الموت يغيب الشاعر والناقد الموريتاني محمد ولد عبدي

أحد أبرز الأدباء المعاصرين في بلاده

الأديب الموريتاني الراحل محمد ولد عبدي
الأديب الموريتاني الراحل محمد ولد عبدي
TT

الموت يغيب الشاعر والناقد الموريتاني محمد ولد عبدي

الأديب الموريتاني الراحل محمد ولد عبدي
الأديب الموريتاني الراحل محمد ولد عبدي

ووري جثمان الدكتور محمد ولد عبدي، الأديب والشاعر والناقد الموريتاني، في مقبرة بني ياس في العاصمة الاماراتية أمس، وسط حشد كبير من الأدباء والمثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي، بالإضافة إلى الجالية الموريتانية المقيمة في دولة الإمارات العبربية المتحدة.
وكان الموت غيب الشاعر والناقد الموريتاني الذي توفي أول من أمس الأحد في العاصمة الإماراتية أبو ظبي عن عمر يناهز 50 عاماً، بعد معاناة مريرة مع المرض قادته إلى رحلة استشفاء شملت فرنسا وتونس والمملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى دولة الإمارات العربية التي اتخذها وطناً ثانياً له منذ عقدين من الزمان.
ويعمل الراحل ولد عبدي الذي حاز درجة الدكتوراه في مناهج النقد الحديث، كمخطط ثقافي بهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة من عقدين منذ الزمان، كما يعد أحد أعضاء اللجنة العليا المشرفة على البرنامج الشعري الجماهيري "أمير الشعراء" الذي كان أحد أفكاره، وتمت ترجمته على أرض الواقع.
تسابق العديد من الأدباء والمهتمين بالشأن الثقافي في الإمارات وعدد من الدول العربية وموطنه موريتانيا إلى نعي الراحل في مواقع التواصل الاجتماعي، وأجمع العديد إلى أن الدكتور ولد عبدي كان بارعاً في البعدين الثقافي والإنساني.
وصدرت لعبدي الذي يعتبر من أبرز الأدباء في موريتانيا ومنطقة المغرب العربي في الوقت المعاصر، مجموعتين شعريتين "كتاب الرحيل" و"الأرض السائبة"، كما برع في مجال النقد الثقافي ومراجعة الفكر العربي المعاصر، ومن أهم الدراسات النقدية التي صدرت له "السياق والأنساق في الثقافة الموريتانية الشعر نموذجا" و"مقاربات نقدية في نصوص إماراتية، وأشرف على إدارة الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، من سنة 2004 وحتى وقت وفاته، كما يعد عضوا في اللجنة المشرفة على "موسوعة الشعر العربي" التي تصدر الكترونيا عن المجمع الثقافي؛ وتعتبر أكبر موسوعة عربية الكترونية.
وتعد جائزة الشارقة للإبداع العربي من أهم الجوائز التي حصل عليها الراحل وكانت عن كتابه "ما بعد المليون شاعر" في دورتها عام 1999، فيما ترجمت بعض قصائده إلى عدد من اللغات، منها الفرنسية والإنجليزية والبولندية، والألمانية. كما له "فتنة الأثر على خطى ابن بطوطة في الأناضول" و "ما بعد المليون شاعر مدخل لقراءة الشعر الموريتاني المعاصر".



سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
TT

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)

عندما سافر علماء بيئة بريطانيون إلى سلوفينيا هذا الصيف على أمل التقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» المغرِّدة لإعادة إدخال هذا النوع إلى غابة «نيو فورست» في بريطانيا، كانت تلك الحشرات صعبة المنال تطير بسرعة كبيرة على ارتفاع بين الأشجار. لكنَّ فتاة تبلغ 12 عاماً قدَّمت عرضاً لا يُفوَّت.

