غضب مصري من «الأخبار» اللبنانية

TT

غضب مصري من «الأخبار» اللبنانية

كثفت مؤسسات صحافية رسمية مصر من إجراءاتها ضد جريدة «الأخبار» اللبنانية، على وقع اتهامها بارتكاب ما وُصف بـ«تطاول وسباب» بحق العاملين المصريين بالمهنة، فضلاً عن اعتبار التعامل معها من قبل الصحافيين المحليين «مخالفاً للقانون».
وفي بيان حاد أعرب مجلس نقابة «الصحافيين المصريين»، أمس (الأحد)، عن استنكاره «باسم أعضاء النقابة جميعاً، بأقسى العبارات والرفض والإدانة الكاملين، لما نشرته جريدة الأخبار اللبنانية من تطاول وسباب واتهامات باطلة لجموع الصحافيين المصريين ونقابتهم العريقة، امتدت إلى عموم المثقفين المصريين».
وقال إن «النقابة هالها التطاول (...) المنشور بالأخبار اللبنانية، والوصول إلى النيل من نزاهة وشرف الصحافيين المصريين، فيما يخص مواقفهم من قضايا وطنهم وأمتهم العربية، وخصوصاً القضية الفلسطينية».
وكان التقرير المنشور في الصحيفة اللبنانية (الأربعاء الماضي) يتعلق بتوجيه انتقادات حادة ولاذعة لموقف النقابة والصحافيين المصريين من اتفاق السلام الموقع بين الإمارات وإسرائيل، غير أن النقابة المصرية ذكرت بمواقفها في هذا الصدد مشيرة إلى أن «جمعيتها العمومية في دورات انعقادها منذ أربعين عاما، وحتى الانعقاد الأخير في مارس (آذار) 2019. تجدد التمسك بحظر التطبيع بأشكاله كافة؛ المهني والنقابي والشخصي مع الكيان الصهيوني».
وطالب «المجلس» الجريدة اللبنانية بـ«الاعتذار الصريح الفوري»، معلناً «الحظر التام على كل أعضاء النقابة من التعاون المهني أو التصريح للصحيفة، وذلك إلى حين نشر الاعتذار». وقرر المجلس كذلك «المخاطبة الفورية لاتحاد الصحافيين العرب، لكي يطالب نقابة المحررين اللبنانيين بإجراء تحقيق عاجل فيما نشرته الأخبار اللبنانية».
ودخلت «الهيئة العامة للاستعلامات» التابعة للرئاسة المصرية، على خط الأزمة، إذ قال مدير «المركز الصحافي للمراسلين الأجانب» فيها محمد إمام، إن «جريدة الأخبار اللبنانية، لا يوجد لها اعتماد في مصر، ولا تملك مكتبا أو مراسلين معتمدين قانونياً في البلاد».
وأكد إمام، أن «أي ممارسة مهنية في مصر باسم الجريدة المذكورة (لمكتب أو أشخاص) تعد مخالفة للقواعد القانونية التي تنظم عمل المراسلين الأجانب في مصر؛ بما يستوجب الاتخاذ الفوري لإجراءات المحاسبة، وفق ما هو وارد في القوانين واللوائح المنظمة لذلك».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.