المغرب.. وجهة مفضلة لتصوير أضخم الأفلام السينمائية العالمية

أشهرها «كازابلانكا» و«عطيل».. إيراداتها تناهز 100 مليون دولار

مشهد من فيلم «كازابلانكا» (1942) لمايكل كورتيز وبطولة همفري بوغارت
مشهد من فيلم «كازابلانكا» (1942) لمايكل كورتيز وبطولة همفري بوغارت
TT

المغرب.. وجهة مفضلة لتصوير أضخم الأفلام السينمائية العالمية

مشهد من فيلم «كازابلانكا» (1942) لمايكل كورتيز وبطولة همفري بوغارت
مشهد من فيلم «كازابلانكا» (1942) لمايكل كورتيز وبطولة همفري بوغارت

قبل أيام، تحدثت تقارير إعلامية عن قرب بدء تصوير فيلم «سبيكتر»، النسخة 24 من سلسلة أفلام «جيمس بوند» الشهيرة. كما أعلن أن الفيلم، الذي سيلعب فيه دور البطولة الممثل دانييل كايج، سيتم تصويره بمدن لندن وروما ومكسيكو ومنطقة جبال الألب، إضافة إلى طنجة المغربية. فيما يتوقع أن يتم عرض الفيلم في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015.
وقبل طنجة، التي اختيرت لتصوير مشاهد من «سبيكتر»، كان النجم الأميركي توم كروز قد صور مشاهد من فيلمه «المهمة المستحيلة 5»، لمخرجه جاك ريتشر، بين مراكش والرباط والدار البيضاء. وهو الفيلم الذي يتوقع عرضه أواخر 2015.
وتعود عادة اختيار تصوير أكبر الأفلام العالمية بعدد من مناطق المغرب إلى بداية القرن الماضي، إذ تم تصوير أفلام كثيرة، بينها «كازابلانكا» (1942)، لمايكل كورتيز، وبطولة همفري بوغارت وإنغريد بيرغمان، و«عطيل» (1949)، لأورسن ويلز، و«الرجل الذي يعرف أكثر مما يجب» (1956)، لألفرد هيتشكوك، و«مائة ألف دولار تحت الشمس» (1956)، لهنري فرنيل، وبطولة جان بول بلموندو ولينو فونتورا، و«لورنس العرب» (1962) لديفيد لين، و«الرجل الذي أراد أن يكون ملكا» (1975) لجون هوستن، وبطولة شين كونري ومايكل كاين، قبل أن تتوسع لائحة التصوير والإخراج والبطولة، مع مخرجين كبار، أمثال ريدلي سكوت وأوليفر ستون ومارتن سكورسيزي وكلينت إيستوود، وممثلين رائعين من حجم توم هانكس وتوم كروز وبراد بيت ومات ديمون وجيريمي آيرونز وروبرت ريدفورد وكيت بلانشيت وبن كينغسلي ونيكول كيدمان، وغيرهم.
وفي الوقت الذي تحول فيه عدد من الأفلام التي صُورت ما بين أربعينات وستينات القرن الماضي إلى أسطورة في تاريخ السينما العالمية، تزايد عدد الأفلام المصورة في المغرب، في العقود الأخيرة، بمتوسط سنوي يتراوح بين 20 و30 فيلما طويلا.
وحسب المركز السينمائي المغربي، فقد بلغت استثمارات الإنتاجات الأجنبية بالمغرب أزيد من 502 مليون درهم، أي ما يناهز 60 مليون دولار، يجسدها 22 إنتاجا سينمائيا وتلفزيونيا (حتى نهاية 30 يونيو «حزيران» 2014). وهو مبلغ يمثل زيادة بنسبة 150 في المائة مقارنة مع الأرقام المسجلة برسم 2013.
ووفقا لمصادر من المركز السينمائي المغربي، فإنه من المتوقع، على أساس عقود الإنتاج الموقعة، أن يتم تجاوز هذا المبلغ حاجز المائة مليون دولار مع نهاية سنة 2014، ليحتل المغرب المرتبة الأولى عربيا وأفريقيا في استقطاب تصوير الأفلام الأجنبية.
