تمديد إغلاق الدار البيضاء لمحاصرة الوباء

ساحة جامع الفنا في مراكش بدت خالية من سياحها (أ.ف.ب)
ساحة جامع الفنا في مراكش بدت خالية من سياحها (أ.ف.ب)
TT

تمديد إغلاق الدار البيضاء لمحاصرة الوباء

ساحة جامع الفنا في مراكش بدت خالية من سياحها (أ.ف.ب)
ساحة جامع الفنا في مراكش بدت خالية من سياحها (أ.ف.ب)

قررت السلطات المغربية تمديد إغلاق مدينة الدار البيضاء لمدة 14 يوماً إضافياً بدءاً من يوم غد (الاثنين)، وذلك لتطويق انتشار فيروس «كورونا»، بالمدينة التي تسجل أعلى نسبة من الإصابات بالفيروس.
وقالت الحكومة إن القرار «اتخذ بناء على خلاصات عمليات التتبع اليومي والتقييم المنتظم المنجَزة من طرف لجان اليقظة والتتبع بعمالة (محافظة) الدار البيضاء، وتبعاً لتوصيات اللجنة العلمية والتقنية بضرورة الاستمرار في الإجراءات اللازمة لمواجهة تفشي فيروس (كورونا)»، مشيرة إلى أنه سيجري العمل بالتدابير نفسها التي تقررت في السابع من سبتمبر (أيلول) الحالي.
وتتمثل هذه الإجراءات في إغلاق جميع منافذ عمالة الدار البيضاء، وإخضاع التنقل منها وإليها لرخصة استثنائية مُسلّمة من طرف السلطات المحلية، وإغلاق جميع المؤسسات التعليمية (ابتدائية وإعدادية وثانوية وجامعية)، واعتماد صيغة التعليم عن بُعد، ابتداء من الاثنين، وإغلاق أسواق القرب على الساعة الثالثة زوالاً.
كما تقرر إغلاق المقاهي والمحلات التجارية على الساعة الثامنة مساء، والمطاعم على الساعة التاسعة ليلاً، وإقرار حظر التنقل الليلي بجميع أرجاء تراب المحافظة، من الساعة العاشرة ليلاً إلى الساعة الخامسة صباحاً، مع السماح بالتنقل للأطر الصحية والأمنية، والعاملين بالقطاعات الحيوية والحساسة، وقطاع نقل السلع والبضائع، شريطة توفرهم على ما يثبت عملهم الليلي.
ووجهت الحكومة بالتقيد الصارم بتوجيهات السلطات العمومية والالتزام بالاحتياطات الوقائية والاحترازية الضرورية من تباعد جسدي، وقواعد النظافة العامة، وإلزامية وضع الكمامات الواقية. وتبعاً لهذا القرار، قررت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدار البيضاء سطات، تمديد اعتماد الدراسة عن بعد، حصرياً، بمؤسسات التعليم العمومي والخاص بكل الأسلاك، والمؤسسات التابعة للبعثات الأجنبية، في مجموع عمالات ومقاطعات الدار البيضاء. وأوضحت الأكاديمية أن القرار ينطبق كذلك، على التلميذات والتلاميذ الذين ينتمون إلى أُسَر تضم أشخاصاً مصابين بفيروس «كورونا». أما بالنسبة للتلميذات والتلاميذ غير المعنيين بهذا القرار، والمنتمين إلى باقي المديريات الإقليمية التابعة للجهة، فسيستمرون في التحصيل الدراسي حسب النمط المعتمد وفق اختيار الأسر (التعليم الحضوري أو عن بُعد)، مع احترام البروتوكول الصحي وما يقتضيه من تدابير وقائية.
من جهتها، قرّرت وزارة العدل بتنسيق مع السلطات الولائية والصحية بمدينة الدار البيضاء، إجراء التحاليل لجميع القضاة والموظفين العاملين بالمحكمة الابتدائية خلال الأسبوع المقبل. وأوضحت الوزارة أن هذا القرار اتخذ بعد زيارة لجنة من المفتشية العامة للوزارة برئاسة مفتشها العام لهذه المحكمة، حيث لوحظ الضغط الكبير الذي تعرفه المحكمة، خاصة شعبة الصناديق، التي سجلت خلال الأسبوع الأول من استئناف العمل بها نحو ألف ملف في اليوم.
وسجلت اللجنة عدم خضوع العاملين بالمحكمة لتحاليل «كورونا»، وعاينت الضغط الكبير على فضاءات كتابة الضبط، خاصة شعبة التنفيذ على شركات التأمين. كما تقرر تطعيم شعبة الصناديق بموارد بشرية إضافية، مؤقتاً للتغلب على هذه الفترة الحرجة، وفق الوزارة التي أشارت، من جهة أخرى، إلى أنها تدرس إمكانية نقل مصالح شعبة التنفيذ على شركات التأمين لفضاء آخر لتوفير ظروف أفضل للموظفين والمحامين وجميع المرتفقين. ولفتت الوزارة إلى أنه في إطار ممارسة اختصاصاتها لإنجاح عملية استئناف العمل بالمحاكم في ظل ظروف الجائحة، تقوم بتتبع دقيق للعملية بتنسيق مع المسؤولين على مستوى مختلف الدوائر القضائية.
وأعلنت وزارة الصحة، مساء أول من أمس، عن تسجيل 2760 إصابة جديدة بفيروس «كورونا المستجد» (كوفيد - 19)، و1760 حالة شفاء، و41 حالة وفاة خلال الـ24 ساعة. وأوضحت أن الحصيلة الجديدة رفعت العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة بالمملكة إلى 97 ألفاً و264 حالة منذ الإعلان عن أول حالة في 2 مارس (آذار) الماضي، وما زالت جهة الدار البيضاء - سطات تحتل المرتبة الأولى في عدد الإصابات بالفيروس؛ إذ سجلت 10101 إصابة.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».