قرار ملكي أردني بحل مجلس النواب

استقالة مرتقبة للحكومة خلال أسبوع

TT

قرار ملكي أردني بحل مجلس النواب

صدر مرسوم ملكي أردني، أمس (الأحد)، بحل مجلس النواب الثامن عشر، وذلك مع انتهاء مدته الدستورية، تمهيداً لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها المقرر في العاشر من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وكانت الساحة الأردنية قد شهدت جدلاً واسعاً خلال الأسابيع الماضية، أمام عدم حسم المواقيت الدستورية لرحيل الحكومة ومجلس النواب، بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد في البلاد.
وفي حين قضت إرادة ملكية بحل مجلس النواب، بدءاً من يوم أمس، صدر مرسوم ملكي لاحق بحل مجلس الأعيان الغرفة التشريعية الثانية (مجلس الملك)، وإعادة تشكيله، برئاسة رئيس الوزراء الأسبق فيصل الفايز.
وتجبر مصادقة العاهل الأردني على قرار حل مجلس النواب حكومة عمر الرزاز على الاستقالة خلال أسبوع من تاريخ قرار حل المجلس، لتبدأ رحلة تكليف رئيس لحكومة تصريف الأعمال، إلى حين إجراء الانتخابات، والتقدم بطلب الثقة من المجلس النيابي الجديد، وسط غياب لبورصة الأسماء المرشحة لخلافة الرزاز، بخلاف مواسم سابقة كانت صالونات عمان السياسية تنشط لفرز المرشحين المقربين من القصر.
وفي حين تم استبعاد اقتراح سابق ببقاء المجلس الحالي إلى حين انتخاب المجلس الجديد، ما يزال خيار الإبقاء على احتمالات تأجيل يوم الاقتراع في ضوء تطور الحالة الوبائية لفيروس كورونا المستجد قائماً، على أن يكون الخامس والعشرين من شهر يناير (كانون الثاني) هو آخر موعد لإجراء الانتخاب.
وكانت الهيئة المستقلة للانتخاب قد انتهت من وضع خطط للتعامل مع يوم الاقتراع وقائياً، بعد تعديلات شملت تعليمات الاقتراع ضمن شروط تحقق التباعد الجسدي، وعدم الازدحام داخل مراكز الاقتراع، ومضاعفة عدد مراكز وصناديق الاقتراع، في حين منعت الهيئة المرشحين من إقامة مهرجانات خطابية، واستقبال أكثر من 20 شخصاً في المقار الانتخابية خلال مدة حملة الدعاية والإعلان.
وبحسب مصادر من الهيئة، فإن مجلس المفوضين يُخضع التعليمات التنفيذية لتسجيل المرشحين المعزولين في مناطق الحجر خلال فترة الترشح، والناخبين المعزولين بسبب فيروس كورونا والراغبين بالمشاركة يوم الاقتراع، للمراجعة حتى تتساوى فرص المنافسة للجميع، وبما يسمح للجميع بممارسة الحق الدستوري، حتى خلال أزمة انتشار فيروس كورونا.
إلى ذلك، أعلنت القوى السياسية والحزبية مشاركتها في الانتخابات المقبلة. فقد أعلن حزب جبهة العمل الإسلامي، المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين غير المرخصة، قراره بالمشاركة، في حين أن الأحزاب القومية واليسارية اقتربت من إعلان قائمتها الانتخابية في عدد من الدوائر، رغم محدودية فرص الأحزاب في المنافسة على مقاعد البرلمان.
وفي حين ترددت أسماء أقطاب نيابية تقليدية أعلنت نيتها الترشح للانتخابات المقبلة، أعلن رئيس مجلس النواب الحالي عاطف الطراونة عدم نيته خوض الانتخابات، كما أعلن انسحاب شقيقه نقيب أطباء الأسنان السابق إبراهيم الطراونة من سباق الانتخابات في دائرة محافظة الكرك (150كم جنوب البلاد).
وتجري الانتخابات النيابية المقبلة بالقانون الذي أقره مجلس النواب السابق مطلع عام 2016 الذي انقلبت فيه حكومة عبد الله النسور على قانون الصوت الواحد الذي جرت بموجبه الانتخابات النيابية منذ عام 1993 حتى عام 2013. ونص القانون الجديد على الترشح على القائمة النسبية المفتوحة عن الدائرة الانتخابية التي اعتمدت حدود المحافظات حسب التقسيم الإداري، مع منح مدن الكثافة السكانية في العاصمة والزرقاء وإربد دوائر أكثر، وتحديد 15 مقعداً مخصصة للنساء، من 130 مقعداً للمجلس.
وشهد قرار إجراء الانتخابات النيابية هذا العام تجاذبات واسعة داخل مراكز القرار، بعد أن طالب رئيس الوزراء عمر الرزاز بالتمديد للمجلس الحالي مدة عام، ليتمكن من إكمال برنامجه الاقتصادي، لكن أطرافاً أخرى أكدت أولوية إجراء الانتخابات بصفتها استحقاقاً دستورياً، وهو ما أكدته الهيئة المستقلة للانتخاب التي استمر عملها طيلة فترة الحظر الشامل الذي شهدته البلاد من منتصف مارس (آذار) حتى نهاية يونيو (حزيران).
وكان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، خلال لقائه برئيس الهيئة المستقلة للانتخاب والمفوضين الأسبوع قبل الماضي، قد شدد على أن الانتخابات النيابية ستجرى في ظروف استثنائية بسبب وباء كورونا، لافتاً إلى أنه في كل مرة، ورغم الظروف المحيطة، تتجه بلاده نحو إجراء الانتخابات.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.