«منتدى غاز شرق المتوسط» يتحوّل {منظمة إقليمية}... وفلسطين {قد توقع} لاحقاً

منشأة لتخزين الغاز قرب خليج السويس في مصر مطلع سبتمبر الجاري (رويترز)
منشأة لتخزين الغاز قرب خليج السويس في مصر مطلع سبتمبر الجاري (رويترز)
TT

«منتدى غاز شرق المتوسط» يتحوّل {منظمة إقليمية}... وفلسطين {قد توقع} لاحقاً

منشأة لتخزين الغاز قرب خليج السويس في مصر مطلع سبتمبر الجاري (رويترز)
منشأة لتخزين الغاز قرب خليج السويس في مصر مطلع سبتمبر الجاري (رويترز)

عزز «منتدى غاز شرق المتوسط» الذي يضم 6 دول، من حضوره في المنطقة، أمس، معلناً انطلاق مرحلة جديدة من العمل بصفته «منظمة إقليمية» مقرها القاهرة.
وأفادت وزارة البترول المصرية، أمس (الثلاثاء)، بأن وزراء البترول والطاقة في مصر، وقبرص، واليونان، وإسرائيل، والأردن، وإيطاليا، شاركوا في مراسم التوقيع عبر لقاء افتراضي، على «الميثاق الخاص بالمنتدى والذي بمقتضاه يصبح منظمة دولية حكومية في منطقة المتوسط تسهم في تطوير التعاون في مجال الغاز الطبيعي وتحقق استغلالاً أمثل لموارده».
وفي يناير (كانون الثاني) 2019 أُعلن تأسيس «منتدى غاز شرق المتوسط» (EMGF) ومقره القاهرة. وشاركت في تأسيسه مصر واليونان، وقبرص، وإيطاليا، والأردن، وفلسطين، وإسرائيل، وطلبت فرنسا الانضمام لعضويته، فيما حضرت الولايات المتحدة اجتماعاته بصفة مراقب.
وتضمنت مراسم التوقيع، كذلك مشاركة فيكتوريا كوتس مستشار أول وزير الطاقة الأميركي، وكريستينا لوبيلو مدير إدارة الطاقة نيابة عن مفوض الطاقة بالاتحاد الأوروبي وذلك بصفة مراقب، إضافة إلى حضور سفراء دول قبرص واليونان وإسرائيل وإيطاليا والأردن الولايات المتحدة وفرنسا في القاهرة ونائب رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في القاهرة، والسفير بدر عبد العاطي مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون الأوروبية، ومسؤولين آخرين.
وبدا لافتاً عدم الإشارة إلى توقيع فلسطين على مراسم التوقيع، رغم أنها من مؤسسي المنتدى. لكن «وكالة الأنباء الفلسطينية» نقلت، أمس، عن مصدر لم تسمه قوله إن «فلسطين لم تشارك في احتفال التوقيع، إلا أنها كدولة مشاركة في التأسيس لن تتراجع عن عضوية أي منظمة دولية تؤكد حقوقها الوطنية والسيادية»، مضيفاً أن بلاده «قد توقع الاتفاقية بشكل منفصل في وقت لاحق». وأضاف المصدر الفلسطيني أن «ميثاق المنتدى يعتبر خطوة مهمة وإضافية في تأكيد الحقوق الوطنية والسيادية لدولة فلسطين، إذ نص بشكل واضح على أن المنظمة المشكلة اليوم سوف تحترم بشكل كامل حقوق الدول الأعضاء في مواردها الطبيعية، بما يتوافق مع القانون الدولي».
بدوره قال المهندس طارق الملا، وزير البترول المصري، أمس، إن «المنتدى أصبح رسمياً منظمة دولية حكومية كبيرة في منطقة المتوسط مقرها القاهرة، وإن ذلك يمثل انطلاقة كبيرة في رحلة تأسيس هذا الكيان الذي تطور تدريجياً ليصل إلى هذه المكانة»». وقبيل إعلان تأسيس المنتدى كثف مسؤولون أتراك من دعواتهم لمصر لبدء «تفاهم» بشأن ملفات عدة بينها «موارد شرق المتوسط»، كما أبدى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، تقييماً إيجابياً لاتفاقية ترسيم الحدود المصرية - اليونانية، رغم انتقاداته السابقة لها؛ وردت القاهرة على دعوات أنقرة للتوافق بالتأكيد على ضرورة تحولها إلى «أفعال والتوقف عن زعزعة الاستقرار».
وأعرب وزير البترول المصري عن تطلع المنتدى إلى «عضوية دول أخرى بالمنطقة ما دام أنها تتماشى مع أهداف المنتدى وتتشارك نفس الأهداف لتحقيق الغاية المشتركة من أجل رفاهية دول المنطقة وشعوبها مع التأكيد على رفض أي أعمال عنف تشكل عائقا لتحقيق رخاء المنطقة».

ورأى أن «الدول المؤسسة للمنتدى وضعت الثقة والتضامن أساساً ترتكز عليه في العمل سوياً للتغلب على خلافات الحقب الماضية وتجاوزها».

ووفق الإعلان المشترك الصادر، أمس، عن الدول الموقعة على إعلان «منتدى غاز شرق المتوسط» كمنظمة إقليمية، فإنه «سيعمل كمنصة تجمع منتجي الغاز والمستهلكين ودول المرور، لوضع رؤية مشتركة وإقامة حوار منهجي منظم حول سياسات الغاز الطبيعي، والتي ستؤدي لتطوير سوق إقليمية مستدامة للغاز، للاستفادة القصوى من موارد المنطقة لصالح ورفاهية شعوبها»، كما أنه يستهدف «تعزيز الاستقرار والازدهار الإقليمي، وخلق مناخ من الثقة وعلاقات حسن الجوار من خلال التعاون الإقليمي في مجال الطاقة».
ووضع مؤسسو المنتدى في إعلانه شرط «تبني قيمه وأهدافه والرغبة في التعاون» كأساس لـ«تقدم أي دولة في (شرق المتوسط) لطلب عضويته، ولتقدم أي دولة أخرى أو منظمة إقليمية أو دولية لطلب الانضمام له كمراقب».
وفي تل أبيب، أصدر وزير الطاقة يوفال شتانتس بياناً أشاد فيه بالاتفاق واعتبره حدثاً تاريخياً. وقال: «قبل ثلاث سنوات، بادرت مع صديقي وزير الطاقة المصري طارق الملا، لإقامة هذا المنتدى ونحن اليوم نرتقي به درجة أخرى. فقد كنا دولتين ثم بدأنا نتوسع. وانضم إلينا الأردن والسلطة الفلسطينية ثم اليونان وقبرص وإيطاليا والآن تطلب فرنسا الانضمام إلينا عضوا كاملا، ويطلب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الانضمام كمراقبين. هذه بركة حقيقية لنا».
وأشار إلى أن إسرائيل وقعت اتفاقيتين لبيع الغاز إلى كل من مصر والأردن بقيمة 30 مليار دولار. وسئل عن تغيب الممثلين الفلسطينيين فأجاب: «إنهم معنا في المنتدى. وقعوا رسميا في شهر يناير الماضي. وما من مشكلة. أعتقد أن تغيبهم مؤقت. فهذا ليس منتدى سياسيا بل هو اقتصادي لمصلحة شعوب المنطقة».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.