تزايد مؤشرات الثقة الألمانية بتعافي الاقتصاد

أفضل توقعات للصادرات منذ 2018

ارتفعت مؤشرات التفاؤل في تعافي الاقتصاد الألماني مع بيانات ومسوحات جيدة (رويترز)
ارتفعت مؤشرات التفاؤل في تعافي الاقتصاد الألماني مع بيانات ومسوحات جيدة (رويترز)
TT

تزايد مؤشرات الثقة الألمانية بتعافي الاقتصاد

ارتفعت مؤشرات التفاؤل في تعافي الاقتصاد الألماني مع بيانات ومسوحات جيدة (رويترز)
ارتفعت مؤشرات التفاؤل في تعافي الاقتصاد الألماني مع بيانات ومسوحات جيدة (رويترز)

قال معهد إيفو الجمعة إن التفاؤل بين المصدرين الألمان، الذين تضرروا جراء أزمة فيروس كورونا، بلغ أعلى مستوياته في سبتمبر (أيلول) الجاري، منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2018.
وقال إيفو إن مؤشره لتوقعات التصدير ارتفع إلى 10.4 نقطة في سبتمبر من 5.5 نقطة في الشهر السابق. وقال: إن المزيد من الشركات في قطاعي الكيماويات والمعدات الكهربائية تتنبأ بزيادة في الشحنات إلى الخارج في الربع الأخير من العام. كما يتوقع قطاع السيارات زيادة المبيعات الخارجية، بينما لا يتوقع قطاع صناعة الآلات أي قفزات كبيرة في الوقت الحالي... في حين يتوقع مصنعو الملابس والسلع الجلدية والأحذية خسائر كبيرة.
وكانت توقعات التصدير انهارت مع بداية أزمة كورونا. وفي أبريل (نيسان) الماضي وصلت التوقعات إلى أدنى مستوى لها منذ سنوات طويلة عند سالب 49.6 نقطة، وتعود حاليا إلى النطاق الطبيعي تقريبا للسنوات السابقة.
وعلى جانب آخر، من المتوقع أن يظل سوق العمل الألماني تحت ضغط شديد هذا العام قبل أن يتعافى مجددا في عام 2021، بحسب دراسة نشرت نتائجها الجمعة. وحذر باحثون من معهد أبحاث التوظيف (آي إيه بي) من أن متوسط عدد العاطلين عن العمل في ألمانيا سيبلغ حوالي 400 ألف هذا العام، بعد أن أغرقت أزمة جائحة كورونا أكبر اقتصاد في أوروبا في الركود.
ومع ذلك، يمكن أن ينخفض عدد العاطلين عن العمل بواقع 100 ألف عاطل العام المقبل في ظل ظهور بوادر بالفعل على تعافي الاقتصاد، بحسب دراسة المعهد التابع لوكالة العمل الاتحادية.
وقال المحلل لدى المعهد، إنتسو فيبر: «لقد تعرض سوق العمل لضغط هائل، لكن عدد حالات التسريح ظل محدودا نسبيا على الرغم من الصدمة الاقتصادية الهائلة... سوق العمل لم يصل إلى الهاوية، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى إجراءات الاستقرار».
وكانت حكومة المستشارة أنجيلا ميركل أطلقت سلسلة من الإجراءات لحماية الاقتصاد من تداعيات الجائحة، والتي شملت خطة الدوام الجزئي المدعوم من الدولة، والتي تسمح لأصحاب العمل بتقليل ساعات العمل دون تسريح العمال.
وكان مسح أظهر الخميس أن ثقة الشركات الألمانية تحسنت لخامس شهر على التوالي في سبتمبر، في مؤشر آخر على أن أكبر اقتصاد أوروبي يمر بتعاف راسخ من صدمة كورونا التي واجهها في النصف الأول من العام.
وقال معهد إيفو إن مؤشره لمناخ الأعمال ارتفع إلى 93.4 نقطة، من مستوى معدل بالخفض عند 92.5 في أغسطس. وهذه هي أعلى قراءة مسجلة منذ فبراير (شباط) عندما بلغ المؤشر 95.9 نقطة.
وأوضح المعهد في بيان أن «الاقتصاد الألماني يستقر على الرغم من زيادة أعداد الإصابات»، مضيفا أن الشركات تقيم مجددا وضع النشاط الراهن بمزيد من التفاؤل عن الشهر السابق.
وانكمش الاقتصاد الألماني 9.7 في المائة في الربع الثاني من العام مع انهيار إنفاق الأسر واستثمارات الشركات والتبادل التجاري في ذروة جائحة كوفيد - 19. ومنذ مارس، أطلقت الحكومة سلسلة من إجراءات التحفيز والإنقاذ التي مولتها بمستوى قياسي من الاقتراض لمواجهة تداعيات الأزمة... لكن الثقة تراجعت في قطاع الخدمات لأول مرة في خمسة أشهر.
وقال كلاوس فولرابه خبير الاقتصاد في إيفو إن ثقة الشركات في قطاع السياحة والضيافة تدهورت مجددا بسبب ارتفاع أعداد الإصابات في فيروس كورونا في الأسابيع الماضية. وأضاف أن إيفو يتوقع نمو الاقتصاد الألماني خلال الربع الثالث من العام 6.6 في المائة، فيما من المرجح أن يتباطأ النمو إلى 2.8 في المائة في الربع الأخير.


