من المحتمل أن تؤدي جائحة فيروس «كورونا» إلى إهمال وتضييع سنوات من المكاسب التي حققتها المرأة في مكان العمل، وفقاً لدراسة جديدة ضخمة عن حالة المرأة في الشركات الأميركية، صدرت اليوم (الأربعاء)، بحسب شبكة «إيه بي سي نيوز».
وتفكر امرأة واحدة على الأقل من بين كل 4 نساء في تقليص أو تغيير مهامها المهنية أو ترك وظيفتها بسبب أزمة فيروس «كورونا»، وفقاً لدراسة «النساء في مكان العمل» السنوية من «لين إن دوت أورغ» وشركة الاستشارات «ماكينزي آند كومباني». وشملت الدراسة 317 شركة تمثل أكثر من 12 مليون موظف.
وهذه هي المرة الأولى منذ 6 سنوات التي يجد خلالها التقرير السنوي دليلاً على رغبة النساء في ترك وظائفهن بمعدلات أعلى من الرجال. كما حذر الباحثون من أن هذه الظاهرة يمكن أن تبطل جميع المكاسب التي حققتها النساء في الإدارة والأدوار القيادية العليا خلال السنوات الست الماضية.
وقالت راشيل توماس، المؤلفة المشاركة والرئيسة التنفيذية لشركة «لين إن دوت أورغ»: «يُظهر التقرير الحجم الحقيقي لمشكلة ما يفعله (كورونا) بالنساء». وأضافت أن الوباء لديه القدرة على أن «يمحو 6 سنوات من التقدم المتواضع (في عام واحد)».
ومن بين النساء رفيعات المستوى اللاتي قلن إنهن يفكرن في الخروج من القوة العاملة أو تغيير نوع العمل إلى مهام منخفضة نسبياً، ذكرت 3 من كل 4 منهن أن «الإرهاق» هو السبب الرئيسي.
واقترح الباحثون أن جزءاً من هذا الإرهاق يرجع إلى أن النساء اللائي لديهن أطفال كنّ أكثر عرضة بثلاث مرات من الآباء لأن يكنّ مسؤولات عن غالبية الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال وسط الوباء.
وقالت المؤلفة المشاركة للتقرير لارينا يي، كبيرة مسؤولي التنوع في شركة «ماكينزي»: «ما نراه هو أن العمل انتقل إلى المنزل، والآن تفكر النساء في ترك العمل... لقد تحدثنا لسنوات عن المهام المزدوجة. وما نراه الآن هو عبء أكبر».
وأشارت يي إلى أن الأمهات العاملات يبلغن عن 20 ساعة إضافية من المسؤوليات في المنزل خلال الوباء متعلقة برعاية الأطفال، إلى جانب أكثر من 40 ساعة عمل عادية في الأسبوع التقليدي. وأضافت يي: «الخسائر التي تتكبدها الأمهات العاملات حصيلة حقيقية للغاية... يمكن تحديدها كمياً».
كما حذر التقرير من أن فقدان النساء اللاتي يتمتعن بوظائف مهمة ومناصب رفيعة يمكن أن تكون له آثار على النساء في جميع مراحل حياتهن المهنية، حيث إن النساء اللاتي يشغرن مناصب رفيعة أكثر عرضة من الرجال للدفاع عن المساواة بين الجنسين والتعدد العرقي.
وقالت توماس: «أعتقد أنه من الضروري أن ندرك مدى الأهمية البالغة للاحتفاظ بتلك القيادات النسائية... الأمر لا يتعلق فقط بالأرقام، إنه يتعلق بتأثير القيادات النسائية على المنظمة أو الشركة». وأضافت توماس: «نعلم أنه عندما يكون هناك مزيد من النساء في القيادة، فإن الشركات تحقق نتائج أفضل... نحن نعلم أن للنساء تأثيراً إيجابياً للغاية على ثقافة الشركة؛ تميل الشركات إلى اتباع سياسات أكثر ملاءمة للموظفين عندما تكون هناك نساء في القيادة».
علاوة على ذلك، كُشف عن أن الأمهات يقلقن على الأرجح مرتين أكثر من الآباء من أن يُحكم على أدائهن في العمل بشكل سلبي بسبب مسؤوليات رعاية الأطفال أثناء أزمة «كورونا».
رُبع السيدات العاملات يفكرن في ترك أو تغيير الوظيفة بسبب «كورونا»
رُبع السيدات العاملات يفكرن في ترك أو تغيير الوظيفة بسبب «كورونا»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة