أهالي الموقوفين يتظاهرون للمطالبة بإقرار «العفو العام»

النواب سيناقشون القانون الأسبوع المقبل

من تظاهرة أهالي الموقوفين في صيدا أمس (إ.ب.أ)
من تظاهرة أهالي الموقوفين في صيدا أمس (إ.ب.أ)
TT

أهالي الموقوفين يتظاهرون للمطالبة بإقرار «العفو العام»

من تظاهرة أهالي الموقوفين في صيدا أمس (إ.ب.أ)
من تظاهرة أهالي الموقوفين في صيدا أمس (إ.ب.أ)

قطع أهالي الموقوفين في السجون اللبنانية الطرق التي تصل بين المحافظات، مطالبين بإقرار قانون العفو العام المزمع مناقشته ضمن الجلسة التشريعية التي يعقدها البرلمان في قصر الأونيسكو، يومي الأربعاء والخميس المقبلين، وسط اتصالات تجري بين الكتل النيابية كافة لمعرفة توجهاتها حيال القانون والتعديلات التي ستطرأ عليه.
وضغط أهالي الموقوفين على السلطات باعتصامات شملت أربع محافظات. ففي صيدا في الجنوب، نفّذ أهالي المحكومين والموقوفين في ملف أحداث عبرا اعتصاماً تحت عنوان «التصعيد مستمر»، للمطالبة بالعفو العام الشامل عن السجناء.
وانطلق المعتصمون بمسيرة إلى وسط المدينة، ونفذوا وقفة وسط الطريق، ما أدى إلى قطع السير في المكان بالاتجاهين، رافعين لافتات تطالب بالعفو العام الشامل. وتحدث باسم المعتصمين، خالد البوبو، مطالباً بالعفو العام الشامل «الذي لا يستثني أحداً، خصوصاً الموقوفين الإسلاميين»، مشيراً إلى أنه «مطلب مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان والمجلس الشرعي الأعلى والعلماء المسلمين في كل المناطق».
ولوّح بـ«تصعيد التحركات في صيدا وفي كل المناطق في حال لم يتم إقرار عفو شامل»، داعياً المعتصمين والأهالي لتحضير أنفسهم لـ«النزول إلى الشارع في كل مكان»، قائلاً إن «تخفيض الأحكام هو أمر مرفوض كلياً».
وفي البقاع، أقفل أهالي السجناء طريق ضهر البيدر بالاتجاهين، مطالبين بـ«الإسراع بإقرار العفو العام، وتحسين أوضاع أبنائهم في ظل انتشار فيروس كورونا في السجون»، ورفعوا لافتات نددت بـ«استمرار التلكؤ في إقرار العفو»، وأخرى دعت إلى «تحديد جلسة لإقرار العفو العام في أسرع وقت».
وعند انتهاء الاعتصام، أعيد فتح الطريق، وتابع الأهالي تحركهم وانتقلوا إلى أمام مدخل سجن زحلة للرجال، ونفذوا اعتصاماً جددوا فيه مطالبتهم بالإسراع في إقرار العفو وتحسين أوضاع السجناء، في ظل انتشار وباء «كورونا»، ورأفة بأصحاب الأمراض المزمنة كالسرطان وغيرها، حسب ما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية.
وفي طرابلس في الشمال، قطع أهالي الموقوفين الإسلاميين في سجن رومية الطريق أمام سرايا طرابلس، ونفذوا اعتصاماً، طالبوا فيه بـ«الإفراج عن أبنائهم في سجن رومية وإقرار قانون العفو العام، لا سيما وأن فيروس كورونا أخذ بالتفشي بشكل كبير بين السجناء».
وفي بيروت قطع أهالي السجناء طريق المطار القديم، حيث امتدت زحمة السير إلى منطقتي قصقص والطيونة. كما جرى اعتصام على تقاطع المدينة الرياضية في اتّجاه بيروت من أجل الضغط على المسؤولين لإقرار العفو.
وتجري الاتصالات بين الكتل السياسية لإخراج التعديلات الملائمة على صيغة القانون القديم الذي فشل المجلس النيابي بإقراره في أواخر مايو (أيار) الماضي، وتعمل على إخراج القانون بالصيغة التوافقية التي تم اقتراحها في الجلسة الأخيرة للمجلس، وظهرت خلالها تباينات بين الكتل مبنية على اعتبارات سياسية ومحاصصة طائفية.
وتحدثت «وكالة الأنباء المركزية» عن أن المعطيات المستجدة تدلّ إلى أن معظم الكتل تتفق على أن قانون العفو بات ضرورة ملحة، خصوصاً بعدما وصل فيروس كورونا إلى السجون، وفي هذا الإطار أوضح وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي، أن قانون العفو العام يُعمل عليه، «وهو موضع اهتمام ورعاية من رئيس المجلس النيابي نبيه بري شخصياً».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.