مقالات ذات صلة

كرّس حياته للسلام... رحيل ناجٍ من قنبلة ناغازاكي النووية عن 93 عاماً

آسيا شيغمي فوكاهوري أحد الناجين من القنبلة الذرية التي ألقيت على مدينة ناغازاكي عام 1945 (أ.ب)

كرّس حياته للسلام... رحيل ناجٍ من قنبلة ناغازاكي النووية عن 93 عاماً

توفي شيغمي فوكاهوري، أحد الناجين من القنبلة الذرية التي ألقيت على مدينة ناغازاكي عام 1945، والذي كرَّس حياته للدفاع عن السلام، عن عمر يناهز 93 عاماً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
العالم جنود يشاركون في عرض عسكري لإحياء الذكرى السبعين لهدنة الحرب الكورية في بيونغ يانغ بكوريا الشمالية 27 يوليو 2023 (رويترز)

قوات كورية شمالية قد تشارك باحتفالات روسيا في الانتصار بالحرب العالمية الثانية

قال مسؤول روسي كبير إنه يعتقد بإمكانية مشاركة جنود كوريين شماليين في العرض العسكري في الساحة الحمراء العام المقبل، في ذكرى الانتصار بالحرب العالمية الثانية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
تحليل إخباري رجل يقف أمام الشرطة ويحمل لافتة كُتب عليها: «يون سوك يول... ارحل» في سيول (أ.ف.ب)

تحليل إخباري «الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

فجأة اصطخبت مياه البحيرة الكورية الجنوبية وعمّت الفوضى أرجاء سيول وحاصر المتظاهرون البرلمان فيما كان النواب يتصادمون مع قوات الأمن.

شوقي الريّس (بروكسل)
أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)

بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)

قالت الصين الخميس إن تحقيقاتها في ممارسات الاتحاد الأوروبي وجدت أن بروكسل فرضت «حواجز تجارية واستثمارية» غير عادلة على بكين، مما أضاف إلى التوترات التجارية طويلة الأمد.

وأعلنت بكين عن التحقيق في يوليو (تموز)، بعدما أطلق الاتحاد تحقيقات حول ما إذا كانت إعانات الحكومة الصينية تقوض المنافسة الأوروبية. ونفت بكين باستمرار أن تكون سياساتها الصناعية غير عادلة، وهددت باتخاذ إجراءات ضد الاتحاد الأوروبي لحماية الحقوق والمصالح القانونية للشركات الصينية.

