ضعف البنية التحتية يهدر 33 % من فرص الاستثمارات الدولية

TT

ضعف البنية التحتية يهدر 33 % من فرص الاستثمارات الدولية

في وقت دعت فيه مجموعة الفكر التابعة لمجموعة العشرين برئاسة السعودية أمس الثلاثاء الحكومات إلى تعظيم توفير الأموال اللازمة للاستثمار في البنية التحتية كحاجة ملحة للنمو الاقتصادي، أشار فريق الاستثمار في البنية التحتية في المجموعة إلى أن ضعف الاستثمار الحكومي في البنية التحتية أهدر أكثر من 33 في المائة من الاستثمارات في العالم.
وقال رئيس الفريق الدكتور رجا المرزوقي لـ«الشرق الأوسط»: «إن أهداف التنمية المستدامة الـ17 التي وضعتها الأمم المتحدة في عام 2015 وتعمل دول العالم لتحقيقها، تحتاج إلى استثمارات ضخمة في البنية التحية، حيث قدّر صندوق النقد الدولي إجمالي حجم الاستثمارات في البنية التحتية المطلوبة لتحقيق مستهدفات الأمم المتحدة على مستوى أكثر من 112 دولة في العالم، بنحو 12 تريليون دولار من 2019 إلى 2030، أي بما يعادل تريليون دولار سنوياً، مما يشكل 36 في المائة من إجمالي الدخل القومي الإجمالي لهذه الدول».
وأوضح المرزوقي أن الندوة التي أقامها فريق الاستثمار في البنية التحية افتراضيا أمس، بحثت أوجه تحديد وتقييم احتياجات البنية التحتية وفرص الاستثمار بناء على فعاليتها واستدامتها وتنميتها الاقتصادية، وسبل تطبيق الأطر المبتكرة لسد الفجوة في الاستثمارات بغية تعزيز البنية التحتية المستدامة في ظل الحاجة للبنية التحية وتأثيرها ودورها في رفع مستوى الكفاءات الاقتصادية، بالإضافة إلى تأثيرها على تخفيض تكاليف القطاع الخاص وتحسين حياة الناس ما ينعكس إيجاباً على الرفاه الاقتصادي.
ووفق المرزوقي، بحثت الندوة الافتراضية أمس، الفجوة بين الحاجة للاستثمار في البنية التحتية والأموال المتاحة لدى الحكومات، وارتفاع الديون على الحكومات والحاجة إلى فتح المجال أمام القطاع الخاص، ليزيد استثماره في البنية التحتية، فضلاً عن بحث آلية رفع الكفاء الاقتصادية وتحسين أداء الاستثمار العام والخاص في البنية التحتية، من خلال نظام الحوكمة الفاعل والمحاسبة الدقيقة ووجود البناء المؤسسي المناسب.
وبحثت الندوة كذلك وفق المرزوقي، أزمة «كورونا» وتأثيرها على الاقتصادات والحاجة للاستثمار في رفع الطاقة الاستيعابية للبنية التحتية حتى تتعامل مع الأزمات مثل كورونا، مع بحث دور المنظمات المجتمعية الدولية والقطاعية للمساهمة في تحسين كفاءة الاستثمار في البنية التحتية ودورها في الرقابة على المستوى العالمي وفق أفضل الطرق والممارسات الدولية لدعم الدول الأقل نمواً.
وأفصحت مجموعة الفكر المنضوية تحت مجموعة العشرين عن الحاجة لتلبية الطلب المتنامي عليها ولتقليص الفجوات بين اقتصاديات الدول المتقدمة والناشئة، داعية إلى أهمية الاستثمار في البنية التحتية، في ظل التحديات الرئيسية لهذه الاستثمارات في التمويل المستمر لمثل هذه المشاريع الكبيرة وتشجيع الاستثمارات المستدامة في البنية التحتية والقادرة على التأقلم مع تغيّر المناخ، مشددة على أن العديد من الدول تحتاج إلى تحسين فرص الوصول إلى الخدمات الأساسية وتحسين مدى ترابطها على المستوى العالمي.
وناقشت الندوة العقبات الرئيسية وفرص تحسين استثمارات القطاعين العام والخاص في البنية التحتية، حيث سيعمل الفريق على تحديد التغييرات الضرورية التي ينبغي إجراؤها في القطاع العام بغية تحسين بيئة الاستثمار لتحفيز زيادة الاستثمار الداخلي والخارجي في البنية التحتية، بالإضافة إلى ذلك، سيركز الفريق على الإجراءات التي ستسهل الاستثمار في البنية التحتية بين أقل البلدان نموا والبلدان النامية الأكثر تقدما.
وتضمنت محاور الندوة كذلك كلا من الحلول المطلوبة لمواجهة التحديات الناشئة عن التوسع الحضري السريع وسبل تعزيز مشاركة القطاع الخاص في تمويل مشاريع البنية التحتية طويلة الأجل، بجانب حوكمة استثمارات البنية التحتية، واعتماد المعايير العالمية للمشاريع المستدامة، فضلاً عن مناقشة معوقات البنية التحتية في الدول الأقلّ نموّاً، مشددة على ضرورة تعزيز الأطر المبتكرة التي تساعد على سد فجوة الاستثمارات من أجل البنية التحتية المستدامة والمرنة.


