خالد زكي: انتقاء أدواري بعناية يؤثر عليَّ مادياً

الفنان المصري خالد زكي
الفنان المصري خالد زكي
TT

خالد زكي: انتقاء أدواري بعناية يؤثر عليَّ مادياً

الفنان المصري خالد زكي
الفنان المصري خالد زكي

قال الفنان المصري خالد زكي، إنه لم يتطلع في أي وقت للانفراد بالبطولة المطلقة في السينما أو التلفزيون، لكنه راهن بشكل أكبر على البطولة الجماعية، التي تعد أحد عناصر نجاح العمل الفني، وأكد زكي في حواره مع «الشرق الأوسط»، أن فيلم «طباخ الرئيس» الذي جسد فيه شخصية رئيس الجمهورية لقي صدى واسعاً، وأن الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، طلب مشاهدة الفيلم، وأشاد بأدائه أمام الفنان الراحل طلعت زكريا.
ويشارك الفنان خالد زكي في بطولة مسلسل «قوت القلوب» الذي يُعرض الجزء الثاني منه حالياً على شاشة قناة «الحياة» المصرية، ويجسد من خلاله شخصية رجل الأعمال «جابر طاحون»، الذي يتورط في قتل زوج الممرضة التي أنقذت حياته، ويسعى طوال الحلقات لتعويضها هي وأولادها عن جريمته، ليتخلص من ماضيه الذي قضاه في تجارة السلاح والمخدرات، فيحاول التكفير عن أخطاء وجرائم ارتكبها في حق الآخرين.
وعن أسباب حماسه لتقديم المسلسل، يقول زكي: «مسلسل (قوت القلوب) عمل قوي، وأنا أنظر للعمل ككل، قبل أن أركز فيه على دوري، لأنه إذا كان قوياً سوف يساهم في نجاح الجميع، وقد أعجبتني شخصية (جابر طاحون) بتحولاتها الدرامية، بجانب وجود عناصر العمل المميزة على غرار مجدي أبو عميرة والفنانة ماجدة زكي، والسيناريو الجيد للمؤلف محمد الحناوي، وبقية الفنانين والفنيين والإنتاج، أما تقديم جزء ثانٍ من أي عمل فيشترط أن يحتمل النص ذلك، وبالفعل هذا المسلسل يحتمل جزءاً ثانياً، ونجح المسلسل منذ بداية عرضه في اجتذاب المشاهدين، لكن هناك مسلسلات أخرى لا تحتمل أجزاء ثانية».
ويرى أن نجاح الجزء الثاني من المسلسل أكثر من الأول، يحدث في حالات نادرة، مثلما حدث في مسلسل «الشهد والدموع» الذي كتبه الراحل أسامة أنور عكاشة خلال فترة الثمانينات من القرن الماضي، وكان هذا استثناء نادراً لعمل يعد من الأعمال الخالدة في تاريخ الدراما التلفزيونية، وقد حصلت عن دوري به على العديد من الجوائز.
واشتهر خالد زكي بتقديم الأعمال الرومانسية في مسلسلات عدة، لكنه يقول: «رغم أنني قدمت في بداياتي الفنية الكثير من الأعمال الرومانسية، إلا أنني شخصياً لم أحبها بشكل كبير، وبذلت جهداً لكي أخرج من سجن هذه الأدوار، وتمردت عليها، لأن براعة الممثل تكمن في التنقل بين الشخصيات والأدوار المتباينة، لكن لو عرض عليَّ عمل رومانسي الآن سأقدمه بالتأكيد، لأنني لن أقدم أدواراً مركبة طوال الوقت، كما لا أحب تقديم نمط واحد من الأداء».
وقدم زكي أكثر من 350 بطولة في السينما والتلفزيون والمسرح، ويراها كلها قريبة إلى قلبه، موضحاً: «كل عمل قدمته جاء نتيجة انتقاء شديد فلم أقدم عملاً لمجرد الوجود، أو الانتشار، لكنني كنت أنتقي أعمالي جيداً، ورغم أن ذلك كان يؤثر عليَّ مادياً في أحيان كثيرة، فإنه لم يغير قناعاتي الشخصية، وما زلت حتى الآن أسير على النهج نفسه، بل وتزداد المسؤولية كلما كبرت».
