حملة لترميم متحف الفن الإسلامي في القاهرة بعد التفجيرات.. والخسائر «فادحة»

يعود تاريخه لعام 1902.. و«مصحف عثمان» نجا من الحرق

محراب أثري في متحف الفن الإسلامي قبل التفجيرات
محراب أثري في متحف الفن الإسلامي قبل التفجيرات
TT

حملة لترميم متحف الفن الإسلامي في القاهرة بعد التفجيرات.. والخسائر «فادحة»

محراب أثري في متحف الفن الإسلامي قبل التفجيرات
محراب أثري في متحف الفن الإسلامي قبل التفجيرات

أصيب متحف الفن الإسلامي بالقاهرة بالضرر إثر تفجيرات وقعت أمام مبنى مديرية أمن العاصمة التي يقع مبناها في مواجهة المتحف، ضمن نزاع سياسي في البلاد تتخلله أعمال عنف، ويعتقد أن المفجرين موالون لجماعة الإخوان المسلمين التي صنفتها الحكومة منذ الشهر الماضي كـ«جماعة إرهابية».
وقال حسن عبد الله، مدير الإعلام بوزارة الآثار لـ«الشرق الأوسط»، إن خسائر المتحف الذي يضم مقتنيات نادرة من عصور إسلامية مختلفة، «فادحة»، وإن الانتهاء من عملية ترميم المتحف تستغرق أربع سنوات، مشيرا إلى أن «مصحف عثمان» الشهير نجا من التخريب والحرق الذي تسبب فيه الانفجار الذي وقع يوم الجمعة الماضي.
ويعد متحف الفن الإسلامي أكبر متحف إسلامي في العالم حيث يضم مجموعات متنوعة من الفنون الإسلامية من الهند والصين وإيران مرورا بفنون الجزيرة العربية والشام ومصر وشمال أفريقيا والأندلس.
وتعود فكرة إنشاء المتحف لدار تجمع التحف الإسلامية عام 1869، في عهد الخديو توفيق حيث جمعت في الإيوان الشرقي من جامع الحاكم وصدر مرسوم عام 1881 بتشكيل لجنة حفظ الآثار العربية، ولما ضاق هذا الإيوان بالتحف بني لها مكان في صحن هذا الجامع حتى بني المتحف الحالي في شارع بورسعيد الذي يقع فيه أيضا مبنى مديرية أمن القاهرة، التي تعد المقر الرئيس للشرطة في العاصمة.
وجرى الانتهاء من بناء الموقع الحالي للمتحف الإسلامي عام 1902. ومنذ اندلاع الصراع السياسي في أعقاب ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011 وتخلي الرئيس الأسبق حسني مبارك عن سلطاته، طالت عمليات التفجيرات والحرق في مصر العديد من المقتنيات الأثرية والفنية والعلمية النادرة، كان من بينها «المجمع العلمي».
وتبدو واجهة متحف الفن الإسلامي بنوافذه العتيقة، محطمة. وتحولت معظم المقتنيات المصنوعة من الخشب والزجاج إلى حطام. وبدلا من وجود زوار للمتحف انتشرت أعداد كبيرة من الجيش والشرطة لتأمين عمل فريق منتدب من النيابة العامة ووزارة الآثار والثقافة لحصر التلفيات وتقدير حجم الخسائر.
ويقول حسن عبد الله: «لا شك أن الخسائر فادحة ولكن هناك أثران مهمان لم يتعرضا للتدمير، وهما الإبريق النحاسي الخاص بمروان بن محمد بن سليم، و(مصحف عثمان)، كما يجري الآن حصر وتجميع كل القطع الأثرية المتضررة من التفجير بما في ذلك الجدران والأسقف والأبواب المهشمة، على أن تحفظ داخل المتحف إلى حين الانتهاء من عملية الترميم التي تستغرق نحو أربع سنوات».
ويضيف قائلا إن «مشروع الترميم يتكلف 100 مليون دولار، ومن المتوقع أن تتبرع اليونيسكو بمبلغ 100 ألف دولار منها، ضمن حملة جمع تبرعات دولية لترميم المتحف الذي لم توضع خطة مشروع لترميمه بعد».
ويقول عبد الله إن المعروض داخل المتحف لا يزيد على 1474 قطعة أثرية، وذلك من أصل 100 ألف قطعة، محفوظة كلها بشكل خاص جدا في درجة حرارة معينة وإضاءة معينة حتى لا تفقد قيمتها الأثرية. ويضيف: «لا أعتقد أن عملية الترميم الخاصة بالقطع ستفقدها بريقها وإنما ستعيدها إلى حالتها الأولى التي كانت عليها».
وحصرت لجنة بوزارة الآثار التلفيات الناجمة عن الانفجار، مشيرة إلى تهشم العديد من النوافذ الزجاجية والأسقف والجدران والتكييف و15 مشكاة إسلامية بجانب العديد من القطع الأثرية التي تضررت بشكل كبير نتيجة التفجير.
وكانت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونيسكو، قد أعربت يوم الجمعة عن بالغ قلقها إزاء الدمار الذي حل بمتحف الفن الإسلامي وأكدت في بيان أنها «تدين بشدة هذا الهجوم وما نجم عنه من تدمير لمتحف الفن الإسلامي الذي يتمتع بشهرة عالمية ويضم آلاف القطع الأثرية التي لا تقدر بثمن. إن هذا الاعتداء إنما يعرض تاريخ وهوية الشعب المصري لأضرار لا يمكن تداركها».
وأضافت المديرة العامة قائلة: «إنني ألتزم اليوم بتعبئة جميع خبرات وتجارب اليونيسكو من أجل إعادة بناء المتحف وترميم مبانيه ومحتوياته التي تعرضت للأضرار، لأن ذلك إنما يمثل عنصرا أساسيا لشعب مصر ولسائر الناس في جميع أرجاء العالم. إن هذا التراث إنما هو جزء من التاريخ العالمي للإنسانية الذي يتشارك فيه الجميع؛ ومن ثم يجب علينا أن نبذل كل ما في وسعنا من أجل صونه».
وعبرت المديرة العامة عن تقديرها لوزارة الدولة لشؤون الآثار ولممثلي المجتمع المدني في القاهرة لسرعة استجابتهم وجهودهم الرامية إلى إنقاذ القطع الأثرية ولما اتخذوه من تدابير أولية من أجل الحفاظ عليها.
واختتمت المديرة العامة بيانها قائلة: «انطلاقا من روح التضامن، فإني أوجه اليوم نداء إلى الدول الأعضاء في اليونيسكو لدعم الأنشطة الرامية إلى إعادة بناء المتحف وترميم صالاته ومعروضاته».
وكان محمد إبراهيم وزير الدولة لشؤون الآثار في مصر قد قال إن جدران ومقتنيات المتحف الإسلامي بمنطقة باب الخلق بقلب القاهرة تأثرت بشدة نتيجة الحادث الإرهابي الذي استهدف مديرية أمن القاهرة صباح الجمعة.
وأشار إبراهيم خلال الجولة التي قام بها فور وقوع الانفجار إلى أن «التقديرات الأولية للحادث تشير إلى تحطم معظم ديكورات المتحف الداخلية وتساقط الأسقف وتهشم الزجاج الخارجي للمبنى الأثري وتهشم العديد من المقتنيات».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.