ترميم 55 ألف قطعة أثرية بالمتحف المصري الكبير

حصل على «الأيزو» في السلامة المهنية

آثاريون يرممون قطعاً نادرة بمركز ترميم المتحف المصري الكبير (الشرق الأوسط)
آثاريون يرممون قطعاً نادرة بمركز ترميم المتحف المصري الكبير (الشرق الأوسط)
TT

ترميم 55 ألف قطعة أثرية بالمتحف المصري الكبير

آثاريون يرممون قطعاً نادرة بمركز ترميم المتحف المصري الكبير (الشرق الأوسط)
آثاريون يرممون قطعاً نادرة بمركز ترميم المتحف المصري الكبير (الشرق الأوسط)

يسابق مرممو الآثار المصريون الزمن للانتهاء من ترميم القطع الأثرية المقرر عرضها في المتحف المصري الكبير، والذي من المنتظر أن يتم افتتاحه للجمهور في العام المقبل.
وقال اللواء عاطف مفتاح، المشرف على مشروع المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة به، في تصريحات صحافية اليوم إن «تحدي الترميم هو واحد من أهم التحديات التي تواجه مشروع المتحف المصري الكبير، حيث يعمل مرممو الآثار في مركز الترميم التابع للمتحف على إعادة الملامح للقطع الأثرية، وإعادتها إلى أصلها، مستخدمين أحدث تقنيات ووسائل الترميم، لتصبح هذه القطع جاهزة للعرض في المتحف المصري الكبير»، مشيرا إلى أن «المتحف استقبل حتى الآن حوالي 55 ألف قطعة، تم ترميم نحو 54900 قطعة أثرية منها».
وأضاف مفتاح أن «مركز ترميم المتحف المصري الكبير هو أكبر مركز للترميم في منطقة الشرق الأوسط من حيث الحجم، والتجهيزات، وعدد القطع الأثرية التي يتم العمل عليها، ومهارة المرممين المصريين»، موضحاً أن «العمل على ترميم القطع الأثرية يبدأ فور وصولها، وقد استقبل المتحف حتى الآن نحو 90 في المائة من معروضاته».

وأوضح الدكتور عيسى زيدان، مدير الترميم بالمتحف المصري الكبير، لـ«الشرق الأوسط»، أن «المتحف استقبل 54 ألف قطعة أثرية، إضافة إلى 1065 قطعة أخرى من مركب خوفو الثانية»، مشيراً إلى أن «مجموعة آثار توت عنخ آمون تعد من أهم القطع التي استقبلها المتحف، حيث تسلم حتى الآن 5390 قطعة أثرية، تم ترميم معظمها».
وتعمل مرممة الآثار منى ناصف على ترميم واحدة من قلادات الفرعون الذهبي توت عنخ آمون داخل معمل الخزف والزجاج والمعادن بمركز الترميم، وتقول لـ«الشرق الأوسط» إن «عملها يعتمد على إعادة القطعة لأصلها من خلال دراسة الوثائق الأثرية الخاصة بتسجيل القطعة عند اكتشافها».
وتعد كنوز الفرعون الذهبي توت عنخ آمون من أهم مقتنيات المتحف المصري الكبير، حيث ستعرض كاملة للمرة الأولى في قاعة واحدة مساحتها 75000 متر مربع، ويعمل المرممون الأثريون على ترميم هذه القطع تمهيدا لعرضها.
وقال مفتاح إن «فريق المرممين حقق إنجازاً غير مسبوق، ونجح، بعد شهرين من العمل المتواصل، في ترميم الصدرية الجلدية الخاصة بالملك توت عنخ آمون، لأول مرة منذ اكتشافها على يد عالم الآثار الإنجليزي هيوارد كارتر هام 1922»، مشيراً إلى أن «هذه القطع لم تعرض من قبل وكانت مخزنة بمخازن المتحف المصري بالتحرير لسوء حالتها، حيث كانت تعاني من التلف الشديد، وكانت معظم الوحدات الجلدية منفصلة عن الأرضية الكتانية».

وأضاف مفتاح أن «فريق الترميم المصري اقترب من الانتهاء من ترميم تابوت توت عنخ آمون، والذي تم نقله إلى المتحف الكبير، من مقبرة الملك الشاب بالأقصر العام الماضي»، مشيرا إلى أن «كارتر حاول نقل التابوت لكنه فشل، ليبقى التابوت في المقبرة قرابة المائة عام، وهو ما أثر على حالته نتيجة البخار الناتج من الزيارات السياحية».
وقال زيدان إن «هناك الكثير من التحديات التي تواجه عملية الترميم خصوصاً مجموعة آثار توت عنخ آمون، والتي كان معظمها موجوداً في المخازن، حيث لم يُعرض بالمتحف المصري بالتحرير سوى ألفي قطعة، لكن فريق المرممين المتميز استطاع التغلب على هذه التحديات بالأسلوب العلمي الدقيق».
وافتتح مركز ترميم المتحف المصري الكبير عام 2010 كجزء من المرحلة الأولى والثانية من مشروع المتحف المصري الكبير الذي تم وضع حجر أساسه في عام 2002. وحصل اليوم على شهادة اعتماد المواصفات الدولية القياسية لنظام إدارة السلامة والصحة المهنية الأيزو (ISO) والتي يقتضي الحصول عليها الالتزام بأساليب معينة في السلامة والصحة المهنية والتخطيط وتقييم الأداء.
وقال مفتاح إن «هذه الشهادة تحمل مركز الترميم مسؤولية إضافية، فلم يعد من المقبول الآن السكوت على أي هفوات كانت تحدث في السابق».