ومن أبرز الأفلام التي صورت، في العقود الأخيرة، في المغرب، وحققت صدى عالميا، سواء على مستوى متعة المشاهدة واعتراف النقاد أو حجم الإيرادات، نذكر «آخر رغبات المسيح» (1987)، لمارتن سكورسيزي، و«شاي في الصحراء» (1989)، لبرناندو برتولوتشي، وبطولة روجي مور، و«كوندون» (1996) لمارتن سكورسيزي، و«المصارع» (2000)، لريدلي سكوت، وبطولة راسل كرو، و«سقوط الصقر الأسود»(2001)، لريدلي سكوت، وبطولة جوش هارتنت، و«لعبة التجسس» (2001)، لتوني سكوت، وبطولة روبرت ريدفورد وبراد بيت وكاثرين ماكورماك، و«هوية بورن» (2002)، لدوج ليمان، وبطولة مات ديمون وفرانكا بوتينت، و«الإسكندر» (2004)، لأوليفر ستون، وبطولة كولن فاريل، و«طروادة» (2004)، لولفجانج بيتيرسن، وبطولة براد بيت وإيريك بانا وأورلاندو بلوم وشون بين، و«مملكة السماء» (2005)، لريدلي سكوت، وبطولة أورلاندو بلوم وإيفا غرين وغسان مسعود وجيريمي آيرونز، و«المومياء» (2005)، لستيفن سومارز، وبطولة براندن فريزر وراشيل وايز، و«بابل» (2006)، لأليخاندرو غونزالس إناريتو، وبطولة براد بيت كيت بلانشيت، و«أمير فارس: رمال الزمن» (2010)، لمايك نيويل، وبطولة بن كينغسلي وجيك جيلنهال.
واستقبل المغرب خلال السنة الجارية إنتاجات سينمائية ضخمة، بينها فيلم «ملكة الصحراء»، للمخرج ويرنير هيرزوغ، وبطولة نيكول كيدمان وجيمس فرانكو وروبير باتيسون، إلى جانب عدد من الممثلين الآخرين، بينهم نحو 50 ممثلا مغربيا، و65 تقنيا مغربيا، فضلا عن نحو 1500 كومبارس، عملوا إلى جانب نظرائهم الأجانب. في حين اختار كلينت إيستوود المغرب لتصوير فيلمه عن حياة القناص الأميركي الشهير، كريس كايل، وهو مشروع ضخم، انتهى إيستوود من تنفيذه في مايو (أيار) الماضي، فيما انتهى توم هانكس من تصوير فيلم «صورة مجسمة للملك»، للألماني توم تيكفر.
واستثمارا للمكتسبات الجغرافية والمؤهلات البشرية للمغرب، ووعيا منها بالانعكاسات الإيجابية التي يمكن أن تنتج عن تصوير الأفلام، سواء على مستوى الاقتصاد الوطني، بشكل عام، أو خلق فرص الشغل والتكوين المهني للفنيين والتقنيين المغاربة، بشكل خاص، عمدت الحكومة المغربية، بمبادرة من المركز السينمائي المغربي، إلى اتخاذ جملة من التدابير لصالح المنتجين الأجانب، تشمل مساهمة جميع القوات الرسمية للدولة، بما فيها القوات المسلحة الملكية وقوات الطيران والقوات البحرية الملكية والدرك الملكي والأمن الوطني في تصوير الأفلام، وتسهيل إجراءات الاستيراد المؤقت للأسلحة والذخيرة الضرورية لتصوير الأفلام، والحصول على تخفيضات من طرف الخطوط الملكية المغربية لتنقل الأشخاص والأمتعة، وتحديد أسعار رمزية للتصوير بالفضاءات والآثار التاريخية، والإعفاء من الضريبة على القيمة المضافة على جميع الممتلكات، وكذا الخدمات التي تتم بالمغرب، وتبسيط المسطرة الخاصة بالجمارك سواء عند استيراد معدات التصوير أو عند تصديرها، وخلق مصالح داخل المركز السينمائي المغربي تشرف على تسهيل الإجراءات الإدارية وتسهيل الاتصال بالمصالح والسلطات المعنية بالتصوير.
