جاءت تصريحات المبعوث الأميركي الخاص بأفغانستان، زلماي خليل زاده، حول فرص نجاح مفاوضات السلام بين طالبان والحكومة الأفغانية الجارية حاليا في العاصمة القطرية الدوحة، فيما قتل عشرات من أفراد قوات الأمن الأفغانية أو أصيبوا في مختلف أنحاء البلاد في هجمات الحركة المسلحة التي لم تتوقف.
ومع تصاعد العنف في مختلف أنحاء البلد الذي تمزقه الحروب منذ عشرات السنين، ذكر خليل زاده أن حركة طالبان لن تقبل بوقف إطلاق نار شامل ودائم حتى التوصل إلى تسوية سياسية مع الحكومة الأفغانية. وقال «أعتقد أنهم يمكنهم تقليص العنف. لقد قالوا إنهم سيدرسون ذلك، اعتمادا على طبيعة الاقتراح. الحكومة تؤيد ذلك أيضا».
وفي حديثه إلى قناة «بي.بي.إس» التلفزيونية الأميركية ليلة الجمعة، قال خليل زاده إن المسلحين ربما يقلصون هجماتهم في الوقت ذاته. وبسؤاله عما إذا كان المسلحون لم يقطعوا بشكل علني بعد علاقتهم مع شبكة «القاعدة»، وفقا لما نص عليه اتفاقهم مع الولايات المتحدة، قال خليل زاده إن واشنطن ستقيم الوضع في الشهرين المقبلين، بعد أن تراجع عدد أفراد قواتها في أفغانستان إلى ما بين أربعة آلاف وخمسة آلاف من عددها الحالي وهو 8500.
وقتلت طالبان 28 فردا من القوات الأمنية يوم الأربعاء الماضي فقط في إقليم أوروزجان جنوب أفغانستان حتى بعد أن ألقوا أسلحتهم. وأعلنت طالبان أمس السبت أنها قتلت عددا من أفراد القوات في إقليمي باميان وسط البلاد وباداخشان شمال شرقي البلاد. ونشر متحدث باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد أيضا صورا لمقاتلي الحركة في إقليم بانجشير شمال شرقي البلاد وهي منطقة كانت تعتبر مركزا للمقاومة ضد طالبان خلال تسعينات القرن الماضي.
ولم تتمكن الفرق الأفغانية بعد من وضع اللمسات الأخيرة لوسيلة للمفاوضات حتى بعد أسبوعين من محادثات في العاصمة القطرية، الدوحة. وقال رئيس وزراء باكستان، عمران خان للرئيس الأفغاني، أشرف غني في محادثة هاتفية إن بلاده تدعم وقف إطلاق النار، وهو المطلب الرئيسي للحكومة الأفغانية في محادثات السلام، طبقا لبيان صدر مساء أمس الجمعة.
وأمس قتل قائد بالشرطة المحلية في هجوم شنته طالبان في إقليم باداخشتان الليلة الماضية، طبقا لما ذكرته قناة «طلوع نيوز» التلفزيونية أمس السبت، نقلا عن المتحدث باسم قائد شرطة الإقليم، سناء الله روحاني. وأضاف المتحدث أن قائد الشرطة يدعى غازي شهيد. ووقع الهجوم في مدينة فايز آباد، عاصمة الإقليم، بعد أن هاجمت الحركة المتمردة نقاط تفتيش تابعة لما تعرف بـ«قوات الانتفاضة الشعبية»، طبقا لما ذكره روحاني، مضيفا أن «واحدا من رجاله أصيب أيضا في الاشتباكات».
وتابع أن «الاشتباكات استمرت لمدة ساعة وصدت قوات الأمن هجوم طالبان». وأضاف «قتل أربعة من طالبان في الاشتباكات وأصيب 5 آخرون». ولم تعلق حركة طالبان على الهجوم، الذي وقع رغم محادثات سلام بين الحكومة الأفغانية وطالبان في العاصمة القطرية مؤخرا.
«طالبان» مستمرة في عملياتها العسكرية رغم محادثات السلام
«طالبان» مستمرة في عملياتها العسكرية رغم محادثات السلام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة