اتفاق لتوريد 25 مليون جرعة من اللقاح الروسي للقاهرة

الحكومة المصرية تعزز دعمها لمتضرري «كورونا»

جانب من إنتاج لقاح «كورونا» في شركة «بينوفارم» بالقرب من موسكو (رويترز)
جانب من إنتاج لقاح «كورونا» في شركة «بينوفارم» بالقرب من موسكو (رويترز)
TT

اتفاق لتوريد 25 مليون جرعة من اللقاح الروسي للقاهرة

جانب من إنتاج لقاح «كورونا» في شركة «بينوفارم» بالقرب من موسكو (رويترز)
جانب من إنتاج لقاح «كورونا» في شركة «بينوفارم» بالقرب من موسكو (رويترز)

أبرمت روسيا اتفاقا مع مصر لإمدادها بخمسة وعشرين مليون جرعة من لقاحها لفيروس «كورونا» والمعروف بـ«سبوتنك 5»، وذلك بحسب ما أفاد «صندوق الثروة السيادي» الروسي. ونقل بيان عن الصندوق الروسي، أمس، أن «توريد جرعات اللقاح إلى مصر سيكون عبر شركة فاركو المصرية لصناعة الأدوية».
وقال الدكتور سيف يشار حلمي، نائب رئيس مجلس إدارة شركة «فاركو للأدوية»، لـ«الشرق الأوسط» إن «الاتفاق على توريد جرعات اللقاح الروسي لمصر تم بالفعل»، لكنه رفض الكشف عن مزيد من التفاصيل بشأن موعد وصولها أو إجراءات مصر لضمان فاعلية اللقاح. وأعلنت مصر في أغسطس (آب) الماضي، عن بدء إجراء تجارب سريرية على عدد من مواطنيها المتطوعين بشأن لقاح صيني لعلاج الفيروس.
وأوضح الرئيس التنفيذي للصندوق كيريل ديمترييف في بيان أن «الاتفاق بين (صندوق الثروة السيادي الروسي) وفاركو سيساعد مصر في الحصول على لقاح فعال وآمن، وهو (سبوتنك 5)، من أجل ربع المصريين»، كما نقلت وكالة «رويترز».
ويقول مسؤولون مصريون في القطاع الصحي، إنهم أبرموا اتفاقيات كذلك مع شركة «استرازينيكا» المنتجة للقاح الذي يعمل باحثو جامعة أوكسفورد على إنتاجه، بهدف توفير الاحتياجات العاجلة للبلاد من اللقاح.
وأفاد الصندوق الروسي بأن «الاتفاق يأتي بعد اتفاقات أُبرمت في وقت سابق مع المكسيك لتوريد 32 مليون جرعة، ومع البرازيل لتوريد ما يصل إلى 50 مليون جرعة، ومع الهند لتوريد 100 مليون جرعة، وأيضا مع أوزبكستان ونيبال». وأجازت الجهات التنظيمية الروسية اللقاح للاستخدام المحلي في أوائل أغسطس الماضي بعد تجارب أولية بشرية على نطاق صغير، ويجري اختبار اللقاح حاليا على 40 ألف شخص في روسيا، لكن اللقاح يواجه انتقادات وتشكيكا من باحثين وأطباء بشأن شفافية التجارب والنتائج التي أجريت للوصول لإنتاجه، وتنفي موسكو تلك الاتهامات. وعلى نحو منفصل، نقلت «وكالة الإعلام الروسية» أمس، عن «هيئة حماية حقوق المستهلك الروسية» القول إن موسكو «أتمت تجارب سريرية للقاح ثان محتمل لكوفيد - 19 طوره معهد فيكتور في سيبيريا. وكان المعهد قد انتهى الشهر الحالي من مرحلة التجارب الأولية البشرية وتعرف بالمرحلة 2».
في غضون ذلك، عززت الحكومة المصرية، من دعمها للمتضررين من التداعيات الاقتصادية لانتشار فيروس «كورونا» المستجد، وأعلنت خلال اجتماعها الأسبوعي، أمس، عن البدء في العمل لاستمرار «صرف منحة العمالة غير المنظمة حتى نهاية العام الحالي. وجاءت الإفادة الحكومية، بعد أيام من إعلان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن «استمرار صرف منحة العمالة غير المنظمة» بعد أن كان مقرراً سابقاً أن تستمر لثلاثة أشهر فقط انتهت في أغسطس الماضي.
وكانت الحكومة المصرية، أعلنت أنها صرفت 2.4 مليار جنيه مصري (الدولار يساوي 15.7 جنيه في المتوسط)، لنحو 1.6 مليون عامل من المتضررين بسبب توقف عملهم ضمن تداعيات فيروس كورونا.
وتضمنت القرارات الحكومية إقرار سياسات دعم وتحفيز خلال الموسم السياحي الشتوي، ابتداء من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وحتى نهاية أبريل (نيسان)، ومنها استمرار الإعفاء من سداد رسوم التأشيرة للسائحين الوافدين إلى محافظات جنوب سيناء والبحر الأحمر والأقصر وأسوان، وانتظام صرف الإعانة المقدمة من صندوق الطوارئ للعاملين.
كما جددت تأجيل سداد المستحقات على الشركات والمنشآت السياحية والفندقية مقابل استهلاك الكهرباء والغاز والمياه حتى نهاية العام، وإرجاء سداد الرسوم الحكومية أو مقابل الخدمات ورسوم الانتفاع المستحقة على الشركات والمنشآت السياحية، وتأجيل سداد جميع المديونيات المستحقة على القطاع نفسه عن فترات ما قبل بداية أزمة جائحة كورونا ليبدأ السداد مجدولاً على فترة مناسبة ابتداء من مطلع العام المقبل.
وتواكب القرارات الحكومية الأحدث، مع ارتفاع طفيف في معدل الإصابات المسجلة رسمياً بفيروس كورونا في البلاد، والذي سجل أول من أمس، 124 حالة جديدة، بينما كانت الإصابات ليوم (الاثنين) 115 حالة.
وأعلنت وزارة «الصحة» أول من أمس، عن خروج 508 متعافين من فيروس كورونا من المستشفيات، وذلك بعد تلقيهم الرعاية الطبية اللازمة وتمام شفائهم وفقاً لإرشادات «منظمة الصحة العالمية» والتي تنص على أن «زوال الأعراض المرضية لمدة 10 أيام من الإصابة يعد مؤشراً لتعافي المريض من فيروس كورونا».
وبلغ إجمالي عدد الإصابات التي تم تسجيلها في مصر بفيروس كورونا حتى أول من أمس، 103079 حالة من ضمنهم 96094 حالة تم شفاؤها، و5914 حالة وفاة.