مقالات ذات صلة

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) يصافح رئيس الحكومة الآيرلندية سيمون هاريس خلال زيارة إلى دبلن (أ.ف.ب)

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

أعلنت وزارة الخارجية المصرية استعادة مجموعة من القطع الأثرية من آيرلندا، وذلك عقب الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الآيرلندية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

عقد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري اجتماعاً، الأحد، لاستعراض إجراءات الطرح العالمي لتخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق إناء شرب على شكل رأس بيس من واحة الفيوم في مصر يعود إلى العصر البطلمي - الروماني (القرن الرابع قبل الميلاد - القرن الثالث الميلادي)... (جامعة جنوب فلوريدا)

كوكتيلات مخدرة وطقوس سحرية: كشف أسرار أكواب المصريين القدماء

كشف الباحثون عن استخدام أكواب خاصة لتقديم مزيج من العقاقير المخدرة، والسوائل الجسدية، والكحول.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
يوميات الشرق كلب ضال أمام هرم خوفو في منطقة أهرامات الجيزة (أ.ف.ب)

بفضل «أبولو»... «كلاب الأهرامات» تجذب السياح وتنشِّط المبيعات

مقطع مصور غير اعتيادي لكلب يتسلق الهرم يجذب الزوار والسائحين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

علاج فعّال يساعد الأطفال على التخلص من الكوابيس

العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
TT

علاج فعّال يساعد الأطفال على التخلص من الكوابيس

العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)

كشفت دراسة أميركية أن علاجاً مبتكراً للأطفال الذين يعانون من الكوابيس المزمنة أسهم في تقليل عدد الكوابيس وشدّة التوتر الناتج عنها بشكل كبير، وزاد من عدد الليالي التي ينام فيها الأطفال دون استيقاظ.

وأوضح الباحثون من جامعتي أوكلاهوما وتولسا، أن دراستهما تُعد أول تجربة سريرية تختبر فاعلية علاج مخصصٍ للكوابيس لدى الأطفال، ما يمثل خطوة نحو التعامل مع الكوابيس كاضطراب مستقل، وليس مجرد عَرَضٍ لمشكلات نفسية أخرى، ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «Frontiers in Sleep».

وتُعد الكوابيس عند الأطفال أحلاماً مزعجة تحمل مشاهد مخيفة أو مؤلمة توقظ الطفل من نومه. ورغم أنها مشكلة شائعة، فإنها تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية والجسدية للأطفال، إذ تُسبب خوفاً من النوم، والأرق، والاستيقاظ المتكرر، وهذه الاضطرابات تنعكس سلباً على المزاج، والسلوك، والأداء الدراسي، وتزيد من مستويات القلق والتوتر.

ورغم أن الكوابيس قد تكون مرتبطة باضطرابات نفسية أو تجارب مؤلمة، مثل اضطراب ما بعد الصدمة، فإنها لا تختفي بالضرورة مع علاج تلك المشكلات، ما يتطلب علاجات موجهة خصيصاً للتعامل مع الكوابيس كاضطراب مستقل.

ويعتمد العلاج الجديد على تعديل تقنيات العلاج المعرفي السلوكي واستراتيجيات الاسترخاء وإدارة التوتر، المستخدمة لدى الكبار الذين يعانون من الأحلام المزعجة، لتناسب الأطفال.

ويتضمّن البرنامج 5 جلسات أسبوعية تفاعلية مصمّمة لتعزيز فهم الأطفال لأهمية النوم الصحي وتأثيره الإيجابي على الصحة النفسية والجسدية، إلى جانب تطوير عادات نوم جيدة.

ويشمل العلاج أيضاً تدريب الأطفال على «إعادة كتابة» كوابيسهم وتحويلها إلى قصص إيجابية، ما يقلّل من الخوف ويعزز شعورهم بالسيطرة على أحلامهم.

ويستعين البرنامج بأدوات تعليمية مبتكرة، لتوضيح تأثير قلّة النوم على الأداء العقلي، وأغطية وسائد، وأقلام تُستخدم لكتابة أفكار إيجابية قبل النوم.

وأُجريت التجربة على 46 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 6 و17 عاماً في ولاية أوكلاهوما الأميركية، يعانون من كوابيس مستمرة لمدة لا تقل عن 6 أشهر.

وأظهرت النتائج انخفاضاً ملحوظاً في عدد الكوابيس ومستوى التوتر الناتج عنها لدى الأطفال الذين تلقوا العلاج مقارنة بالمجموعة الضابطة. كما أُبلغ عن انخفاض الأفكار الانتحارية المتعلقة بالكوابيس، حيث انخفض عدد الأطفال الذين أظهروا هذه الأفكار بشكل كبير في المجموعة العلاجية.

ووفق الباحثين، فإن «الكوابيس قد تُحاصر الأطفال في دائرة مغلقة من القلق والإرهاق، ما يؤثر سلباً على حياتهم اليومية»، مشيرين إلى أن العلاج الجديد يمكن أن يُحدث تحولاً كبيراً في تحسين جودة حياة الأطفال.

ويأمل الباحثون في إجراء تجارب موسعة تشمل أطفالاً من ثقافات مختلفة، مع دراسة إدراج فحص الكوابيس بوصفها جزءاً من الرعاية الأولية للأطفال، ما يمثل خطوة جديدة في تحسين صحة الأطفال النفسية والجسدية.