طهران لا تتوقع مواجهة طلبات تفتيش مواقع جديدة من «الطاقة الدولية»

اجتماع بين المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية والوكالة الدولية للطاقة الذرية في طهران الشهر الماضي (الوكالة الدولية)
اجتماع بين المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية والوكالة الدولية للطاقة الذرية في طهران الشهر الماضي (الوكالة الدولية)
TT

طهران لا تتوقع مواجهة طلبات تفتيش مواقع جديدة من «الطاقة الدولية»

اجتماع بين المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية والوكالة الدولية للطاقة الذرية في طهران الشهر الماضي (الوكالة الدولية)
اجتماع بين المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية والوكالة الدولية للطاقة الذرية في طهران الشهر الماضي (الوكالة الدولية)

لا تتوقع إيران أن تواجه طلبات جديدة من «الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، للسماح بعمليات تفتيش جديدة لمواقع قد تشتبه بوجود أنشطة نووية غير معلَنة، وذلك بعد موافقتها على دخول موقعين سريين.
وأعلن مدير «منظمة الطاقة الذرية» الإيرانية علي أكبر صالحي أن «الوكالة الدولية لن توجه أي طلبات أخرى لدخول مواقع إيرانية»، مشيراً إلى توصل بلاده والوكالة الدولية لاتفاق حول موعد تفتيش ثاني موقعٍ لم تبلّغ إيران عن أنشطة نووية فيه قبل توقيع الاتفاق النووي، لكنه رفض الكشف عن التوقيت.
وقال المدير العام للوكالة الدولية، رافائيل غروسي، الأسبوع الماضي، إن المفتشين الدوليين سيصلون إلى ثاني موقع سري إيراني خلال أيام، وأشار في الوقت ذاته إلى أن الوكالة تقوم بعمليات فحص عينات أُخذت من الموقع السري الأول.
وقال صالحي في تصريح لموقع البرلمان الإيراني، أمس، إن «طلب مسؤولي الوكالة الدولية يأتي وفق معلومات بحوزتهم»، مضيفاً أن الوكالة «ليس لديها أي طلب آخر بعد تفتيش الموقعين المذكورين».
وكانت وثائق كشفت عنها إسرائيل في أبريل (نيسان) 2018 أشارت إلى مواقع سرية نووية إيرانية شهدت أنشطة ولم تبلغ عنها إيران في مفاوضات سبقت إعلان الاتفاق النووي.
وقبل اتفاق نهاية الشهر الماضي، شهدت العلاقة بين طهران والوكالة الدولية، المكلفة بالرقابة على البرنامج الإيراني، حالة من التوتر، بعدما اشتكى غروسي من عدم حصول الوكالة على رد إيراني حول أسئلة وُجهت العام الماضي حول موقعين مشبوهين، قبل أن تطلب «الوكالة الدولية»، بداية هذا العام، دخول تلك المواقع.
وبعد أشهر من الرفض، وافقت طهران على طلب الوكالة، بعد ضغوط مارسها أعضاء الوكالة الدولية، في يونيو (حزيران)، ما عمق مخاوف إيرانية من نقل ملفها النووي إلى مجلس الأمن من بوابة الوكالة الدولية.
وصرح صالحي، أمس، بأن بلاده «أعلنت التزامها بالتعهدات التي وافقت عليها لكننا لا نقطع تعهداً للبلاد في بعض القضايا، وبطبيعة الحال لن نقبل بأي قيود لأننا لم نتعهد».
وانتهكت إيران منذ مايو (أيار) 2018، عدة تعهدات وافقت عليها، بموجب الاتفاق النووي، رداً على العقوبات الأميركية.
وقالت الوكالة الدولية، الأسبوع الماضي، إن مخزون اليورانيوم المخصب الإيراني يتجاوز عشرات المرات، تعهُّدها في الاتفاق النووي الموقَّع في يوليو (تموز) 2015.
وقال صالحي إن «الوكالة الدولية قدمت لإيران طلباً وفق تعهداتنا، لن نعارض تنفيذه»، ووضع شروطاً لأي طلب تقدمه الوكالة للقيام بعلميات التفتيش، وهي أن «تكون في إطار اتفاقية الضمانات والبروتوكول الإضافي ومؤكدة ومنطقية ويمكن تبرير تقييمها».
وأشار صالحي إلى أخذ المفتشين الدوليين عينات من أول موقع إيراني، مضيفاً أن بلاده توصلت إلى اتفاق حول الوكالة الدولية لتفتيش الموقع الثاني، لكنها لن تكشف موعده للعلن.
ولمح صالحي إلى ارتياح إيراني من تزامن الإعلان عن تفاقم بين إيران والوكالة الدولية، وطلب الولايات المتحدة تفعيل آلية «سناب بك» لإعادة العقوبات، في إشارة ضمنية إلى امتناع الدول الأوروبية من تأييد تمديد حظر السلاح الإيراني وتفعيل آلية «سناب بك» لإعادة العقوبات الأممية.