السلطات اليمنية تضبط قارباً يُقل العشرات من المهاجرين الأفارقة

المهاجرون ضحية لشبكة منظمة لتهريب البشر من القرن الأفريقي إلى اليمن (إعلام حكومي)
المهاجرون ضحية لشبكة منظمة لتهريب البشر من القرن الأفريقي إلى اليمن (إعلام حكومي)
TT

السلطات اليمنية تضبط قارباً يُقل العشرات من المهاجرين الأفارقة

المهاجرون ضحية لشبكة منظمة لتهريب البشر من القرن الأفريقي إلى اليمن (إعلام حكومي)
المهاجرون ضحية لشبكة منظمة لتهريب البشر من القرن الأفريقي إلى اليمن (إعلام حكومي)

ضبطت دورية لقوات خفر السواحل اليمنية قارباً يُقل العشرات من المهاجرين غير الشرعيين كانوا قادمين من القرن الأفريقي، ضمن الإجراءات التي اتخذتها السلطات للحد من تدفق المهاجرين من تلك المناطق، وذلك بعد وصول أكثر من 15 ألفاً منهم إلى البلاد خلال أول شهر من العام الحالي.

الحملة الأمنية المشتركة للقوات الحكومية التي تعمل في سواحل محافظة لحج غرب عدن، ذكرت أن إحدى الدوريات التابعة لها تمكنت في اليوم الأول من شهر رمضان من ضبط أحد القوارب في المياه الإقليمية، وكان على متنه 164 من المهاجرين غير الشرعيين من القرن الأفريقي، من بينهم 37 امرأة.

وبيّنت الحملة أن العملية تمت بعد عملية رصد ومتابعة مكثفة، حيث اشتبهت الدورية البحرية بتحركات القارب الذي كان قادته يحاولون التسلل إلى الساحل اليمني.

ووفق ما أوردته الحملة، فإنه عند اقتراب الدورية من القارب وتفتيشه، تبيّن أنه يحمل عدداً كبيراً من المهاجرين غير الشرعيين، الذين تم تهريبهم في ظروف غير إنسانية، وأن هؤلاء لا يحملون أي وثائق رسمية أو تصاريح لدخول البلاد.

