31 غارة للتحالف ضد «داعش» في يوم واحد

مقتل 45 مدنيا وإصابة 175 في غارات شنها نظام الأسد

31 غارة للتحالف ضد «داعش» في يوم واحد
TT

31 غارة للتحالف ضد «داعش» في يوم واحد

31 غارة للتحالف ضد «داعش» في يوم واحد

شن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة 31 غارة جوية ضد مواقع تنظيم داعش اليوم (الجمعة)، من بينها 13 غارة على مدينة ين العرب (كوباني) الكردية السورية، حسب وزارة الدفاع الأميركية.
وأدت غارات التحالف على عين العرب إلى تدمير 19 موقعا قتاليا إضافة إلى مبانٍ تابعة لتنظيم داعش ومناطق تجمع وعربة، بحسب بيان الوزارة.
وجاء في البيان أن المقاتلات والقاذفات والطائرات من دون طيار قصفت كذلك الكثير من الوحدات التكتيكية.
وبدأ القتال للسيطرة على كوباني في منتصف سبتمبر (أيلول) عندما شن تنظيم داعش هجوما للاستيلاء على المدينة الواقعة على الحدود التركية. ويشن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة غارات جوية على التنظيم المتشدد في سوريا منذ 23 سبتمبر.
وبلغ العدد الإجمالي للغارات التي شنت في سوريا 16 غارة، اشتملت على قصف لبرج حفر ولعدد من العربات ومنطقة تجمع أخرى.
وفي العراق أدت الغارات إلى تدمير نظام صاروخي تابع للتنظيم قرب مدينة الأسد في محافظة الأنبار.
كما استهدفت المقاتلات والطائرات من دون طيار عربات تابعة للتنظيم ومواقع قتالية ومعدات ووحدات تكتيكية وحاوية تخزين، وبلغ عدد الغارات 15 غارة شنت على سبعة مواقع في العراق.
على صعيد متصل، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان وسكان بمدينة الباب السورية اليوم، إن 45 مدنيا على الأقل قتلوا وأصيب نحو 175 آخرين، عندما قصفت الطائرات المدينة الواقعة بشمال سوريا التي يسيطر عليها تنظيم داعش في حين كثفت قوات الأسد غاراتها الجوية.
وأفاد السكان بأن طائرات هليكوبتر وطائرات حربية أسقطت براميل متفجرة على مناطق سكنية وصناعية في مدينة الباب وبلدة قباسين المجاورة إلى الشمال من حلب.
وأظهر تسجيل فيديو حصلت «رويترز» عليه من على موقع للتواصل الاجتماعي ما ورد أنه عواقب الغارات في مدينة الباب. كما أظهرت اللقطات أطفالا ينزفون يحملون من وسط الأنقاض والحطام يملأ الشوارع وسط المباني المدمرة.
وأظهر الفيديو كذلك رجال الإطفاء وهم يتعاملون مع الحرائق.
ولم تورد وسائل الإعلام الرسمية أنباء عن الغارات على مدينة الباب التي يقطنها نحو 100 ألف نسمة وكانت هدفا لضربات حكومية قوية منذ بدء الحملة العسكرية، التي تقودها الولايات المتحدة على تنظيم داعش في سوريا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يقع مقره في بريطانيا، إن 37 مدنيا قتلوا وإن الجيش السوري كثف غاراته الجوية على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وفي مدينة حلب نفسها أظهر تسجيل آخر قصفا شنته جماعة منافسة لتنظيم داعش وهي جيش المجاهدين لمواقع حكومية في حي الأميرية.
وعرض تسجيل آخر لقوات الحكومة تقصف مواقع للمعارضة في الغوطة الشرقية في ريف دمشق اليوم.
وأضاف المرصد الذي يجمع معلوماته من مجموعة متنوعة من المصادر، أن 110 مدنيين على الأقل قتلوا في أكثر من 470 ضربة جوية استهدفت مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في 72 ساعة الأخيرة منها بلدات في الضواحي الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة في دمشق.
وذكر المرصد أن 11 مدنيا معظمهم من النساء والأطفال قتلوا برصاص قناصة موالين لنظام الأسد عندما كانوا يحاولون مغادرة منطقة زبدين المحاصرة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في ريف دمشق. وذكرت وسائل الإعلام السورية، أن الجيش صد «هجمات إرهابية» في مناطق تسيطر عليها المعارضة وأوقع خسائر بين صفوف المتطرفين الأجانب؛ لكنه لم يذكر أرقاما للقتلى المدنيين جراء الغارات الجوية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».