ولا تمكن الإنتاجات السينمائية الضخمة من تحريك عجلة الاقتصاد الوطني، فحسب، بل تساهم في تعزيز إشعاع وجاذبية صورة المغرب على الصعيد الدولي، الشيء الذي يسهم في استقطاب المزيد من الإنتاجات العالمية، دون إغفال الإيجابيات التسويقية التي يمكن جنيها من توافد مخرجين وممثلين عالميين من حجم ريدلي سكوت ومارتن سكورسيزي وأوليفر ستون وتوم كروز وراسل كرو ونيكول كيدمان وتوم هانكس وكلينت إيستوود، وغيرهم، خاصة فيما يتعلق بدعم وجهة المغرب السياحية، وتأكيد ما يعيشه من أمن واستقرار.
وتأتي ورزازات، التي تلقب بـ«هوليوود أفريقيا»، على رأس المدن المغربية التي احتضنت تصوير أكثر الأعمال السينمائية، متبوعة بمدن طنجة ومراكش والدار البيضاء. ويعود بدء التصوير في ورزازات إلى عشرينات القرن الماضي، حين صورت أفلام «الدم» (1922) للفرنسي لويتز مورا، و«إن شاء الله» (1922) للفرنسي فرانز توسان، و«عندما تعود السنونو إلى أعشاشها» (1927) للألماني جيمس بوير، و«في ظل الحريم» (1928) للفرنسيين ليون ماتوت وأندري ليابل.
ويتم تقديم المغرب، حسب المركز السينمائي المغربي، على أنه أرض الشمس والنور، مع موقع جغرافي متميز، ومناخ دافئ ومعتدل، كما أن تموقعه شمال أفريقيا، على عتبة أوروبا محاطا بالبحر الأبيض المتوسط شرقا والمحيط الأطلسي غربا، زيادة على كونه بوابة مفتوحة على الصحراء، أهله، على مدى العصور، لتشكيل حلقة تاريخية ومحطة نموذجية لتصوير الأفلام.
وبفضل مكتسباته الطبيعية وتنوع مناظره وتعدده العرقي عرف المغرب تدفقا حقيقيا لمخرجين مقبلين من جميع قارات العالم، بحثا عن ديكور طبيعي مكوّن من صحارى وواحات وأهازيج شعبية ومدن عتيقة، وغيرها.
ومن أجل دعم هذا القطاع ومرافقة الدينامية التي يعرفها، عمد الكثير من المستثمرين، المغاربة والأجانب، إلى تشييد استوديوهات للتصوير مجهزة بأحدث المعدات في كل من الدار البيضاء وورزازات (استوديو أطلس، استوديو كان زمان، استوديو سينيدينا، استوديو إستر أندروميدا). كما أن الاهتمام الذي توليه أعلى سلطة في البلاد لقطاع السينما، يحث السلطات العمومية، وكذا المهنيون والفنانون، من أجل العمل على تحقيق هذه الرغبة الأكيدة والمشتركة، المتمثلة في ازدهار صناعة سينمائية حقيقية بالمغرب.
ويسهم عدد من المهرجانات والتظاهرات السينمائية، ذات البعد القاري والعالمي، في دعم توجهات المغرب، خاصة فيما يتعلق باستقطاب كبار المنتجين العالميين لتصوير إنتاجاتهم، بشكل يفتح باب التواصل واللقاء ويعزز جو الثقة في وجهة المغرب. وتحول المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، الذي يرأس مؤسسته الأمير مولاي رشيد، شقيق العاهل المغربي الملك محمد السادس، إلى موعد سنوي يجمع مختلف المتدخلين في عالم السينما.



«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.