عراقجي: هزيمة الجيش السوري جرس إنذار لنا

عراقجي يلقي خطاباً في مؤتمر لـ«الحرس الثوري» حول قاسم سليماني في طهران اليوم (تسنيم)
عراقجي يلقي خطاباً في مؤتمر لـ«الحرس الثوري» حول قاسم سليماني في طهران اليوم (تسنيم)
TT

عراقجي: هزيمة الجيش السوري جرس إنذار لنا

عراقجي يلقي خطاباً في مؤتمر لـ«الحرس الثوري» حول قاسم سليماني في طهران اليوم (تسنيم)
عراقجي يلقي خطاباً في مؤتمر لـ«الحرس الثوري» حول قاسم سليماني في طهران اليوم (تسنيم)

عدّ وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي «هزيمة» الجيش السوري والإطاحة بنظام بشار الأسد «جرس إنذار» لبلاده وقواتها المسلحة، مشدداً على ضرورة التركيز على العمل الإعلامي بموازاة العمل الدبلوماسي والميداني.

ودعا عراقجي في مؤتمر لقوات «الحرس الثوري» إلى التنسيق بين الأنشطة الميدانية لـ«الحرس» والمهام الدبلوماسية لوزارة الخارجية، وهي المرة الثانية التي يتحدث فيها عن ذلك في غضون أسبوع.

وقال إن جزءاً من نهج المقاومة هو «دبلوماسية المقاومة»، وأضاف في السياق نفسه: «الميدان والمقاومة يكملان بعضهما، ولا يمكن فصلهما عن بعض».

وأعرب عراقجي عن دعمه لأنشطة «الحرس الثوري» الإقليمية، قائلاً إن «الميدان بقوته يفتح الطريق للدبلوماسية»، وأضاف: «لقد شاهدنا تجسيداً عملياً للتعاون بين الميدان والدبلوماسية في الساحة السياسية للبلاد في الأشهر الأخيرة»، حسبما أوردت وسائل إعلام «الحرس الثوري».

وتعرَّض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات، بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها؛ حركة «حماس» الفلسطينية، وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وكان قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي قد قال، الاثنين، إن «حزب الله» تمكّن من «فرض إرادته» على إسرائيل. وأضاف أن «جبهة المقاومة» اليوم في ذروة «قوتها»، وأردف في خطابه: «العدو منهك، ولا يعرف ماذا يفعل؛ لم يعد لديه مكان للهروب».

وتطرق عراقجي إلى دور الجنرال قاسم سليماني، مسؤول العمليات الخارجية لـ«الحرس الثوري»، في توسيع أنشطة «الميدان»، خصوصاً دعم «جبهة المقاومة»، قبل مقتله في غارة جوية أمر بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وقال عراقجي إنه «قام بتحويل مدرسة المقاومة إلى حركة وجبهة مقاومة، وهذه الحركة لا تزال قوية ومشرّفة في المنطقة وتواصل نضالها ضد الكيان الصهيوني والاستكبار».

وقال عراقجي: «لقد شهدت جبهة المقاومة خلال حياتها تطوراً مستمراً، ولا ينبغي لأعدائنا أن يعتقدوا أنه مع الضربات الأخيرة التي تلقوها، ستظهر ضعفاً في هذه الجبهة، بل على العكس، سيصبح هذا النهج أقوى وأكبر».

وأشار بذلك إلى مقتل قيادات جماعات «محور المقاومة»، على رأسهم حسن نصر الله، قائلاً إن مقتله سيجعل من حركة «حزب الله» في لبنان «أقوى وأكثر ثمراً».

وقال عراقجي إن «الضربة التي وُجهت للجيش السوري كانت إعلامية ونفسية قبل أن تكون عسكرية، وفي الواقع، الجيش السوري هُزم قبل أن يخوض المعركة ولم يتمكن من الصمود».

صورة نشرها عراقجي من تناوله العشاء في مطعم بدمشق على منصة «إكس» مطلع الشهر الحالي

وأضاف: «يجب أن تكون هذه الحادثة جرس إنذار لنا، وأن نكون حذرين من البيئة التي يسعى أعداؤنا لخلقها، وألا نسمح لهم بنشر الإحباط واليأس في البلاد».

ولفت إلى أهمية وسائل الإعلام في الحفاظ على السردية الإيرانية، وقال: «إلى جانب الميدان والدبلوماسية، يوجد محور ثالث يسمى الإعلام».

ودفع مسؤولون إيرانيون وقادة «الحرس الثوري» بروايات متباينة، حول دوافع حضورهم العسكري في سوريا، بعد سقوط بشار الأسد.

وأنفقت إيران مليارات الدولارات لدعم الأسد خلال الحرب، وأرسلت قوات من «الحرس الثوري» إلى سوريا؛ لمساعدة حليفها على البقاء في السلطة.

كان عراقجي آخر مسؤول إيراني كبير التقى الأسد علناً، قبل أيام من سقوطه، بينما كانت فصائل المعارضة السورية تتقدم من حلب باتجاه حمص ومدن سورية أخرى.

وبعد اللقاء، توجه عراقجي إلى مطعم قريب من السفارة الإيرانية في منطقة المزة، لتوجيه رسالة «أمان» من العاصمة السورية، في مسعى للتقليل من أهمية التقارير بشأن احتمال سقوط الأسد.

في منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، دعا قائد «الحرس الثوري» إلى استخلاص العبر مما حدث في سوريا، وقال إن سوريا تمثل «درساً مريراً لإيران»، وذلك بعدما تعرضت منشآت عسكرية في سوريا لضربات إسرائيلية متتالية.

وفي نهاية ديسمبر، توقع المرشد الإيراني علي خامنئي ظهور «قوة شريفة في سوريا»، قائلاً إن «الشباب الشجعان والغيارى في سوريا سيقومون بطرد إسرائيل».