المطلك يحذر من «تغيير ديموغرافي» بذريعة محاربة «داعش»

نائب رئيس الوزراء العراقي يخشى أن تفجر هذه الممارسات «حربا أهلية»

المطلك يحذر من «تغيير ديموغرافي» بذريعة محاربة «داعش»
TT

المطلك يحذر من «تغيير ديموغرافي» بذريعة محاربة «داعش»

المطلك يحذر من «تغيير ديموغرافي» بذريعة محاربة «داعش»

اتهم نائب رئيس الوزراء العراقي صالح المطلك أطرافا تقاتل تنظيم داعش بـ«محاولة إجراء تغيير ديموغرافي» في المناطق التي تحررها، محذرا من حرب أهلية جديدة في العراق إذا استمرت هذه المحاولات.
وقال المطلك في تصريح أمس إن «هناك بعض القوى التي تقاتل تنظيم داعش تتصور أن بتحريرها المناطق سيكون لها استحقاق على الأرض»، مؤكدا أن «هذا انطباع خاطئ وكل من يعتقد أن هذه الأرض المحررة أصبحت حقا له عليه أن يغير رأيه لأن هذا التوجه سيفتت البلد». وأضاف المطلك قائلا: «زرت مؤخرا محافظة ديالى واستمعت لأهل العظيم وجلولاء والسعدية والنازحين فوجدت لديهم تخوفا كبيرا من موضوع التغيير الديموغرافي لمناطقهم»، مشيرا إلى أن «من يريد أن يسير بهذا النهج فإنه يريد السير باتجاه إشعال حرب أهلية في البلد». واستبعد المطلك أن «يقبل أي طرف بخوض حرب أهلية جديدة بعد الذي جرى للعراقيين»، لافتا إلى أن «المطلوب اليوم من الحكماء العرب والكرد والتركمان أن يضحي بعضهم لبعضهم».
وأوضح المطلك أن «مرحلة ما بعد (داعش) لا تقل خطورة عن هذه المرحلة، ما لم تتوفر الحكمة والمنطق والعقل والحرص على البلاد والعباد»، مؤكدا أن «أي توجه من هذا النوع لتقسيم البلاد والذي تطلقه بعض الأطراف سيكون خطرا جدا على العراق والعراقيين».
وبشأن الإصلاحات السياسية، قال المطلك إن «هناك نوايا طيبة للإصلاحات السياسية وتطبيق الاتفاقات السياسية التي تمت قبل تشكيل الحكومة»، مشددا على أن «هذه الخطوات لا تزال حتى الآن بطيئة». وأكد المطلك أن «الحد الأدنى الذي نقبل به هو إطلاق العفو العام وتحويل ملف المساءلة والعدالة إلى القضاء»، لافتا إلى أن «ذلك لا يعني أننا ننسى الأمور الأخرى التي اتفقنا عليها لكن يجب أن نبدأ بهاتين الخطوتين».
من جهته، أكد محمد الخالدي، القيادي في كتلة متحدون للإصلاح، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «المشكلة التي لا يزال يعاني منها أهالي ديالى هي أنهم بين مطرقة (داعش) وسندان بعض المحسوبين على الحشد الشعبي ممن يقومون بأعمال لا يقل بعضها عما يقوم به تنظيم داعش». وأضاف أن «الأوضاع في المحافظة لم تستقر وهناك تقصير واضح من الأجهزة الأمنية التي لم تتمكن من منع عمليات التطهير العرقي والطائفي والتغيير الديموغرافي في الكثير من المناطق في المحافظة»، مشيرا إلى أن «هناك جهودا تبذل بين شيوخ العشائر والمسؤولين من أجل تطويق هذه الأحداث والممارسات».



السعودية ومصر لوضع هيكل «مجلس التنسيق الأعلى» بين البلدين

ولي العهد السعودي والرئيس المصري خلال لقاء سابق بينهما (واس)
ولي العهد السعودي والرئيس المصري خلال لقاء سابق بينهما (واس)
TT

السعودية ومصر لوضع هيكل «مجلس التنسيق الأعلى» بين البلدين

ولي العهد السعودي والرئيس المصري خلال لقاء سابق بينهما (واس)
ولي العهد السعودي والرئيس المصري خلال لقاء سابق بينهما (واس)

تعكف الرياض والقاهرة على وضع هيكل «مجلس التنسيق الأعلى السعودي - المصري»، وفق ما أعلنه وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي. وهو ما عدَّه خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» بمثابة «خطوة على طريق تعميق التعاون بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية».

