متى سيظهر لقاح «كورونا» للأطفال؟

طفلة تحصل على جرعة لقاح محتمل لفيروس «كوفيد - 19» في باكستان (إ.ب.أ)
طفلة تحصل على جرعة لقاح محتمل لفيروس «كوفيد - 19» في باكستان (إ.ب.أ)
TT

متى سيظهر لقاح «كورونا» للأطفال؟

طفلة تحصل على جرعة لقاح محتمل لفيروس «كوفيد - 19» في باكستان (إ.ب.أ)
طفلة تحصل على جرعة لقاح محتمل لفيروس «كوفيد - 19» في باكستان (إ.ب.أ)

ذكر تقرير صحافي أن البالغين في الولايات المتحدة الأميركية قد يتمكنون من الحصول على لقاح فيروس كورونا بحلول الصيف المقبل. لكن الأطفال سيضطرون إلى الانتظار لفترة أطول.
وأشار تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أمس (الثلاثاء)، إلى أنه في حين أن عدداً من اللقاحات للبالغين هي قيد التجارب السريرية المتقدمة، لا توجد حالياً تجارب في الولايات المتحدة للأطفال.
وقال الدكتور إيفان أندرسون، طبيب الأطفال في الرعاية الصحية للأطفال في أتلانتا وأستاذ في كلية إيموري الجامعية: «في الوقت الحالي، أشعر بقلق شديد من عدم توفر لقاح للأطفال مع حلول بداية العام الدراسي المقبل».
ونشر الدكتور أندرسون وزملاؤه تعليقاً في مجلة «الأمراض المعدية السريرية»، دعوا فيه صانعي اللقاحات إلى العمل معاً.
ووفقاً للصحيفة، فقد تتطلب اللقاحات اختبارات صارمة بشكل خاص لأنها تختلف اختلافاً جوهرياً عن العقاقير المخصصة لعدد محدود من الأشخاص المصابين بمرض معين. من ناحية أخرى، يتم إعطاء اللقاحات لملايين الأشخاص الأصحاء لمنعهم من الإصابة بالمرض في المقام الأول.
وبعد اختبار اللقاح على الحيوانات، يبدأ المطورون تجارب سريرية على البشر. تأتي هذه التجارب على ثلاث مراحل، من الصغيرة إلى الكبيرة. تسمح تجارب المرحلتين الأولى والثانية لمطوري اللقاحات بمعرفة الجرعة التي من المحتمل أن تكون أكثر أماناً، مع توفير أفضل حماية مناعية.

وتُجرى تجارب المرحلة الثالثة، وهي المرحلة الأخيرة في اختبار اللقاح، على آلاف أو عشرات الآلاف من المتطوعين. وخلال هذه الدراسات، يمكن للعلماء الحصول على دليل واضح على أن اللقاح يحمي الناس من المرض. يمكنهم أيضاً الكشف عن الآثار الجانبية التي فاتتها الدراسات الأصغر.
وفي الماضي، كان من الممكن أن تستغرق الاختبارات اللازمة لموافقة إدارة الغذاء والدواء على اللقاح عقداً أو أكثر. في السنوات الأخيرة، حدد الباحثون طرقاً لتسريع تطورهم مع عدم التضحية بالبحوث اللازمة لإثبات أنها آمنة وفعالة.
عندما ضرب جائحة كورونا، اكتشف بعض صانعي اللقاحات كيفية الجمع بين المراحل، وجمع المزيد من البيانات في نفس الفترة الزمنية. قدمت الحكومات والمنظمات الخيرية الدعم لتجارب سريرية باهظة الثمن ولبناء مصانع لإنتاج لقاحات لم تثبت نفسها بعد.
* حرص شديد
ويدرك مطورو اللقاحات تماماً أن الأطفال ليسوا مجرد «بالغين صغار»، إذ تختلف بيولوجيتهم بطرق قد تؤثر على طريقة عمل اللقاحات. نظراً لأن مجرى الهواء لديهم أصغر، على سبيل المثال، يمكن أن يكونوا عرضة لمستويات منخفضة من الالتهاب الذي قد يكون غير ضار بالبالغين.
وتختلف احتياجات لقاحات الأطفال عن احتياجات البالغين. ويمكن أن تستجيب أجهزة المناعة لدى الأطفال للقاح بشكل مختلف. وحتى الأطفال من مختلف الفئات العمرية قد يختلفون في استجاباتهم.
ونظراً لأن الأطفال أقل عرضة للإصابة بمرض خطير نتيجة فيروس «كوفيد - 19»، فسيكون ثمة حرص شديد للتأكد من عدم وجود آثار جانبية ضارة للقاح.
وعندما تبدأ تجارب طب الأطفال، قد يستغرق الأمر عاماً أو أكثر حتى تصبح اللقاحات متاحة لعامة الناس.
وذكرت الصحيفة أن هذا يمد الجدول الزمني حتى النصف الأخير من العام المقبل قبل ظهور لقاح للأطفال، وأنه: «إذا تم تطعيم الأطفال بحلول خريف عام 2021. وإذا كانت المعدلات منخفضة في مجتمعهم، فيمكنك تخيل العودة إلى الحياة المعتادة، ولكن إذا كانت المعدلات لا تزال مرتفعة ولم تكن اللقاحات جاهزة حتى ربيع عام 2022. فإن كل الأشياء التي نواجهها ​​الآن مع الأطفال في المدرسة ستستمر بعد عام من الآن».