وقالت وزارة التجارة، الخميس، إن تنفيذ الاتحاد الأوروبي للوائح الدعم الأجنبي (FSR) كان تمييزاً ضد الشركات الصينية، و«يشكل حواجز تجارية واستثمارية». ووفق الوزارة، فإن «التطبيق الانتقائي» للتدابير أدى إلى «معاملة المنتجات الصينية بشكل غير موات أثناء عملية التصدير إلى الاتحاد الأوروبي مقارنة بالمنتجات من دول أخرى».

وأضافت بكين أن النظام لديه معايير «غامضة» للتحقيق في الإعانات الأجنبية، ويفرض «عبئاً ثقيلاً» على الشركات المستهدفة، ولديه إجراءات غامضة أنشأت «حالة من عدم اليقين هائلة». ورأت أن تدابير التكتل، مثل عمليات التفتيش المفاجئة «تجاوزت بوضوح الحدود الضرورية»، في حين كان المحققون «غير موضوعيين وتعسفيين» في قضايا، مثل خلل الأسواق.

وأوضحت وزارة التجارة الصينية أن الشركات التي عدّت أنها لم تمتثل للتحقيقات واجهت أيضاً «عقوبات شديدة»، الأمر الذي فرض «ضغوطاً هائلة» على الشركات الصينية. وأكدت أن تحقيقات نظام الخدمة المالية أجبرت الشركات الصينية على التخلي عن مشاريع أو تقليصها، ما تسبب في خسائر تجاوزت 15 مليار يوان (2,05 مليار دولار).

وفي سياق منفصل، تباطأ التضخم في أسعار المستهلكين في الصين خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فيما واصلت أسعار المنتجين الانكماش وسط ضعف الطلب الاقتصادي.

وألقت عوامل، تتضمن غياب الأمن الوظيفي، وأزمة قطاع العقارات المستمرة منذ فترة طويلة، وارتفاع الديون، وتهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، بظلالها على الطلب رغم جهود بكين المكثفة لتحفيز القطاع الاستهلاكي.

وأظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء، الخميس، أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 0.1 في المائة الشهر الماضي على أساس سنوي، بعد صعوده 0.2 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) السابق عليه، مسجلاً أضعف وتيرة منذ أبريل (نيسان) الماضي. وجاءت البيانات متسقة مع توقعات الخبراء في استطلاع أجرته «رويترز».

وظل مؤشر أسعار المستهلكين ثابتاً على أساس شهري، مقابل انخفاض بواقع 0.6 في المائة في نوفمبر، وهو ما يتوافق أيضاً مع التوقعات. وارتفع التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والوقود المتقلبة، 0.4 في المائة الشهر الماضي، مقارنة مع 0.3 في المائة في نوفمبر، وهو أعلى مستوى في خمسة أشهر.

وبالنسبة للعام ككل، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 0.2 في المائة بما يتماشى مع وتيرة العام السابق، لكنه أقل من المستوى الذي تستهدفه السلطات عند نحو ثلاثة في المائة للعام الماضي، مما يعني أن التضخم أخفق في تحقيق الهدف السنوي للعام الثالث عشر على التوالي.

وانخفض مؤشر أسعار المنتجين 2.3 في المائة على أساس سنوي في ديسمبر، مقابل هبوط بواقع 2.5 في المائة في نوفمبر، فيما كانت التوقعات تشير إلى انخفاض بنسبة 2.4 في المائة. وبذلك انخفضت الأسعار عند بوابات المصانع للشهر السابع والعشرين على التوالي.

ورفع البنك الدولي في أواخر ديسمبر الماضي توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين في عامي 2024 و2025، لكنه حذر من أن أموراً تتضمن ضعف ثقة الأسر والشركات، إلى جانب الرياح المعاكسة في قطاع العقارات، ستظل تشكل عائقاً.