رغم الإجراءات الأمنية وصل إلى اليمن أكثر من 15 ألف مهاجر خلال شهر واحد (إعلام حكومي)

وأفاد البيان بأنه تم ضبط القارب وحجز المهاجرين غير الشرعيين تمهيداً لإعادتهم إلى بلادهم وفق الإجراءات القانونية المتبعة.

وألقت الدورية الحكومية القبض أيضاً على طاقم القارب المكون من 3 أشخاص، وأودعتهم السجن تمهيداً لتقديمهم للمحاكمة بتهمة المتاجرة بالبشر، وفتحت تحقيقاً موسعاً مع المهربين والضحايا للكشف عن شبكة التهريب والمتورطين في مثل هذه العمليات غير القانونية، بوزصفها خطراً يهدد الأمن والاستقرار، وفق ما جاء في بيان الحملة الأمنية.

ونبّهت قيادة الحملة الأمنية إلى أن الهجرة غير الشرعية إلى اليمن باتت تمثل تحدياً أمنياً وإنسانياً كبيراً، حيث يتم استغلال حاجة المهاجرين وظروفهم الصعبة من قِبل شبكات التهريب التي تجني أموالاً طائلة على حساب أرواحهم، دون أي حساب للمخاطر التي يواجهونها في عُرض البحر أو عند وصولهم.

وأكدت أن المهربين المقبوض عليهم سيواجهون تهماً عدة، من بينها تعريض حياة المهاجرين للخطر أثناء الرحلة عبر البحر، حيث يواجه هؤلاء ظروفاً قاسية واحتمال الغرق، إلى جانب الاشتراك في أعمال الجريمة المنظمة وشبكات التهريب التي تستغل هؤلاء الأشخاص لتحقيق مكاسب غير مشروعة. كما سيواجهون تهمة تهديد الأمن والاستقرار نتيجة محاولة الدخول إلى الأراضي اليمنية بشكل غير قانوني.

ومع تأكيد الحملة استمرارها في التصدي لعمليات التهريب وعزمها على ملاحقة شبكات التهريب، ذكرت أنها سوف تتخذ جميع الإجراءات لضبط أي محاولات مماثلة، بهدف حماية الأمن الوطني ومكافحة هذه الظاهرة التي تهدد الأمن والاستقرار.

ودعت السكان إلى الإبلاغ الفوري عن أي أنشطة مشبوهة تتعلق بتهريب البشر، لما لهذه الظاهرة من تأثيرات خطيرة في المجتمع والأمن.

وذكرت المنظمة الدولية للهجرة أن 15,400 مهاجر غير شرعي وصلوا من القرن الأفريقي إلى اليمن خلال شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، وأكدت أن هذا العدد يمثل انخفاضاً بنسبة 25 في المائة عن العدد الإجمالي المُبلَّغ عنه في شهر ديسمبر (كانون الأول) عام 2024، حيث وصل البلاد حينها أكثر من 20 ألف مهاجر.

القوات اليمنية أغلقت سواحل محافظة لحج أمام تهريب المهاجرين من القرن الأفريقي (إعلام حكومي)

ووفق هذه البيانات، فإن غالبية المهاجرين (89 في المائة) قدموا من موانئ جيبوتي، ووصلوا إلى مديرية ذوباب بمحافظة تعز بالقرب من باب المندب، وعددهم (13,642 مهاجراً)، بينما وصل البقية (11 في المائة) إلى سواحل محافظة شبوة شرق عدن، قادمين من الموانئ الصومالية.

وطبقاً للبيانات الأممية، فقد بلغ إجمالي عدد الوافدين خلال عام 2024 نحو 76,297 مهاجراً، من بينهم 21 في المائة من الأطفال، و22 في المائة من النساء، و57 في المائة من الرجال.

وكان معظم هؤلاء من حملة الجنسية الإثيوبية بنسبة (98 في المائة)، بينما كان 2 في المائة فقط من الرعايا الصوماليين. في حين لم يتم تسجيل وصول أي مهاجرين إلى سواحل محافظة لحج خلال هذه الفترة، وأُعيد سبب ذلك إلى التدابير التي اتخذتها الحكومة اليمنية لمكافحة التهريب منذ أغسطس (آب) 2023، في سواحل المحافظة التي كانت أهم طرق تهريب المهاجرين من القرن الأفريقي خلال السنوات السابقة.