وبحكم الضرورة، يجب أن تبدأ التجارب على نطاق صغير، مع إعطاء الباحثين ربما لنصف دزينة فقط من الأطفال جرعة منخفضة من اللقاح ثم يراقبونهم لعدة أيام. ثم يمكن أن تمتد المحاكمة إلى عشرات ثم مئات الأطفال. وقد يمر شهران إضافيان، بينما يعطي مطورو اللقاح جرعة منخفضة لمجموعة صغيرة من الأطفال. ستحتاج كل مجموعة من الأطفال إلى شهرين من المراقبة للتحقق من استجابتهم المناعية والتأكد من عدم وجود أي آثار جانبية لديهم. عندها فقط سيبدأ مطورو اللقاح تجربة جديدة بجرعة أعلى.
وأردفت الصحيفة أنه كانت هناك أسباب وجيهة وراء التركيز المبكر على البالغين. الأطفال أقل عرضة للوفاة من «كوفيد - «19، يوم الجمعة، أصدرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها تقريراً خلص إلى أنه من بين أكثر من 19 ألف شخص ماتوا في الولايات المتحدة بسبب «كوفيد - «19. كان 121 فقط تحت سن 21 عاماً. وبالمثل، فإن معدل الاستشفاء لدى الأطفال أقل من 18 عاماً هو 20 مرة أقل من البالغين.
وفي سياق متصل، قالت إيمي روز، المتحدثة باسم شركة «فايزر»، التي تجري تجارب على لقاحات محتملة لـ«كورونا»، إن الشركة «تعمل بنشاط مع المنظمين على خطة دراسة محتملة لطب الأطفال لمعالجة عبء المرض لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 16 عاماً». واعتبر الدكتور أندرسون أن هذه التصريحات ليست أكثر من وعود غامضة وليست بديلاً عن خطوات حقيقية نحو لقاح للأطفال. وقال: «في غضون ذلك، نحن عالقون في الحياد مع استمرار الوفيات والأمراض لدى الأطفال».


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

باريس بعد تهديدات ترمب: سنرد إذا تعرضت مصالحنا التجارية للضرر

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)
TT

باريس بعد تهديدات ترمب: سنرد إذا تعرضت مصالحنا التجارية للضرر

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)

حذّر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، أمس (السبت)، من أنه «إذا تعرضت مصالحنا للضرر فسوف نرد»، في وقت ينذر فيه وصول دونالد ترمب إلى السلطة في الولايات المتحدة بعلاقات تجارية ودبلوماسية عاصفة بين واشنطن والاتحاد الأوروبي.

وقال بارو في مقابلة مع صحيفة «ويست فرنس»: «من لديه مصلحة في حرب تجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا؟ الأميركيون لديهم عجز تجاري معنا، ولكن العكس تماماً من حيث الاستثمار. فكثير من المصالح والشركات الأميركية موجود في أوروبا».

وأضاف: «إذا رفعنا رسومنا الجمركية، فستكون المصالح الأميركية في أوروبا الخاسر الأكبر. والأمر نفسه ينطبق على الطبقات الوسطى الأميركية التي ستشهد تراجع قدرتها الشرائية».

ووفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»، فقد حذر بارو قائلاً: «إذا تأثرت مصالحنا، فسوف نرد بإرادة من حديد».

وتابع: «يجب أن يدرك الجميع جيداً أن أوروبا قررت ضمان احترام العدالة في التبادلات التجارية. وإذا وجدنا ممارسات تعسفية أو غير عادلة، فسنرد عليها».

وقد هدد ترمب الذي يعود إلى البيت الأبيض، الاثنين، الأوروبيين بفرض رسوم جمركية شديدة جداً. وهو يتوقع خصوصاً أن يشتري الاتحاد الأوروبي مزيداً من النفط والغاز الأميركي ويقلل من فائضه التجاري مع الولايات المتحدة.