ويؤمن زكي بالبطولة الجماعية، ولا يهتم بالبطولة المطلقة، فهو على قناعة بأنه كلما زاد أبطال العمل ازداد نجاحه، وقويت المنافسة ليقدم كل منهم أفضل ما لديه.
ولفت زكي الأنظار إليه بموهبته ووسامته منذ التحاقه بمعهد الفنون المسرحية، وجاء أول أفلامه «مدرسة المراهقين» أمام النجمين فؤاد المهندس وشويكار، «كنت طالباً بالفرقة الثانية، وفوجئت بترشيح المخرج أحمد فؤاد لي لأقف أمام هذين النجمين الكبيرين اللذين سانداني بقوة، وأزالا رهبة اللقاء الأول عني، وربطت بيننا صداقة، وكنا نتحدث بشكل متواصل أنا والفنانة شويكار قبل رحيلها عن عالمنا».
ويؤكد زكي أنه ابتعد طويلاً عن السينما، بسبب رفضه تقديم أعمال غير هادفة، «لم أقبل إلا الأدوار التي تساهم في نجاح مسيرتي الفنية، حتى عرضت عليَّ المخرجة ساندرا نشأت، الظهور كضيف شرف في فيلم (ملاكي الإسكندرية)، وتحمست للعمل الذي نجح بشكل كبير، وتوالت من بعده أفلام أعتز بها مثل (فتح عينك) و(الشياطين) و(طباخ الرئيس)».
وقدم خالد زكي شخصيات اتسمت بالجدية في أعماله الدرامية مثل شخصية «رئيس المخابرات» في مسلسل «هوانم جاردن سيتي»، كما جسد أمام عادل إمام شخصية وزير الداخلية في مسلسل «صاحب السعادة»، ولواء شرطة في فيلم «السفارة في العمارة»، ويرى زكي أن عادل إمام نجم عالمي بكل المقاييس، ويقول: «شرفت وسعدت بالعمل معه مرتين، وكانا عملين ناجحين جداً، فالأستاذ عادل يضفي أجواء جميلة أثناء التصوير».
أما فيلم «طباخ الرئيس»، فقدم زكي من خلاله شخصية «رئيس الجمهورية»، ولفت أنظار النقاد بأدائه الواثق وتعبيره عن أدق الانفعالات، وهو فيلم يعتز به كثيراً، مؤكداً: «حصلت على جوائز عديدة محلية، ومن مهرجانات دولية، عن هذا الفيلم الذي يعرض كثيراً على شاشات القنوات الفضائية، ويجد صدى لدى الجمهور، وهو أول عمل في تاريخ السينما المصرية يقدم شخصية الرئيس بشكل جاد جداً، والحقيقة أن الفيلم توافرت له كافة عناصر النجاح من السيناريو المتميز الذي كتبه المؤلف يوسف معاطي، والإخراج الرائع للمخرج سعيد حامد، وكامل فريق العمل، وتطلب هذا الدور مجهوداً كبيراً مني، فكل لحظة صمت لها معنى وتتطلب أداءً مناسباً، وقد طلب مبارك مشاهدته، وأبدى إعجابه بالفيلم وبدوري. ومنذ فيلم (طباخ الرئيس)، أي منذ 12 عاماً، لم أشارك في أي أفلام سينمائية، لأنني أرفض تقديم الأدوار الهامشية».
يعترف زكى بأن الممثل قد لا يتمكن من التخطيط لمشواره، لأن الإنتاج ليس بيده، لكنه يستطيع أن يرفض الأعمال التي لا تضيف له، ولا تحقق أي صدى سوى في حسابه البنكي، لكنها تخصم من رصيده لدى الجمهور، وهذا اختيار البعض، لكني أرى أن حب الجمهور أهم من ملايين الجنيهات.
هناك شخصيات عديدة ساهمت في نجاح مشوار الفنان خالد زكي، يدين لأصحابها بالفضل، ويقول: «أدين في نجاحي لله سبحانه وتعالى أولاً، ثم لوالديّ رحمهما الله، وزوجتي وأولادي، فقد كانوا جميعاً ورائي في كل خطوة ناجحة خطوتها، كما أدين بنجاحي لكل من تعاملت معهم من مؤلفين ومخرجين ومنتجين، ويبقى حب الجمهور الحصاد المهم في رحلة الفنان الذي يجب أن يواصل تطوير ذاته وموهبته».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.