مقالات ذات صلة

السعودية تُحقق قفزة جديدة في حجم إنتاج لحوم الدواجن خلال النصف الأول

الاقتصاد إحدى مزارع إنتاج الدواجن في السعودية (الشرق الأوسط)

السعودية تُحقق قفزة جديدة في حجم إنتاج لحوم الدواجن خلال النصف الأول

حققت السعودية قفزة جديدة في حجم إنتاج لحوم الدواجن خلال النصف الأول من 2024، بتسجيلها رقماً قياسياً بلغ 558 مليون كيلوغرام.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ميناء جدة الإسلامي (الشرق الأوسط)

السعودية تطبق نظاماً جمركياً دولياً لتسهيل الاستيراد المؤقت للسلع

بدأت السعودية في تطبيق نظام جمركي دولي يسهّل عملية الاستيراد المؤقت للسلع لمدة عام واحد على الأكثر، دون الحاجة إلى دفع أي رسوم أو ضرائب.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج ولي العهد السعودي يعلن إطلاق «مؤسسة الرياض غير الربحية» وتشكيل مجلس إدارتها

ولي العهد السعودي يعلن إطلاق «مؤسسة الرياض غير الربحية» وتشكيل مجلس إدارتها

أطلق الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء، ورئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمدينة الرياض، الخميس، «مؤسسة الرياض غير الربحية».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد الخريف يتحدث مع الأكاديميين والطلبة في جامعة كولومبيا (واس)

الخريف يستعرض في جامعة كولومبيا رحلة التحول في الصناعة والتعدين بالسعودية

استعرض وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف، خلال لقاء تفاعلي عقد مع الأكاديميين والطلبة في مقر جامعة كولومبيا، رحلة التحوّل في الصناعة والتعدين بالسعودية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد جانب من فعالية الإعلانات الرقمية التابعة لمجلس المحتوى الرقمي بالرياض مؤخراً (الشرق الأوسط)

إيرادات الإعلانات الرقمية تتسرب خارج السعودية... فهل من استراتيجية لوقفها؟

في ظل ما تعيشه أنشطة الإعلانات الرقمية في السعودية من انتعاش متزايد مما يتطلب الاستفادة القصوى من هذا القطاع على الاقتصاد الوطني.

بندر مسلم (الرياض)

وزارة الخزانة الأميركية: النظام المصرفي قوي والفائدة في طريقها للانخفاض

وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين تتحدث في مبنى الكابيتول بواشنطن (رويترز)
وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين تتحدث في مبنى الكابيتول بواشنطن (رويترز)
TT

وزارة الخزانة الأميركية: النظام المصرفي قوي والفائدة في طريقها للانخفاض

وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين تتحدث في مبنى الكابيتول بواشنطن (رويترز)
وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين تتحدث في مبنى الكابيتول بواشنطن (رويترز)

تحدثت رئيسة «الاحتياطي الفيدرالي» السابقة ووزيرة الخزانة الحالية، جانيت يلين، على قناة «سي إن بي سي» عن عدة مواضيع مهمة تتعلق بالاقتصاد الأميركي، مؤكدة أن النظام المصرفي قوي ويتمتع برأسمال جيد. كما أشارت إلى أن هناك تفكيراً كبيراً حول كيفية تعزيز السيولة وتسهيل الوصول إلى نافذة الخصم التابعة للاحتياطي الفيدرالي.

وتطرقت يلين إلى سوق العمل الأميركية والتضخم، حيث أوضحت أن المؤشرات تشير إلى أننا على مسار هبوط ناعم. ورغم ذلك، لاحظت وجود تباطؤ طفيف في سوق العمل، مقارنة بالفترات السابقة.

كما بدت توقعاتها إيجابية بشأن أسعار الفائدة، وقالت: «يبدو أن هناك توقعات بين أعضاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي بأن أسعار الفائدة سوف تنخفض. وبمرور الوقت، إذا استمررنا على هذا المسار، فسوف تنخفض الأسعار إلى مستوى محايد».

وأكدت ضرورة تقليص العجز الأميركي للحفاظ على تكاليف الفائدة ضمن الحدود المعقولة. وفي سياق التضخم، أوضحت أن القطاع الإسكاني يمثل «آخر ميل» في ارتفاع الأسعار.

وعند استعراض الماضي، ذكرت أن أكبر المخاطر كان يتمثل في احتمال ارتفاع معدل البطالة، مما استدعى اتخاذ تدابير تحفيزية. وأشارت إلى أن التضخم انخفض بشكل كبير، وأن الأجور الحقيقية، المعدلة وفقاً للتضخم، بدأت ترتفع مجدداً.

وأكدت يلين أن التضخم لا يزال أولوية قصوى لإدارة بايدن، وتحدثت عن تحسن العلاقات مع الصين، حيث وجدت طرقاً بناءة لمناقشة الاختلافات بين البلدين، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة والصين تتعاونان في المجالات الضرورية.