أعلنت، مساء أول من أمس (الأحد)، نتائج الاحتفال الافتراضي بجوائز «إيمي» التلفزيونية السنوية ونقلت وقائعها ABC الأميركية.
وكما يحدث أحياناً مع جوائز الأوسكار، فإن عدداً من البرامج البرّاقة التي يأنف الذوّاقة عن مشاهدتها سادت النتائج بما فيها البرنامج الذي فاز بتسع جوائز، وعنوانه «المقصود بذاته» Schitt’s Creek.
هذا المسلسل الكوميدي الذي يحوّل المثلية إلى نصف ساعة من التندّر والقبول فاز، على سبيل المثال لا الحصر، بـ«إيمي» أفضل مسلسل كوميدي وأفضل تمثيل نسائي رئيسي (كاثرين أوهارا)، وأفضل تمثيل رجالي رئيسي (يوجين ليڤي)، وأفضل تمثيل نسائي مساند (نالته آني مورفي)، وأفضل تمثيل رجالي مساند (دان ليڤي)، وأفضل إخراج لمسلسل كوميدي (ليڤي وأندرو سيڤيدينو)، وأفضل كتابة لمسلسل كوميدي (دان ليڤي).
ممثلون وممثلات
بعض المسلسلات الكوميدية التي نافست «شيتس كريك» كانت، نقدياً على الأقل، أفضل شأناً، ومنها «ذا مارڤيلوس مسز مايسل» و«إنسكيور». كلاهما خسر كل الترشيحات التي نالها. لكن ما لا مجال كبيراً للشك فيه هو أن المنافسة كانت حاشدة وصعبة على صعيدي الدراما والكوميديا معاً، كما في الأقسام المختلفة الأخرى.
يتضح هذا في دائرة المسلسلات الدرامية التي تنافس على جائزتها ثماني مسلسلات، من بينها «أوزارك» (الذي نال نسبة إعجاب كبيرة على أثير «نتفلكس») و«كيلينغ إيف» (مسلسل بريطاني من إنتاج BBC) و«ذا هاندمايدز تايل» (الذي تم ترشيحه هذا العام كما في الأعوام السابقة).
أما المسلسل الفائز فهو «ساكسيشن» من بطولة برايان كوكس ويدور حول خفايا وأسرار عائلة لوغان روي الذي يدير واحدة من مؤسسات الإعلام الحديثة. نجد مع كوكس في هذا المسلسل الفلسطينية هيام عبّاس والأميركيان جيمي سترونغ وكييران كوكلين.
حظى سترونغ بجائزة أفضل ممثل في دور رئيسي عن هذا المسلسل، بينما ذهبت جائزة أفضل ممثل مساند لبيلي كرودوب عن «ذا مورنينغ شو» (يدور أيضاً في رحى الميديا). في الموازي النسائي نجد الممثلة زندايا تختطف الجائزة في هذا المضمار عن دورها في «يوفوريا» (Euphoria) الذي يدور حول انتشار المخدّرات بين طلاب وطالبات الكليات الأميركية. في المقابل، نالت جوليا غارنر «إيمي» أفضل ممثلة مساندة في مسلسل درامي عن دورها في «أوزارك».
«أوزارك» يختلف في أنه دراما تشويقية قائمة على محاولة رجل النجاح في غسل الأموال لصالح عصابة يدين لها بحياته وماله. للقيام بالمهمّة كان عليه (في الحلقات السابقة) الانتقال وعائلته من مدينة شيكاغو حيث يعيش إلى بلدة صغيرة اسمها أوزارك.
تم ترشيح «أوزارك» لجائزة أفضل إخراج لمسلسل درامي، لكن الجائزة ذهبت إلى أندري بارك عن «ساكسيشن».
كذلك، من بين الفائزين الممثل الأفرو - أميركي يحيى عبد المتين عن «حراس» (Watchem) في مسابقة أفضل ممثل مساند في مسلسل محدود أو فيلم تلفزيوني.
ثلاثة اتجاهات
كل ذلك هو جانب ظاهر من المنافسة، لكن الجانب الأبعد هو الوضع التلفزيوني بأسره. هذا لأن الجهات الثلاث المعنية تربح وتخسر تبعاً لمتانة وجماهيرية ما تنتجه، وهي تنتج ما تتوخى نجاحه أو تعتقد بأنه آيل لهذا النجاح.
لكن في حين كانت جوائز الـ«إيمي» تذهب في اتجاه واحد في العقود السابقة، وهو اتجاه المحطات الأرضية التقليدية (الصغيرة منها والكبيرة) باتت تذهب في ثلاثة اتجاهات، هي تلك المحطات، ثم المحطات الفضائية، والآن الشركات التي تعرض ما تقوم بإنتاجه مباشرة على النت.
هي معركة وجود تترك آثارها كل سنة عقب كل إعلان جوائز لتبدأ معركة السنة المقبلة، ذلك لأنه، وعلى عكس الأوسكار، الذي تحتد منافساته في أشهر نهاية السنة غالباً، هناك حيز زمني يمتد عاماً كاملاً من العروض على أعضاء مؤسسة «تليفجن أكاديمي» التي توزع هذه الجوائز تلقفها في دوراتها المختلفة. بذلك، ما أن تنتهي المعركة الحالية حتى تبدأ أخرى قوامها ما في مخزن كل الشركات والمحطات المشاركة (34 هذا العام) من مشاريع لاحقة. الكثير منها يتكرر كل سنة بحلقات جديدة طالما أن الجمهور يطلبه وهو ينضم دوماً لمسلسلات جديدة تتقدّم للمرّة الأولى.
بوضع ذلك في منظار مكبّر نجد أن المحطات الأرضية هذا العام خرجت من مجمل الجوائز التي توزّعت على ثلاث ليال متباعدة بسبب كثرة أقسامها وترشيحاتها (الأولى والثانية لجوائز ثانوية وتقنية) بموقع متوسط. محطة NBC نالت ثماني جوائز، ومحطة ABC حصدت خمساً، كذلك فعلت محطة «ناشونال جيوغرافي». ثم استوت محطات CNN وFX NETWORK وCBS وبضعة أخرى على جوائز محدودة (من إمن جائزة واحدة إلى ثلاثة لكل محطة).
الفائز الأكبر كانت المحطة الفضائية HBO التي تتوّجت بـ30 جائزة تتبعها المحطة الإنترنتية «نتفلكس» بـ21 جائزة ثم محطة جديدة على الأثير الفضائي اسمها Pop TV التي جمعت عشرة جوائز من بينها «شيتس كريك». ومن بين المحطات التي اكتفت بجائزة واحدة فقط A&E وAMC وDiscovery وHistory وShowtime.
جزء كبير من نجاح «إيمي» هذا العام يكمن في تسلم فرانك شرما إدارة الأكاديمية؛ فهو سعى لاستيعاب المتخصصين لملء فراغات حاولت الإدارات السابقة تجاهلها أو دمج بعضها ببعض. قام شرما بتعيين مستشارين دفعهم إلى تحدي التقليد. هذا حدث قبيل انتشار «كورونا» الذي ما أن انتشر حتى وجد نفسه ومستشاريه أمام تحديات أكبر. كيفية برمجة عمل الأكاديمية وما ينتظرها من مهام أدت إلى تأجيل الجوائز من الربيع إلى الصيف ومن الصيف إلى مطلع هذا الخريف. لكن الابتسامة تعلو وجهه الآن لأن المهمّة كانت أصعب مما توقع، كما يقول، لكن النتائج كانت جيدة.