وقال عبد العاطي، في تصريحات متلفزة، مساء الخميس: «نعمل حالياً على وضع الهيكل التنسيقي للمجلس المصري - السعودي»، مؤكداً على «العلاقة الاستراتيجية الوطيدة، والتنسيق المستمر بين البلدين».

وكان الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد شهدا في ختام مباحثاتهما بالقاهرة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، التوقيع على تشكيل «مجلس التنسيق الأعلى المصري - السعودي» برئاسة الرئيس السيسي، وولى العهد السعودي.

ومنتصف الشهر الماضي، وافقت الحكومة المصرية على قرار تشكيل «مجلس التنسيق الأعلى المصري - السعودي». وأوضحت الحكومة في إفادة لها، أن «المجلس يهدف إلى تكثيف التواصل وتعزيز التعاون بين مصر والمملكة العربية السعودية في مختلف المجالات التي تهم الجانبين».

وعدَّ الإعلامي السعودي، خالد المجرشي، «مجلس التنسيق الأعلى السعودي - المصري» بمثابة «خطوة تؤكد إمكانية توسيع تكامل العلاقات بين الرياض والقاهرة، في إطار سلسلة من الخطوات التي بدأت قبل نحو عقد من الزمان».

وقال إن «المجلس يأتي في إطار بناء الآلية المستقبلية لتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، لا سيما مع توجيهات رسمية من قادة البلدين لتشجيع الاستثمار والتبادل التجاري». واستشهد المجرشي بما سبق أن قاله وزير التجارة السعودي، ماجد القصبي، عن تكليفه بتشجيع الاستثمار في مصر.

ونهاية عام 2018، قال القصبي، خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماعات «مجلس الأعمال المصري - السعودي»، إنه «تلقى تكليفاً واضحاً من ولي العهد السعودي بأن يعد نفسه وزيراً بالحكومة المصرية سعياً لتعزيز التعاون الاستراتيجي بين البلدين».

وقال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير رخا أحمد حسن، إن «وجود مجلس أعلى للتنسيق بين القاهرة والرياض من شأنه تذليل أي عقبات أمام التعاون الثنائي لا سيما أنه برئاسة الرئيس السيسي وولي العهد»، موضحاً أن «المجلس خطوة لتعميق العلاقات بين السعودية ومصر في مختلف المجالات».

بدر عبد العاطي خلال استقبال الأمير فيصل بن فرحان بالقاهرة في سبتمبر الماضي (الخارجية المصرية)

وأوضح عضو مجلس الشيوخ المصري (الغرفة الثانية بالبرلمان)، الدكتور عبد المنعم سعيد، أن «السعودية ومصر هما قبة الميزان في المنطقة، وتعزيز التعاون بينهما ضروري لمواجهة التحديات الإقليمية»، وَعَدَّ سعيد «مجلس التنسيق الأعلى المصري - السعودي»، «نقطة بداية لمواجهة التحديات، وتحقيق الاستقرار الإقليمي».

وأضاف: «لا تستطيع دولة عربية واحدة مواجهة عدم الاستقرار الإقليمي»، مشيراً إلى أن «تعميق العلاقات السعودية - المصرية من خلال (مجلس التنسيق الأعلى) من شأنه حماية القاهرة والرياض من الأخطار، وأيضاً التنسيق لمواجهة ما يحيط بالمنطقة من تحديات».

وكان وزير الخارجية المصري أكد خلال مؤتمر صحافي مع نظيره السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، في القاهرة، سبتمبر (أيلول) الماضي، أن «مجلس التنسيق الأعلى المصري - السعودي»، «سيكون مظلة شاملة لمزيد من تعميق العلاقات الثنائية بين البلدين، والدفع لآفاق التعاون بينهما في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والتنموية والاستثمارية، بما يحقق مصالح الشعبين».

ووفق بيان الحكومة المصرية، الشهر الماضي، «يتألف المجلس من عدد من الوزراء والمسؤولين من البلدين في المجالات ذات الصلة»، كما «يعقد اجتماعات دورية بالتناوب في البلدين، ويحق له عقد اجتماعات استثنائية كلما دعت الحاجة إلى ذلك». والمجلس «سيحل محل الاتفاق الخاص بإنشاء اللجنة العليا المصرية - السعودية المشتركة».