رُبع السيدات العاملات يفكرن في ترك أو تغيير الوظيفة بسبب «كورونا»

امرأة تعمل على هاتفها الذكي والكومبيوتر المحمول بمقهى في نيويورك (أرشيفية - رويترز)
امرأة تعمل على هاتفها الذكي والكومبيوتر المحمول بمقهى في نيويورك (أرشيفية - رويترز)
TT

رُبع السيدات العاملات يفكرن في ترك أو تغيير الوظيفة بسبب «كورونا»

امرأة تعمل على هاتفها الذكي والكومبيوتر المحمول بمقهى في نيويورك (أرشيفية - رويترز)
امرأة تعمل على هاتفها الذكي والكومبيوتر المحمول بمقهى في نيويورك (أرشيفية - رويترز)

من المحتمل أن تؤدي جائحة فيروس «كورونا» إلى إهمال وتضييع سنوات من المكاسب التي حققتها المرأة في مكان العمل، وفقاً لدراسة جديدة ضخمة عن حالة المرأة في الشركات الأميركية، صدرت اليوم (الأربعاء)، بحسب شبكة «إيه بي سي نيوز».
وتفكر امرأة واحدة على الأقل من بين كل 4 نساء في تقليص أو تغيير مهامها المهنية أو ترك وظيفتها بسبب أزمة فيروس «كورونا»، وفقاً لدراسة «النساء في مكان العمل» السنوية من «لين إن دوت أورغ» وشركة الاستشارات «ماكينزي آند كومباني». وشملت الدراسة 317 شركة تمثل أكثر من 12 مليون موظف.
وهذه هي المرة الأولى منذ 6 سنوات التي يجد خلالها التقرير السنوي دليلاً على رغبة النساء في ترك وظائفهن بمعدلات أعلى من الرجال. كما حذر الباحثون من أن هذه الظاهرة يمكن أن تبطل جميع المكاسب التي حققتها النساء في الإدارة والأدوار القيادية العليا خلال السنوات الست الماضية.
وقالت راشيل توماس، المؤلفة المشاركة والرئيسة التنفيذية لشركة «لين إن دوت أورغ»: «يُظهر التقرير الحجم الحقيقي لمشكلة ما يفعله (كورونا) بالنساء». وأضافت أن الوباء لديه القدرة على أن «يمحو 6 سنوات من التقدم المتواضع (في عام واحد)».
ومن بين النساء رفيعات المستوى اللاتي قلن إنهن يفكرن في الخروج من القوة العاملة أو تغيير نوع العمل إلى مهام منخفضة نسبياً، ذكرت 3 من كل 4 منهن أن «الإرهاق» هو السبب الرئيسي.
واقترح الباحثون أن جزءاً من هذا الإرهاق يرجع إلى أن النساء اللائي لديهن أطفال كنّ أكثر عرضة بثلاث مرات من الآباء لأن يكنّ مسؤولات عن غالبية الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال وسط الوباء.
وقالت المؤلفة المشاركة للتقرير لارينا يي، كبيرة مسؤولي التنوع في شركة «ماكينزي»: «ما نراه هو أن العمل انتقل إلى المنزل، والآن تفكر النساء في ترك العمل... لقد تحدثنا لسنوات عن المهام المزدوجة. وما نراه الآن هو عبء أكبر».
وأشارت يي إلى أن الأمهات العاملات يبلغن عن 20 ساعة إضافية من المسؤوليات في المنزل خلال الوباء متعلقة برعاية الأطفال، إلى جانب أكثر من 40 ساعة عمل عادية في الأسبوع التقليدي. وأضافت يي: «الخسائر التي تتكبدها الأمهات العاملات حصيلة حقيقية للغاية... يمكن تحديدها كمياً».
كما حذر التقرير من أن فقدان النساء اللاتي يتمتعن بوظائف مهمة ومناصب رفيعة يمكن أن تكون له آثار على النساء في جميع مراحل حياتهن المهنية، حيث إن النساء اللاتي يشغرن مناصب رفيعة أكثر عرضة من الرجال للدفاع عن المساواة بين الجنسين والتعدد العرقي.
وقالت توماس: «أعتقد أنه من الضروري أن ندرك مدى الأهمية البالغة للاحتفاظ بتلك القيادات النسائية... الأمر لا يتعلق فقط بالأرقام، إنه يتعلق بتأثير القيادات النسائية على المنظمة أو الشركة». وأضافت توماس: «نعلم أنه عندما يكون هناك مزيد من النساء في القيادة، فإن الشركات تحقق نتائج أفضل... نحن نعلم أن للنساء تأثيراً إيجابياً للغاية على ثقافة الشركة؛ تميل الشركات إلى اتباع سياسات أكثر ملاءمة للموظفين عندما تكون هناك نساء في القيادة».
علاوة على ذلك، كُشف عن أن الأمهات يقلقن على الأرجح مرتين أكثر من الآباء من أن يُحكم على أدائهن في العمل بشكل سلبي بسبب مسؤوليات رعاية الأطفال أثناء أزمة «كورونا».


