مصر تبدأ تحضيرات «أسبوع القاهرة للمياه»

TT

مصر تبدأ تحضيرات «أسبوع القاهرة للمياه»

على وقع تعثر متواصل في المفاوضات بشأن «سد النهضة الإثيوبي»، بدأت مصر في الأعمال التحضيرية للنسخة الثالثة من «أسبوع القاهرة للمياه» الذي تناقش فعالياته لهذا العام قضية «الأمن المائي من أجل السلام والتنمية في المناطق القاحلة».
وتخشى مصر من أن تؤدي طريقة ملء وتخزين المياه خلف السد الإثيوبي إلى الإضرار بحصتها من مياه النيل، والتي تقدر بـ55.5 مليار متر مكعب، وتعتمد عليها القاهرة بنسبة أكثر من 90 في المائة في الشرب والزراعة والصناعة، وتشارك مع إثيوبيا والسودان في مفاوضات يرعاها «الاتحاد الأفريقي» بغية التوصل لاتفاق.
وترأس وزير الري المصري، الدكتور محمد عبد العاطي، أمس، الاجتماع التنسيقي للجنة التنظيمية لأسبوع القاهرة للمياه الذي سيُعقد ما بين 18 و22 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
ومن المقرر أن يتضمن برنامج الفعاليات عقد خمس جلسات عامة، وأكثر من 25 جلسة علمية وفنية تنظمها عدة منظمات إقليمية ودولية، بالإضافة إلى عقد اجتماعين رفيعي المستوى (الاجتماع المشترك لكبار المسؤولين بوزارات الموارد المائية والري والزراعة في الدول العربية، ومائدة مستديرة للخبراء بالمجلس الاستشاري المصري الهولندي للمياه) ومنتدى الشباب الأفارقة المتخصصين في المياه.
وأكد عبد العاطي أن نسخة هذا العام من أسبوع القاهرة للمياه، المقامة تحت شعار «الأمن المائي من أجل السلام والتنمية في المناطق القاحلة»، تهدف إلى تسليط الضوء على عدة محاور، أبرزها التحديات التي تواجه الموارد المائية في المناطق الجافة، ومناقشة الحلول العلمية وأحدث التكنولوجيات لتحقيق الأمن المائي.
وقالت الدكتورة إيمان سيد، رئيسة قطاع التخطيط ورئيسة اللجنة التنظيمية، إن أسبوع القاهرة للمياه في نسخته الثالثة «يأتي مختلفاً في تنفيذه هذا العام عن الأعوام السابقة؛ حيث سيُعقد الافتتاح الرسمي، ويعقبه بدء الفعاليات عبر تقنيات التواصل عن بعد، بما يضمن المشاركة الواسعة والفعالة لخبراء من مختلف أنحاء العالم، مع اتخاذ كافة تدابير الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار فيروس (كورونا) المستجد (COVID-19) خلال فعاليات حفل افتتاح الأسبوع».
وستعقد ثلاث مسابقات خلال أسبوع القاهرة للمياه، لاختيار أفضل مشروع تخرج في مجال الري والهيدروليكا وإدارة المياه، وأفضل عرض مختصر لرسائل الماجستير والدكتوراه في مجالات المياه، وكذلك مسابقة المزارعين لأفضل ممارسة في مجال الري بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي.
وشارك خلال النسختين الأولى والثانية لعامي 2018 و2019 أكثر من ألف شخص، وتم عقد أكثر من 50 جلسة فنية، حاضر فيها أكثر من 40 عالماً وخبيراً في مجال المياه، كما شاركت حوالي 30 شركة وجهة في المعرض المقام على هامش كل منهما، بحسب البيانات الرسمية لـ«الري المصرية».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.