغ هدفه من خلال اللبنانية نور أردكاني ابنة الـ18 عاما. وسبق لفولر أن أطلق الفريق البريطاني المعروف «سبايسي غيرلز». كذلك اشتهر كونه مبتكر امتياز «أيدول» (Idol)، الذي عرض لأول مرة في بريطانيا تحت اسم «Pop Idol»، ويتضمن «أميركان أيدول» في الولايات المتحدة.
نور الموهوبة والشغوفة بالغناء وعزف الموسيقى منذ صغرها، أصبحت العضو الـ16 في فريق البوب «ناو يونايتد». وإذا ما تصفحت اليوم لائحة أعضاء هذا الفريق المؤلف من شبان وشابات من مختلف البلدان (البرازيل وبريطانيا والفليبين وكوريا وغيرها)، سيلفتك اسم نور أردكاني وقد أدرج مؤخرا، وأُشير إليها باعتبارها المغنية العربية الوحيدة في الفريق. وفي فيديو مصور انتشر مؤخرا على وسائل التواصل الاجتماعي يتضمن رد فعل نور عندما اتصل بها فولر يعلمها باختياره لها، تظهر علامات المفاجأة على محياها وهي تسأله مترددة «هل اخترتني أنا؟ هل تعنيني أنا؟
في وقت لاحق من هذا الأسبوع في دبي التي سافرت إليها نور تُصور أغنية جديدة بعد أغنية الفريق الناجحة «Feel It Now». وتمكنت فرقة «ناو يونايتد» بسرعة من بناء قاعدة متابعين واسعة على منصات التواصل الاجتماعي تخطت 100 مليون متابع، ورُشحت لنيل جائزة «أفضل فرقة موسيقية» ضمن جوائز MTV للفيديوهات الموسيقية في نيويورك الشهر الماضي.
وتقول نور أردكاني في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «كان وقع المفاجأة كبيرا علي، فأنا لم أخطط مسبقا لدخول العالمية من بابها العريض. وعندما شاركت في هذه المسابقة لم أتوقع أن أفوز بها».
من أصل 1000 مشارك في المسابقة تم اختيار 13 شخصاً ليخلص القيمون عليها في المرحلة الأخيرة إلى عدد اثنين فقط. «وصلت مع موهبة غنائية أخرى إلى النهائيات ولحسن حظي كنت أنا من فاز بها». تقول نور التي منذ صغرها عشقت الفن وتربت في عائلة تتذوق الفنون على أنواعها. وتضيف: «أمي رانيا وأبي عصام هما أكثر من كانا يشجعاني على الغناء ومعجبان بصوتي. وكانت والدتي تدفعني دائما إلى تطوير موهبتي وصقلها بدروس الموسيقى والفوكاليز. فعائلتي تهوى الفنون ولدي قريب هاوي رقص، وآخر يعزف على الغيتار. أما جدتي من ناحية والدتي فهي تحب الغناء وتملك صوتا جميلا، وأعتقد أني ورثت عنها هذه الموهبة».
وعن مدى معرفتها بالفريق الذي تنتمي إليه اليوم تقول: «كنت أتابعه بشكل قليل، ولكن عندما دخلت هذه المسابقة وعملت معهم على فيديو غنائي مصور تعرفت إليهم عن كثب، وهو يتمتع بالاحترافية. فالفريق عالمي ويحقق نجاحات متتالية، وكنت أقول لنفسي إنهم بالتأكيد لن يختاروني لأمثل منطقة الشرق الأوسط في ظل وجود مواهب كثيرة تنافسني».
نور المتفوقة في دراستها استطاعت اجتياز امتحان الدخول إلى الجامعة الأميركية بجدارة للتخصص في دراستين مختلفتين وبينها علم التغذية. منذ صغرها تعلقت بالفنون من رسم وتصوير وغناء وعزف. وفي إحدى المرات عندما شاركت في حفل غنائي في مدرستها لفتت أنظار الجميع وتوقع لها أهلها مستقبلا فنيا كبيراً. واجتهدت لتحسين صوتها وأدائها، عبر دروس خاصة أو عبر قنوات «يو تيوب» الإلكترونية. أعجبت بالمغنية الفتية بيلي أيليش فتأثرت بفنها وبكيفية تطورها في مهنتها وتعتبرها قدوة لها، سيما أن أيليش غنت في أحد أفلام «جيمس بوند». وتقول نور أردكاني في سياق حديثها: «أعرف تماما أن حياتي بمجملها ستنقلب رأسا على عقب بعيد انضمامي إلى هذا الفريق العالمي. وأنا متحمسة جدا لأخوض تجربة جديدة لم تخطر على بالي. وأتخيل نفسي أتنقل مع «يونايتد ناو» في جولات غنائية حول العالم بسعادة كبيرة. صحيح أن مسؤولياتي كبيرة، كوني أمثل وطني لبنان ومنطقة الشرق الأوسط بأكملها، ولكني سعيدة جدا بذلك». وعما إذا هي تشعر بالخوف من هذه التجربة تقول: «لست خائفة بقدر ما أنا متحمسة لتجربة لا أعرف ماذا ينتظرني فيها. أشعر بالتوتر نعم، ولكن سأبذل جهدي لأكون على قدر المسؤولية التي أحملها تجاه الشباب العربي».
ماذا عن الأغنية العربية فهل هي ملمة بها؟ ترد في معرض حديثها: «أحب الموسيقى الشرقية وأنا مستمعة جيدة لأغاني السيدة فيروز. كما أني من المعجبات بفن هبة طوجي الراقي، الذي يواكب الموسيقى الحديثة في الوطن العربي. وحاليا استعد لإطلاق أغنية «حبيبي» مع الفريق، التي سألونها بعبارات بالعربية. وأتمنى في المستقبل تقديم حفلات غنائية في لبنان والوطن العربي».
لم تستوعب نور أردكاني للوهلة الأولى الفرصة التي قدمت لها وتقول: «لم أكن أستوعب ما يجري معي لغاية سفري إلى دولة الإمارات العربية دبي، والتقائي هناك مع المسؤولين عن الفريق. كان الأمر خياليا وعندما لمسته على أرض الواقع فرحت وتأكدت أني لا أحلم». معجبة نور بالفنانة العالمية بيونسيه وتقول: «أحب أسلوبها الغنائي وإتقانها فنون الرقص والغناء على المسرح. كما تلفتني في العالم العربي أيضا مواهب شبابية جديدة تعمل على تقريب وجهات النظر بين موسيقى الشرق والغرب».
صاحبة الرقم «16» في فريق «ناو يونايتد» نور أردكاني التي باتت اليوم تتفاءل به، هي أول فتاة عربية تنضم إلى فريق غنائي عالمي. ماذا تتوقع لنفسها في المستقبل؟ ترد: «الأمور حصلت معي بسرعة كبيرة ولا أزال حتى الساعة أعيش كل لحظة بلحظتها من دون مبالغة في الموضوع. وأعتقد أن مستقبلي سيرتبط بالفن بامتياز وأتصور نفسي أحلق في سماء العالمية أحيي الحفلات هنا وهناك والأنظار مسلطة علي كفنانة من الوطن العربي».



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».