مقالات ذات صلة

امرأة تلد في سن الـ61 وتصبح أكبر أم جديدة في مقدونيا الشمالية

يوميات الشرق امرأة مع طفلها المولود (رويترز - أرشيفية)

امرأة تلد في سن الـ61 وتصبح أكبر أم جديدة في مقدونيا الشمالية

أصبحت سيدة تبلغ 61 عاماً أكبر امرأة تلد طفلاً في مقدونيا الشمالية، وفق ما أعلنت السلطات الصحية في الدولة الواقعة في منطقة البلقان الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (سكوبيي (مقدونيا الشمالية))
شؤون إقليمية رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الحليف الأقرب لإردوغان متحدثاً أمام نواب حزبه بالبرلمان الثلاثاء (حزب الحركة القومية)

حليف إردوغان يؤكد دعوة أوجلان للبرلمان ويتخلى عن إطلاق سراحه

زاد رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الجدل المثار حول دعوته زعيم حزب العمال الكردستاني السجين عبد الله أوجلان للحديث بالبرلمان وإعلان حل الحزب وانتهاء الإرهاب

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
يوميات الشرق جانب من جلسة في دورة سابقة لمنتدى المرأة العالمي في دبي (الشرق الأوسط)

منتدى المرأة العالمي ينطلق اليوم في دبي ويناقش دورها في 3 محاور رئيسية

ينطلق منتدى المرأة العالمي دبي 2024 اليوم ويناقش محاور رئيسية ذات أبعاد استراتيجية تتعلق بدور المرأة العالمي ويبحث اقتصاد المستقبل والمسؤوليات المشتركة.

مساعد الزياني (دبي)
شؤون إقليمية إردوغان خلال استقباله الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته بالقصر الرئاسي في أنقرة الاثنين (الرئاسة التركية)

إردوغان بحث مع روته القضايا الأمنية والإقليمية المهمة لـ«الناتو»

بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته عدداً من الملفات الأمنية والقضايا التي تهم الحلف.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
يوميات الشرق في عام 2023 قُتلت امرأة كل 10 دقائق على يد شريكها أو فرد من عائلتها (أ.ف.ب)

3 سيّدات يروين لـ«الشرق الأوسط» رحلة الهروب من عنف أزواجهنّ

«نانسي» و«سهى» و«هناء»... 3 أسماء لـ3 نساءٍ كدن يخسرن حياتهنّ تحت ضرب أزواجهنّ، قبل أن يخترن النجاة بأنفسهنّ واللجوء إلى منظّمة «أبعاد».

كريستين حبيب (بيروت)

اليونيسكو تُدرج الورد الطائفي في التراث غير المادي

تسجيل «الورد الطائفي» لدى اليونيسكو يعكس قيمته بعدّه أحد عناصر الثقافة السعودية (الشرق الأوسط)
تسجيل «الورد الطائفي» لدى اليونيسكو يعكس قيمته بعدّه أحد عناصر الثقافة السعودية (الشرق الأوسط)
TT

اليونيسكو تُدرج الورد الطائفي في التراث غير المادي

تسجيل «الورد الطائفي» لدى اليونيسكو يعكس قيمته بعدّه أحد عناصر الثقافة السعودية (الشرق الأوسط)
تسجيل «الورد الطائفي» لدى اليونيسكو يعكس قيمته بعدّه أحد عناصر الثقافة السعودية (الشرق الأوسط)

أعلن الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة، رئيس مجلس إدارة هيئة التراث، رئيس اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، عن نجاح السعودية في تسجيل «الممارسات الثقافية المرتبطة بالورد الطائفي» في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو».

وأكّد وزير الثقافة السعودي أن الدعم غير المحدود الذي يحظى به القطاع الثقافي السعودي بمختلف مكوناته من قِبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، ساعد على تعزيز حضور الثقافة السعودية في العالم، مضيفاً: «يعكس هذا التسجيل جهود المملكة الحثيثة في حماية الموروث الثقافي غير المادي، وضمان استدامته ونقله للأجيال القادمة».

وجاء تسجيل الورد الطائفي بملفٍ وطنيٍ مشتركٍ بقيادة هيئة التراث، وبالتعاون مع اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، والوفد الدائم للمملكة لدى اليونيسكو، لينضم إلى قائمة عناصر التراث الثقافي غير المادي السعودية المُسجلة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لليونيسكو، وهي: العرضة السعودية، والمجلس، والقهوة العربية، والصقارة، والقط العسيري، والنخلة، وحياكة السدو، والخط العربي، وحِداء الإبل، والبن الخولاني السعودي، والنقش على المعادن، والهريس.

ويُعد الورد الطائفي عنصراً ثقافياً واجتماعياً يرتبط بحياة سكان الطائف، حيث تُمثّل زراعته وصناعته جزءاً من النشاط اليومي الذي ينعكس على الممارسات الاجتماعية والتقليدية في المنطقة، ويمتد تاريخ زراعة الورد الطائفي إلى مئات السنين، إذ يعتمد سكان الطائف على زراعته في موسم الورد السنوي، ويجتمع أفراد المجتمع في حقول الورود للمشاركة في عمليات الحصاد، التي تُعد فرصة للتواصل الاجتماعي، ونقل الخبرات الزراعية بين الأجيال.

وتُستخدم منتجات الورد الطائفي، وخصوصاً ماء الورد والزيوت العطرية في المناسبات الاجتماعية والتقاليد المحلية، مثل تعطير المجالس وتقديم الضيافة، مما يُبرز دورها في تعزيز الروابط الاجتماعية، كما يُعد مهرجان الورد الطائفي السنوي احتفالاً اجتماعياً كبيراً يجتمع خلاله السكان والزوّار للاحتفاء بهذا التراث، حيث يعرض المجتمع المحلي منتجاته، ويُقدم فعاليات تُبرز الفخر بالهوية الثقافية.

ويعكس تسجيل «الورد الطائفي» لدى اليونيسكو قيمة هذا العنصر بعدّه أحد عناصر الثقافة السعودية، إلى جانب إسهامه في تعزيز فهم العالم للعلاقات الوثيقة بين التراث الثقافي والممارسات الاجتماعية، ويأتي ذلك في ظل حرص هيئة التراث على ضمان استدامة هذا الإرث الثقافي، كما يعكس حرصها على ترسيخ التبادل الثقافي الدولي بعدّه أحد مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة «رؤية المملكة 2030».