وذكرت «الغارديان» أنّ كريستينا كيندا، ابنة الموظّف في شركة «إير بي إن بي»؛ الموقع الذي يتيح للأشخاص تأجير واستئجار أماكن السكن، والذي وفَّر الإقامة لمدير مشروع «صندوق استعادة الأنواع» دوم برايس، ومسؤول الحفاظ على البيئة هولي ستانوورث، هذا الصيف؛ اقترحت أن تضع شِباكاً لالتقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» لإعادتها إلى بريطانيا.

قالت: «سعيدة للمساعدة في هذا المشروع. أحبّ الطبيعة والحيوانات البرّية. الصراصير جزء من الصيف في سلوفينيا، وسيكون جيّداً أن أساعد في جَعْلها جزءاً من الصيف في إنجلترا أيضاً».

كان صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي هو النوع الوحيد من الصراصير الذي وُجِد في بريطانيا. في الصيف، يصدح الذكور بأغنية عالية النغمات لجذب الإناث التي تضع بيضها في الأشجار. وعندما يفقس الصغار، تسقط إلى أرض الغابة وتحفر في التربة، حيث تنمو ببطء تحت الأرض لمدّة 6 إلى 8 سنوات قبل ظهورها على شكل كائنات بالغة.

صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي (صندوق استعادة الأنواع)

اختفى هذا النوع من الحشرات من غابة «نيو فورست»، فبدأ «صندوق استعادة الأنواع» مشروعاً بقيمة 28 ألف جنيه إسترليني لإعادته.

نصَّت الخطة على جمع 5 ذكور و5 إناث من متنزه «إيدريا جيوبارك» في سلوفينيا بتصريح رسمي، وإدخالها في حضانة صراصير «الزيز» التي تضمّ نباتات محاطة في أوعية أنشأها موظّفو حديقة الحيوانات في متنزه «بولتون بارك» القريب من الغابة.

ورغم عدم تمكُّن برايس وستانوورث من التقاط صراصير «الزيز» البالغة، فقد عثرا على مئات أكوام الطين الصغيرة التي صنعها صغار «الزيز» وهي تخرج من الأرض بالقرب من مكان إقامتهما، وتوصّلا إلى أنه إذا كانا يستطيعان نصب خيمة شبكية على المنطقة قبل ظهور صراصير «الزيز» في العام المقبل، فيمكنهما إذن التقاط ما يكفي منها لإعادتها إلى بريطانيا. لكنهما أخفقا في ترك الشِّباك طوال فصل الشتاء؛ إذ كانت عرضة للتلف، كما أنهما لم يتمكنا من تحمُّل تكلفة رحلة إضافية إلى سلوفينيا.

لذلك، عرضت كريستينا، ابنة مضيفيهما كاتارينا وميتشا، تولّي مهمّة نصب الشِّباك في الربيع والتأكد من تأمينها. كما وافقت على مراقبة المنطقة خلال الشتاء لرصد أي علامات على النشاط.

قال برايس: «ممتنون لها ولعائلتها. قد يكون المشروع مستحيلاً لولا دعمهم الكبير. إذا نجحت هذه الطريقة، فيمكننا إعادة أحد الأنواع الخاصة في بريطانيا، وهو الصرصار الوحيد لدينا وأيقونة غابة (نيو فورست) التي يمكن للسكان والزوار الاستمتاع بها إلى الأبد».

يأمل الفريق جمع شحنته الثمينة من الصراصير الحية. الخطة هي أن تضع تلك البالغة بيضها على النباتات في الأوعية، بحيث يحفر الصغار في تربتها، ثم تُزرع النباتات والتربة في مواقع سرّية في غابة «نيو فورست»، وتُراقب، على أمل أن يظهر عدد كافٍ من النسل لإعادة إحياء هذا النوع من الحشرات.

سيستغرق الأمر 6 سنوات لمعرفة ما إذا كانت الصغار تعيش تحت الأرض لتصبح أول جيل جديد من صراصير «نيو فورست» في بريطانيا.